[email protected]
يوجد شخصان فقط يستطيعان أن يقولا لك الحقيقة.. عدو فقد أعصابه وصديق يحبك بعمق!
وفي الدنيا أكثر من قول!
هناك مَنْ يعتقد أن «الحظ» منحة ربانية فقط!
وهناك من يعتقد أنه تصميم وإرادة ومحاولة.
يقولون: الحظ وحده يمكنه حمل سفينة بلا ربان إلى شاطئ السلامة!
وبالفعل نحن معشر البشر رأينا في حياتنا أن هناك أكثر من محظوظ و«مشنَّص»!.. ويقصد هنا بالمشنَّص من «الشانص» النصيب بالإنجليزية.
وفي المقابل من هو «شرارة» والعياذ بالله، رغم إيماني بالتفاؤل دائما، غير أنه تبقى الحقيقة أن هناك «مشنَّص وآخر شرارة» غير محظوظ وبمعنى آخر «قبس» أي «قبسة» والمقصود هنا طائر البومة والعياذ بالله، الكويتي إن شافها قال: «بَلْ» يانا الفقر!
في الدنيا بعضهم يمسك «التراب» يحوله ذهبا وبعضهم يمسك «الذهب» ويحوله إلى تراب!
هي الدنيا فيها «محظوظون وقبساويون»!
الدكتور محمود العقاد له رأي فلسفي أدبي يقول: لا تظلم الحظ: فهو امرأة لعوب تحب صحبة الناجحين ولا تطيق صراخ العاشقين وهي تختار عشاقها، إنها تنتظر دائما حتى تحصل على نجاحك الأول ثم تمشي معك!
ومضة: الدنيا فرص عزيزي القارئ، يقول الشاعر الكبير أبوالعلاء المعري:
إذا هبَّت رياحك فاغتنمها
فإن الخافقات لها سُكون
وإن ولدت نياقُك فاحتلبها
فلا تدري الفصيل لمن يكون
عزيزي القارئ الكريم: عندما تستبعد المستحيل فإن المتبقي يكون الحقيقة مهما بلغت غرابتها!
آخر الكلام: في مثل صيني عجيب يقول: إذا أمطرت السماء «بلحاً» فافتح فمك!
طبعا هذا المثل لجوج ماجوج في الصين وليس عندنا، فما أكثر النخل والتمور عندنا يا بوالحظوظ!
يا صاحبي: لا أريد أشخاصاً حولي يقولون «نعم» دائما بل أريد حولي أشخاصاً يقولون الحقيقة حتى لو كلفهم هذا وظائفهم!
زبدة الحچي: كثيرا ما يتردد في الأخبار وأحاديث المنتديات والعامة من الجمهور قول المتنبي:
ما كل ما يتمنى المرء يُدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ
مرة وأنا أتصفح ديوان الشاعر المتشائم دائما ابن الرومي القائل:
إن للحظ كيمياء إذا ما
مسَّ كلباً أحاله إنسانا
الله يكرِّم البني آدم وصاحبنا ابن الرومي يساويه بالكلب.
إن هذا بهتان كبير!
الجيل القديم مؤمن تماما بالقول: يقرع الحظ باب كل إنسان مرة على الأقل!
وأصحاب الواقعية يرون أن الحظ يأتي من لا يأتيه؟!
ما أروع سيدنا سليمان عليه السلام في قوله: اذهب إلى النملة أيها الكسلان وتعلم طرقها وكن حكيما.
يبقى «الحظ» يُفسّره كلٌ حسب هواه ومتبغاه وها هو شاعرنا المتنبي يقولها:
ما الجمع بين الماء والنار في يدي
بأصعب من أن أجمعَ الجدّ والفَهمَا
ومسك الختام في قضية الحظ أتركه لأمير الشعراء أحمد شوقي القائل:
وما نيلُ المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منالُُ
إذا الإقدام كان لهم ركابا
تبقى النصيحة من «معازيبنا» الإنجليز:
الرجال المحظوظون لا يحتاجون إلى النصيحة!
فهمت يا صاحبي أبو«مرة» والمقصود هنا صاحبي أبوشميس!
اللهم أرضني بما قسمته لي، فما بقي في العمر ما أتحسر عليه، ورضيت بحظي وبختي!
وتبقى الحقيقة يغتصبها البهتان ويجتاحها الصمت!