[email protected]
كل نجاح عظيم من يتيم الأب وراءه أم عظيمة وأسرة كريمة!
الزمن لم ولن يتوقف..
واليتيم يكبر على مر الأيام ويتخرج!
يوم الأربعاء 2 ـ 10ـ 2019 احتشدت الجموع في ديوان أبناء العم المغفور له منصور بن محسن شليويح العجمي لحضور حفل عشاء وتخرج ابننا الغالي م.سعد بن خالد العائد من الولايات المتحدة الأميركية، في منزلهم العامر بمنطقة الصباحية.
بالأمس.. اغرورقت عيناي وأنا أناظر ابني (سعد) واقفاً أمام أسرته وذويه ومحبيه وأصدقاء جده ووالده وعمه بداح أبي فيصل، رحمه الله.
بالأمس.. عادت بي الذاكرة إلى عام 2005 يوم استشهد صاحبي وأخي المقرب مني خالد بن منصور شهيد الوطن والواجب مع أخينا المقدم راجح عويضة العجمي، وكلاهما برز وضحى بروحه في شجاعة لإنقاذ الأرواح والممتلكات في حريق الفحيحيل الذي روّع أهل الكويت وأظهر شجاعة رجال الإطفاء في الكويت.
بالأمس.. نعم ترحمت على خالد وراجح ودعوت بظهر الغيب لأيتامهما، وأنت عزيزي القارئ لا تحرمهما دعاءك في ليلة الجمعة هذه.
وأقول لوزراء التربية والإعلام والأوقاف: هذان نموذجان من شهداء الواجب الوطني يصلح كل منهما أن يكون نموذجا يحتذى وتدرّس سيرته في مناهج الثانوية والجامعة والتطبيقي، لأنهم (أبطال) وصناديد لم يرهبهم الموت وهم يقومون بواجبهم الوظيفي بشجاعة وإقدام وتركوا في ذمة الدولة (أيتاما).. فهل أنصفناهم؟
آه.. من أين ابدأ وأنا أخط سطوري، من العم الفارس منصور بن شليويح عميد أسرة آل شليويح الكرام والد خالد أخو بداح.. والله كلهم فقايد وكل واحد منهم موجود بعد أن غيّبهم هادم اللذات «الموت» لأنه سرهم وأفرحهم (تخرج سعد) والذي لم يخذلنا جميعا وكان بالفعل صادق الوعد والعهد مع من رباه والده وجده، رحمهما الله، ومع من ربت وضحت وراعت الأيتام (بحنانها ورعايتها) أم سعد أخت الرجال ولها أن تفرح بتخرج نجلها وربي تفرح وتشهد عرسه عما قريب واخوانه وربي يحفظ الجدات وربي يطول في أعمارهم ويشهدون عرسه ونسله.
بالأمس.. طيف من الذكريات والصور مرّ في خاطري وكتبتها وأعيدها: ربح البيع يا عم منصور ويا شهيدنا خالد ويا عم بداح بوفيصل والأكيد أن منطقة الصباحية احتفلت معنا في ليلة احتفالية التخرج وفاء وعرفانا لهذه الأسرة الكريمة وتخرج ابن الكويت سعد ابن الشهيد خالد بن منصور محسن الشليويح.
بالأمس هاتفت العم الشيخ سلطان الحثلين ـ بوراكان ـ أبارك له تخرج ولده سعد فقال لي: (فرحت كثيرا لابني «سعد» وأنا مثلك أذكر جدّانه وأترحم عليهم وعلى شهيدي الواجب «خالد وراجح»). وأبلغته بأنني رأيت ممثله الشخصي عضيدي محمد بن سلطان بن حثلين في حفل الاستقبال، والله يطول لنا بعمر أبي راكان، أمدّ الله في عمره وصحته وعافيته.. يارب.
٭ ومضة: والله ثم والله ثم والله بالأمس دخلت قلبي فرحة تخرج ابني (سعد) وآمل من الله عز وجل أن يوفقه في حياته القادمة ليحمل إرث جده منصور وبداح ووالده خالد، رحمهم الله جميعا.
فرصة أهنئ عيالي الأحباب (هيف ودلال) وأقول لهم مبروك تخرج ولدنا الغالي (سعد).
لقد دار في خاطري شريط طويل وأنا أحضر جنازة شهيدي الواجب في حريق الفحيحيل 2005 واليوم أحضر تخرج (أحد أيتام) هذه الحادثة التي هزت الكويت ورحمك الله يا (خالد وراجح) وربي يحفظ أيتامكم وينزل السكينة والصبر على أهاليكم الكرام.
٭ آخر الكلام: ادعوا معي لكل من تكفل باليتيم من صغره إلى تخرجه، اللهم طول بعمره في صحة وعافية وارزقه من حيث لا يحتسب واجعلنا معه في صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم.. فما أعظم شأن اليتيم!
٭ زبدة الحچي: إلى قرائي في داخل الكويت وخارجها هذا ابني (سعد) قد تخرج فلا تحرموه دعواتكم بظهر الغيب واخوانه..
فيا رب اجعل قبور العم منصور والعم بداح والأخ خالد.. روضة من رياض الجنة وأنزلهم جنة النعيم واغفر لهم يا رحمن يا رحيم..
تكفون أيها القراء في كل مكان وزمان لا تحرموهم الدعاء في ليلة الجمعة هذه.. ولا تنسوا أمواتنا وموتاكم من خير الدعاء وربي وفق هالنشمي سعد واخوانه..
اللهم آمين.. مني الدعاء ومنك الإجابة.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.. في أمان الله.