[email protected]
الله عز وجل خلق الناس طبقات (الغني والمتوسط والفقير) ومن غير هذا التقسيم يختل الكون لأن كل طبقة من هؤلاء بحاجة للآخر وهكذا!
المال في ملة الإسلام في القرآن الكريم قدم على الأبناء بقوله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) سورة الكهف آية 46.
نرجع الى العنوان: (الأب الغني والأب الفقير) هذا كتاب صدر قبل عشرين عاما ولايزال هو الكتاب الأول في مجال الكتب المالية الشخصية على مر الأعوام!
كتبه روبرت تسي كيوساكي، ويشتمل محتواه على تحديثات تتناسب مع عالم اليوم، وبعد قراءته أعتبره بالفعل نقطة انطلاق لكل من يسعى للتحكم في مستقبله المالي!
الكتاب يشدك من أول حرف الى نهايته لأنه عرض حقائق ما يعلمه الأثرياء ولا يعلمه الفقراء وأفراد الطبقة المتوسطة لأبنائهم عن المال!
الكتاب يوضح لماذا يعمل الطلاب الممتازون لدى الطلاب المتوسطين ويعمل الطلاب الجيدون لدى الحكومة!
حقائق عجيبة لنموذج الأب الغني الذي يعلم ابنه الأفضلية في الاختيارات!
ويشرح لماذا يزداد الأثرياء ثراءً!
والدرس الأول الذي يجب أن نتعلمه هو ضرورة تدريس الثقافة المالية!
ولماذا علينا أن نهتم بأعمالنا؟
ومعرفة تاريخ الضرائب ونفوذ الشركات!
وكيف يبتكر الغني سبل الحصول على المال؟
ولهذا كله ليكن عملك بهدف التعلم لا جمع المال!
وتعويد النفس التغلب على المعوقات!
في عام 1997 صدر هذا الكتاب القيم العميق ماليا واقتصاديا، وهو دروس مستفادة بشأن عملك الآني والمستقبلي والدروس التنبؤية ومنها درس الأب الغني والذي يحذر دائما من أن الزيادات في الدخل تذهب إلى رواد الأعمال والمستثمرين وليس «الموظفين»، أي بمعنى أدق ليس لمن يعملون لجني المال!.. لأن المدخرين خاسرون، ولأن الطبقة الفقيرة والوسطى تعتبر (ادخار المال) مذهبا ووسيلة للخلاص من الفقر والحماية من العالم القاسي وتسمية المدخرين (خاسرين) أشبه بإهانة معتقد راسخ!
ومن دروس الأب الغني «بيتك ليس من الأصول»!
هذه نظرية وفي عام 2007 عندما بدأ المقترضون في الامتناع عن سداد الرهن العقاري انفجرت (فقاعة العقارات في العالم) وأدرك الملايين من ملاك المنازل الحقيقة: منازلهم ليست من الأصول!
في الغرب تبقى قضية دفع الضرائب محورية (وفي هذا الزمان لسنا بعيدين عنها) خاصة ما يسمى الضريبة المضافة!
كلنا يذكر الرئيس أوباما ومنافسه على الرئاسة المحافظ السابق ميت رومني وعندما تبين للناخبين أن أوباما كان يدفع قرابة 30% من دخله للضرائب بينما كان المحافظ رومني يدفع أقل من 13% للضرائب بدأ سقوط رومني الذي كلفه الفوز في الانتخابات وهنا تبدو (الضرائب) محورية في انتخابات 2016!
رغم أن الرئيس الحالي ترامب بدأ بتخفيض الضرائب من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة لأن الواقع هو أن الأثرياء سيدفعون ضرائب أقل دائما!
والسبب وراء دفعهم لضرائب أقل يعود الى النصيحة الأولى للأب الغني: الأثرياء لا يعملون لجني المال!
فما دام المرء يعمل لجني المال سيدفع ضرائب!
لدي صديقان قالا لي وقد أتيح لهما أن يكون لهما جدٌ غني وآخر متوسط وكلاهما كيّفا نفسهما للحياة وعلّما الأحفاد كل منهما بتجربته ومما لديهما من علم رفيع في التجارة والحياة معا!
ونظرة في الحياة.. المدارس لا تعلم التجارة أبدا وإنما تركز على مهارات مدرسية ومهنية وليس على مهارات مالية!
شاهدوا رجال السياسة رفيعي التعليم أفضل حالا مثل (المصرفيين) لأن هؤلاء يتخذون القرارات المالية بخلفية ضئيلة من المال!
ومضة:
علينا أولا أن نعلم أن (المغني والمفقر) هو الله عز وجل (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)!
وعليك عزيزي القارئ أن تعلم أن هناك فرقا بين كون المرء فقيرا وكونه مفلسا!
فالإفلاس أمر مؤقت أما الفقر فأبدي!
وتبقى الحقيقة أيها القراء: الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى يعملون من أجل المال، أما الأثرياء فالمال هو الذي يعمل من أجلهم!
آخر الكلام:
لو سألني أحد أبنائي أرجو إخباري كيف أصبح غنيا؟
لقلت له استخدم عقلك يا بني لأنني لو كنت أعرف أن أجيب عن هذا السؤال لوجدتني غنيا!
فلم تسبب لي الإحراج؟!
زبدة الحچي:
سيظل الكون مستمرا والحياة تنتظر البرزخ والآخرة وشريحة التجار يضاف لهم أحد ما وسيسقط اسم من قائمة التجار لأن الرازق هو الله عز وجل، هذا هو إيماننا!
خير ما تفعل أن (تقيّمْ) نفسك وتغير نفسك أولا حتى تعلم حقائق الكسب المالي وتنتقل من الطبقة الفقيرة الى الطبقة المتوسطة وأخيرا الى الطبقة المنشودة الغنية!
تجربتي في الحياة رأيت الناس تتحكم بهم غريزتان هما: الخوف والجشع!
الخائف لا يصلح للتجارة، ومثلنا الشعبي يقول: «فاز باللذات من كان جسورا»!
اعلم أن حصادك هو حصاد سنواتك الذهبية في أول عمرك قرر: من أنت؟ ومن أي طبقة!
اليوم ضاعت فرصة الادخار والاستثمار بعيد المدى!
فساد عمّ الكون وفرص يحصدها (صادها وعشى عياله) وليس المهم عندهم حلالا أم حراما، إنما هو كنز المال للأسف!
الثراء غير المشروع لهذا الكم من الفاسدين وغيرهم الذين تخرج رواتبهم ومكافآتهم عن المتعارف عليه وهي مشكلة أخلاقية تواجه الشعب العربي برمته!
من الآخر:
في عصر المعلومات والبهلوانيات والإنترنت يصير الملايين من الناس أثرياء حتى قبل سن الثلاثين!
واعلموا أيها القراء أن الحياة ستظل بتكاليفها تضغطنا وتظل هناك 3 طبقات (فقيرة - متوسطة - غنية) وأبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة يعملون من أجل المال، أما الأثرياء فالمال هو الذي يعمل من أجلهم!
ونقولها نحن في الكويت: الغني ييب الغنى.. والفقير ييب الفقر!
كتاب صعب جدا تحليله وتفسيره، غير أنني حاولت أن أبسطه لكم!
لعل هذه المقالة تكون سببا في انطلاقك للسعي للتحكم في مستقبلك المالي!
في أمان الله.