[email protected]
الخبرة هي الاسم الذي يُطلقه الناس على أخطائهم وهي تزيد من حكمتنا ولا تقلل من حماقتنا!
والدمعة تعبير إنساني شديد التأثير والتأثر!
هناك دموع ندم وحسرة، وهناك دمعة ندم من الطيبة وليست دمعة تماسيح!
وتصدر مقولة: «على نياتو»!
ويبقى دمع المرأة سلاحها في مآقيها وتنزل في أوقات محسوبة، أعرض منها الدمعة الطيبة، والطيبة أي التي لا تعرف لا اللف ولا الدوران!
أعرض الدمعة الطيبة لعل فيها عظة وعبرة في زمن التنمر والاستغفال والاستهبال والأفلام!
قالت لي عبر الهاتف: هل تعلم أستاذي بأنني أشعر الآن أنني كنت غبية؟
نعم.. غبية وطيبة زيادة عن الحد اللازم!
أنا كنت أعتقد أن المطلوب مني دائما لأسرتي أن أقول نعم دون تفكير، فأعطي هذا وأعطي ذاك، وأخدم أفراد أسرتي وأرحامي دونما تفكير بنفسي!
اليوم اكتشفت أنني أكبر (عبيطة) في العالم، الكل يستغل طيبتي وبراءتي ويعاملني أساسا على أنني: (ودوه.. ودوه، ييبوه.. ييبوه)، كمن لا عقل له ولا تفكير، وأنا أحتسب الأجر من رب العالمين، أحترم «الجدات والخوال والعمام وزوجاتهم» وأبناءهم، وكنت أتحمّل كل الأخطاء التي «ترمى» على مشجبي، أعمل الخير وينقلب عليّ!
أنجز العمل ويتم لومي!
أفرحهم بصرف المال وأنا المحتاجة له في أموري الخاصة بي، وأنا الفتاة الثلاثينية المحتاجة لهذا المال كي أكمل ما ينقصني، وكثيرا ما ضحيت لأجلهم دون فائدة للأسف!.. واضح ان الطيبة في هذا الزمان ضعف!
وكأن الواقع كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
وإذا أصيب الناس في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
تعبت في هذه الحياة، أضحّي من أجل الكبير والصغير وكله «ضايع» إلا عند رب العالمين.
لا أعرف ماذا صار بالبشر، الأهل والأقرباء والجيران والرفقة، الكل صاروا (ماديين) وبلا مشاعر، ما جعلني أقرر أن أرجع إلى (التنمر)، وهذا هو السائد في هذا الزمن الجاف.
أنا اليوم أبشرك أحسن حالا استفدت من تجاربي وسأعطي كل إنسان بقدر ما لديه من حقوق وواجبات لا اضرار ولا تفريط وكل عمل بقدّر!
٭ ومضة: كانت هذه فحوى رسالة صوتية لامرأة عملت الخير مع أهلها وجازوها بالنكران وهي بعد أن أرست سفينتها على شاطئ (التوقف) عن مسايرتهم، تواصل القول: لن أندب حظي العاثر من هذه الضربات، لكنني سأغيِّر نمط حياتي من (طيبة مفرطة) إلى تنمّر وحياد. تقولها بصوت كله حسرة وغصة بعد أن خذلوها وأهانوها ونزلوا دمعتها!
لكنهم حتى اليوم لم ولن يفهموا أن الأقوياء هم الذين يقدمون التضحية ثمنا لما هو أغلى وأعظم!
٭ آخر الكلام: الأديان والأعراف الإنسانية كلها حفظت للمرأة حقوقها وأعطتها التقدير وعليها أن توازن أمورها، فليس من المعقول أن تعطي أهلها والمحيطين بها مثلا (الدينار) وهي بالأساس محتاجة وجائعة و.. و.. و..!
وكما قالوا: التضحية الكبيرة سهلة ومعروفة وتبين لكن التضحيات الصغيرة المتواصلة هي البلوى وهي الصعبة!
٭ زبدة الحچي: أتصور هذه الفتاة وقد عانت من (النكران والجحود)، وبالمناسبة هاتان الخصلتان الذميمتان الآن في انتشار كبير بين البشر، وخاصة الأسر والموظفين!
على الإنسان أن يكون هو ميزان نفسه ويوازن أموره حتى لا يدفع الثمن غاليا!
أيتها الموجوعة من أهلك (تصالحي) معهم واعرفي حقوقك وواجباتك ولا تكوني مثلما كنتِ ودققي في خطواتك وارسمي مستقبلك في استشراف المستقبل، واتركي التعاسة ولا تمارسي الطيبة الزائدة عن الحد حتى لا تُؤكلي!
اليوم أيتها الباحثة عن (الحل) بيدك لا تكوني (ساذجة) ولا «عديمة المروءة» جافة!
تذكري عزيزتي النادمة على فعل الخير، أن الخير أنواع وكما نقول افعلي وارمي في البحر!
كوني كما أمرك دينك وتربيتِ عليه، (أمك ووالدك) خط أحمر والبقية لهم (الحشيمة) والطاعة ما لم يكن في معصية أو سوء!
كل بني آدم خطاء والشاطر من يستفيد من «غلطاته» والطيبة خلق محمود على ألا يتحول إلى سذاجة ولامبالاة ومشجب أخطاء!
وتذكري النصيحة: أفضل طريقة للحفاظ على وعودك ألا تعطيها!
ربنا يسعدك ويوفقك لما هو خير في قادمات أيامك وامسحي من أجندتك «فلانة طيبة وهبلة»!
ليس عيبا أن يُخطئ الإنسان، ومن غير المقبول أن يكرر خطأه.. ومعك ان طعنة الكلمة أعمق من ضربة السيف!
أحيانا الحقائق صادمة والأيام تُعلّم الإنسان دروسا لا يتلقاها في التعليم!
وتذكروا في قضية التضحية أن من يعطي النور عليه أن يتحمل الاحتراق!
في أمان الله.