[email protected]
مفردة كويتية جميلة فحواها «حبنتي ذو أبعاد مختلفة ومعان»!
فما هذه الكلمة التي يجب على عيالنا من هذا الجيل أن يعوها وغيرها من المفردات ذات المعنى العميق؟
حبنتي «صفة تقال» للشقي من الأطفال «على سبيل المزاح»، وهذا ما ذكره أستاذنا حمد السعيدان في موسوعته الكويتية!
أما حبنتي بلهجة أهل جنوبي العراق فهي تعني الشخص البدين!
على العموم هذا النعت أيضا يدل على صفة (القوة والهيبة والسطوة) لأن الأم الكويتية العتيجة تناغي ابنتها في المهد قائلة: إبنيتي، إبنيتي، بأزوّجها الحبنتي!
وما في أم لا تريد لابنتها الزوج الطيب وكما أسمته الحبنتي!
وهناك من يقول إن الحبنتي مرتبط بالوسائل غير المشروعة في الغايات المطلوبة مثل: جمبازي، هيس، وكيح، اسود ويه وهكذا!
الحبنتيون متواجدون في هذا الزمان بكثرة الذباب الالكتروني.
والحبنتيون «متنمرون» ضد هذا وذاك وليس لهم وطن.
والحبنتيون الجدد «وقودهم» اليوم الدينار وغيره من العملات.
٭ ومضة: إذا أخذنا المعنى الأول للحبنتي وهو «الطفل الشقي» فأنت اليوم أمام (طفل كبير) تعلم من شبكة الانترنت ما قد يصعقك.
راحت روح الدعابة والمزاج البسيط، فأنت أمام طفل متنمر لا يحب المزاح الطبيعي، يريد كل ما يطلب، إنه باختصار حبنتي هذا الزمان!
أما اذا أردت صفة الطول والقوة والسطوة، فأنا ألاحظ أن قصار القامة هم من (الحبنتية)!
ومن يستعرض التاريخ يجد مثلا هتلر (حبنتي أصلي)!
كلمت 3 من أعز أصدقائي الأستاذ بدر بورسلي وراشد العجيل وطارق ادريس ووجدتهم (حبنتية بس إيجابية غير متنمرة ولا قابضة) وأعتقد أنهم سلالة من أوصت الأم الكويتية القديمة في مناغاتها ابنتها بأنها ستزوجها الحبنتي، أي الذهب الخالص مو «الرانغول»!
٭ آخر الكلام: زمن «الحبنتية» و«المرتشية» و«المظهر الچذيبوا» زاد عن الحد وهذه حقيقة ولا مزاح لأن الساعين لأكل السحت من الفساد بوسائلهم غير المشروعة كالبكتيريا الطفيلية الضارة! وأول كنا نسمع سرقة مئات لا قل آلاف، اليوم «السرقات الحبنتية» بالملايين!
٭ زبدة الحچي: جيل جديد من الكويت بدأ يدقق بمعاني الكلمات والمفردات يراجع الأصول ويقف عند الواقع ويتساءل مستغربا لماذا هذه الكلمات كانت تستخدم في إطار معين واليوم صارت تنطبق على كثير من الواقع المؤلم؟!
إنه باختصار زمن «الحبنتية» المنفلتة التي لا تهمها الحكمة ولا يعيبها من أي فهم خرجت أو ما هي عقيدة صاحبها ووطنيته، فكل يجني ثمار ما زرع والحكمة هي مبتغى كل لبيب طموح غير «حبنتي».
اليوم الأذكياء فقط الذين يقبلون على (المأدبة الحلال) ويتلذذون بعبر الحياة ويأخذون من تاريخهم وتجاربهم ومفرداتهم ما هو (عنوان) لهم ولمرحلتهم.
وستبقى (جموع شريفة) تحترق أكبادها من لظى الطريق ووعثاء السفر في عالم المفردات من بحر لهجتنا واللبيب من يفهم اليوم رسالتي وهي لغير الحبنتية.
عزيزي القارئ أدعوك للنظر في «الحبنتية».
فأقبل بقلب وضمير غير «مباع».
وانظر بتأمل الوطني الخائف على وطنه من الحبنتية.
وتدبر ما أقول بروية.
نعم.. أنا منحاز للمفردات الجميلة في لهجتنا وأتدبرها وأحاورها وأتمنى من «قارئي» الكريم أن تلامس قلبه معنى وقيمة، فعش معها وعايشها!
ويكفيك «قارئي» من القلادة ما أحاط بالعنق.
وتالله من أوتي الحكمة في هذا الزمن «المتقلب الحبنتي» فقد أوتي خيرا كثيرا.. في أمان الله وعطلة أسبوع سعيدة.