[email protected]
يا الله.. سرعان ما بدأت الأيام الأول من ذي الحجة وسرعان ما تنتهي.. منح ربانية فاستغلها.
فرصتك في العشر من شهر ذي الحجة أن تمارس المناداة وترفض وتحارب القنوط بالأمل وباليقين الصادق مع الله.
مناداة الله عزّ وجلّ أمرٌ عظيم، لأنك حين تنادي ربك بأحب الأسماء إليه «يا حي يا قيوم» فإنك في هذه الحال تنادي ربك عزّ وجلّ بندائك الخفي أو العلني المعلوم.
إن المناجاة والتضرع لله مجلبة للخير، فما بعد التضرع والتقوى واليقين إلا أن يحقق الله لك هدفك.
أما القنوط فهو اليأس وخيبة الأمل وتزيين الشيطان لك هذا القنوط لتستسلم له.
قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله.. - الزمر: الآية 53).
إن الإنابة الحقيقية أن تنادي وتناجي ربك بيقين صادق، بعيدا عن القنوط المنبوذ، والتوبة دربك للوصول إلى طلبك والخير كله.
قال تعالى: (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون - يوسف: الآية 87).
عزيزي القارئ: تذكّر أنك اليوم تعيش أياما مباركة قد تعادل أو تزيد بالأجر عن العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل.
اجعل التفاؤل طريقك قبيل هذا العيد المبارك، لأن الله عزّ وجلّ قد يبكيك ساعة لئلا تبكي بعدها دهرا.
قد تتأخر إليك عطايا أو خيرات مدة من الزمن، وتظهر أنت إيمانك وتقواك وتنجح في الاختبار الرباني لتفوز بالخيرات دهرا.
لله في خلقه شؤون وابتلاءات واختبارات وعطايا لا حصر لها، فقد يذيقك (ألماً) ليفتح لك فرحا سرمدا طوال عمرك.
قد يُبعد عنك ما تحب «ليختبر صبرك».
أحيانا نصل من القنوط مبلغا صعبا، فقد تنادي ربك طويلا حول أمر ما، وتطيل النداء، وتظن أن مناداتك ومناجاتك ضاعت.. لا دري، ربما يكثر منك الدعاء ليعظم العطاء.
٭ ومضة: قد يقطع الله أسبابك فتظنه يعجزك، وأحيانا تظن أنه يختبرك، ويحتار فكرك وتناجي ربك، لكن، تذكر ولا تنسى أنه رفعك إلى درجة المضطر فيزداد الدعاء منك فيستجيب لدعائك ويلبي حاجتك بعد أن وصلت أنت إلى مرحلة القنوط.
لن تملك عزيزي القارئ الكريم من رؤية أقدار الله، لكننا نعمل متوكلين كل منا باجتهاده وفق الشعار: «وليس للإنسان إلا ما سعى».
لا تتعجب من التوقيت فالله قادر على كل شيء، ويده تعمل لك في الجهر والخفاء ما تعجز عن تحقيقه.
٭ آخر الكلام: وما كان الله ليضيع هذا الإنسان أو ذاك لأنه بالناس رؤوف رحيم.
٭ زبدة الحچي: ما بين المناداة والمناجاة، والقنوط واليأس، والأمل، أدعوك عزيزي القارئ لراحة البال بترتيب علاقتك بخالقك أولا، ومَنْ يعيشون معك في هذا الكوكب، وتذكر مني زين هذه المترادفات:
العلاقات تدوم بالتغاضي
وتزداد انسجاما بالتراضي
تمرض بالتدقيق والتحقيق
وتموت وتنتهي بالتدقيق
وفي هذه الأيام المباركات من عشر ذي الحجة تذكر:
بالكلمة الطيبة تتجاوز الكراهية
وبالصبر تتجاوز الحزن والهموم
وبالصمت والحكمة تتجاوز الحماقات
تميز وافخر، لكن لا تتكبر على أحد
وحكمة الحياة المهداة مني لك عزيزي القارئ: إرضاء الناس غاية لا تدرك، وإرضاء الله غاية لا تترك، فدع ما لا يدرك إلى ما لا يترك.
تقبل الله صيام من صام ومن نوى الحج وعيدكم مبارك.