[email protected]
من القضايا التي أراها ضرورية وأساسية بالنسبة للآباء والأمهات معرفة «شخصية ابنك او ابنتك»!
لأن الشخصية هي مفتاحنا في التعامل المجتمعي، ونظرا لاهمية الشخصية فإنها تُعطي اهمية واولوية في الدول المتقدمة اللهم إلا دولنا (العربية المجيدة) فإنها لا تزال نائمة نومة أهل الكهف!
المجتمعات الحضارية التي تولي الانسان اهمية تعمل على مساعدة الفرد والاسرة على الاندماج المجتمعي والارشاد النفسي والتوجيه التربوي في المدارس والجامعات والكليات ومؤسسات المجتمع المدني ومكاتب الارشاد النفسي والاجتماعي.
ايها الاب وايتها الام: الصيف فرصتكم للتعرف على احوال ونمط/ شخصية «عيالكم» بكل مقاييسها والاستفادة من نظريات علم النفس ومقاييس الشخصية السوية، ولتعلم انهم «مختلفون» ما في واحد يشابه الآخر ابدا!
أتمنى من جمعيات النفع العام ان تبادر بعمل دورات تطرح فيها الانماط الشخصية المبسطة كي يستفيد اولياء الامور. كما انني اقترح «برامج تلفازية» تقوم بها القطاعات الاجتماعية والنفسية ومن المتخصصين حتى تتحقق الفائدة المرجوة، وكلنا يعلم ان الثقافة المجتمعية تختلف من مجتمع الى آخر، وهذا ما يؤكد ما اطرحه من مقاييس الشخصية للشباب والراشدين من الجنسين لقياس جوانب متعددة من شخصياتهم ليحققوا لنا ما نأمله منهم في استشراف المستقبل!
اولادنا اكبادنا تمشي على الارض «محروسين» من الآباء والامهات وبما وضعه الله من رحمة وشفقة في قلوبهم لحماية ابنائهم، اليوم في كل مجتمعاتنا استبداد اجتماعي وسياسي مما يجعل هؤلاء الشباب يضطربون، فهناك كم من العنف والعدوانية والارهاب والتشرد والانانية والاعتمادية والتسلط والانحراف بكل انواعه مما يتطلب التدخل العاجل لقياس كل هذه الامور والقضايا ومعالجتها لتخفيف التوتر واحداث الاتزان الانفعالي المطلوب في حده الاقصى على الاقل.
هناك اليوم ظواهر تستلزم التدخل العاجل من كل اطراف العلاقة في مجتمعاتنا لمعالجة الانفلات وايضا الانطوائية.
فما احوجنا الى القياس العلمي والتوجيه التربوي خاصة ان قرآننا العظيم يبلغنا (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ـ الشمس: 7 و8)
ارجو ان يفكر اصحاب القرار بمساعدة الاسر والعائلات على قيام «حملات مجتمعية توعي بالانماط الشخصية مبكرا».
اننا نريد «مواطنا» ذا شخصية قوية وليس ضعيفا، ذكيا، مبادرا، محبا لوطنه ودينه ومجتمعه واسرته و.. و.. و...
نريد شخصية متكاملة السلوك، تتحمل المسؤولية وتحترم القانون وعادات وتقاليد المجتمع ولها اتجاهاتها واهتماماتها واسلوبها المميز في الحياة.
ادعو قارئي الكريم منذ اليوم واللحظة الى اعطاء هذا الموضوع اهميته لأن «ابناءه» اغلى ما يملك وهم الاستثمار الحقيقي لك في الحياة.
انا شخصيا اعي تماما واعرف ان من ابرز العوامل المؤثرة في الشخصية العامل الوراثي، وعامل العمر بكل المراحل بدءا من الرضاعة الى مرحلة الطفولة الى المراهقة الى مرحلة نضوج الشخصية، اضافة الى العوامل الجسمية والبيئة الاجتماعية والعوامل الاسرية والتنشئة الاجتماعية خاصة ان صاحبها «اهمال ـ قسوة ـ آثار ألم نفسي وتذبذب وتفرقة في المعاملة»!
٭ ومضة: انا في حياتي طبقت مع ابنائي قاعدة «ديموقراطي في الحوار ديكتاتوري في القرار»، وانا حالي حال كل الآباء والامهات كلنا يحاول ان يجنب «ابناءه وعياله» الاخطاء ويحب ان يشاهدهم في حالة ما وصل اليه هو من تجربة وخبرة تراكمية.
ومن خلال الحياة اتضح لنا جميعا ان اسلوب الحب والتقبل والتفهم والتسامح داخل الاسرة له تأثيره في نمط شخصية «الولد او البنت» خاصة في مرحلة الطفولة لأن «الكبير لا يتعلم».
في السابق كانت المدرسة تقوم بدور مكمل للاسرة، اليوم ضاع للاسف هذا الدور المحمود وحل محله «الهواء المفتوح في الانترنت» هو الذي يعلم ويوجه ويربي وهذه كارثة طبعا.
ايضا غياب دور المسجد وادوار مؤسسات القطاع المدني وقطاعات المجتمع وما يطرح في الاعلام من افلام ومسلسلات تافهة وهابطة كل هذا جعل لدينا «ابناء» غير أسوياء للاسف.
٭ آخر الكلام: احذروا في هذا الصيف وقت الفراغ وجماعة الرفقة (الصاحب ساحب)، فوقت الفراغ ان احسنّا استخدامه استفاد (العيال) فيه من كل الانشطة الرياضية وما يساعد على صقل هواياتهم.
قال الشاعر:
وانما اولادنا بيننا
اكبادنا تمشي على الارض
لو هبت الريح على بعضهم
لامتنعت عيني من الغمض
٭ زبدة الحچي: تستطيع ان تعرف شخصية «ابنك ـ ابنتك» من خلال ماذا يقول الآخرون عنه او عنها.
انا ارى الانسان في ثلاث شخصيات:
ـ تلك التي يعرفها.
ـ تلك التي هو عليها.
ـ تلك التي يظن انه بها.
وتبقى الحقيقة العميقة: الاشياء التي يتخلص منها الناس تخبرنا عن شخصيتهم اكثر من الاشياء التي يحتفظون بها.
اذن، الشخصية في الختام هي نتاج تجارب ومواقف وتوجيه واحداث وتصرفات تبلورت عبر فترة زمنية لتشكل لنا الفرد.. اتعبوا على هذا التشكيل في نمط «ولدكم او بنتكم» الله يخليهم لكم ويحفظهم ويصلح احوالهم.
اعيدوا ادوار: البيت ـ المدرسة ـ المسجد ـ التلفاز ـ الاذاعة ـ وكل وسائل الاتصال الاجتماعي.. تفلحوا!
٭ اعتذار: اعتذر لقارئي الكريم عن انقطاعي عن كتابة «الومضات» طيلة اجازتي الصيفية، متمنيا للجميع اجازة صيف على «كيف كيفك» ان شاء الله، وأعدكم بتغطية صحافية في محطات سياحية.. في امان الله.