[email protected]
الرياضة ترفيه ومنافسة ومتعة وتميز وتطوير مهارات وتقوية اواصر المحبة وهي «أخلاق» وتنمي في الإنسان جسمه وعقله، وأكيد الانسان الرياضي غير الإنسان الخامل!
وهناك عوامل مكملة لهذه الرياضة خاصة في جانبها التشجيعي، وأقصد تحديدا «رموز التشجيع»، فكلما كان الرأس القائد في التعليق على جانب كبير من الخلق كان هتافه يعبر عن شخصه، وبالتالي هؤلاء الذين يتصدرون دائما عمليات التشجيع اما ان يكونوا «شخوصا» تمثل بلدانها على الوجه الصحيح أو القبيح!
اذن الرياضة اخلاق قبل ان تكون شهرة وفوزا وتربية!
واذا اردت ان تعرف «رياضيا» بطريقة صحيحة، انظر الى ملافظه واخلاقياته، ونحن «نفتخر» و«نعتز» بأن لدينا عشرات اللاعبين مثلوا الكويت خير تمثيل، كما ان كبار «مشجعينا» الأحياء منهم والأموات كانوا مثالا في الاخلاق العالية في نوادي القادسية والعربي والكويت، وعرف عن رياضيينا في كل الالعاب في كرة القدم والسلة واليد وألعاب القوى وحتى «معاقينا» الله يبارك فيهم تحلوا بالأخلاق قبل كل شيء في التشجيع ولم يثبت حتى اليوم في لقاءاتنا الخارجية ان دمروا المرافق او أساءوا الى أحد!
٭ ومضة: من يقرأ التاريخ ويحفظه ويتابعه يعرف ان أحداثاً جساماً حدثت في الملاعب خاصة في كرة القدم، وهو ميدان تنافس فوز وخسارة، الا انه احيانا ينحرف عن مساره فيحدث ما لا تحمد عقباه!
أتذكر وجيلي، وربما قرأ شباب اليوم عن الحرب التي دارت بين السلفادور وهندوراس في عام 1962 وفي عام 1970 وقعت أحداث كبيرة بين البلدين، ففي المباراة الأولى فازت هندوراس على ملعبها واعتدت الجماهير الهندوراسية على الجماهير السلفادورية، وتطورت الامور حتى تدخلت الأمم المتحدة، وفي عام 1969 كانت هناك مباراة فاصلة فازت فيها السلفادور وتأهلت فحدث تبادل إطلاق نار حدودي ثم تدخلت القوات السلفادورية الى مسافة 40 كيلومترا فقامت هندوراس بإرسال طائراتها لضرب مدينة سلفادور بالقنابل، وبعد أسبوعين تدخلت وساطات انهت الحرب بينهما وأدت «الرياضة هنا» الى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
إذن مدرجات كرة القدم من الممكن جدا ان تكون «شرارة حرب»، وكلنا يذكر انهيار الحاجز الزجاجي في ستاد جابر الدولي والذي ادى الى اصابات، اذ تفاعلت الجماهير ولم تتقيد بالتعليمات، أما اوروبا فالاستشهادات كثيرة خاصة بريطانيا، وايضا آسيا!
كلنا نذكر الهدف الذي ازهق 340 روحا بين فريقي سبارتاك الروسي وهارليم الهولندي وكيف تحول فرح الجماهير واندفاعها الى كارثة بسبب هدف!
يذكر اهل الرياضة مجزرة هيسل قبل اكثر من 30 عاما في بريطانيا وهي شرارة دمرت الهوليغانز!
هكذا الرياضة التي يجب ان تهذب السلوك أحيانا مع حماس الجماهير تخرج عن السيطرة وتدمر كل شيء!
٭ آخر الكلام: في مباراة الكويت والأردن خرجت «هتافات» ضد الكويت وشعبها واستأثرت وسائل الاعلام المختلفة بالحدث ووصفت وسائل الإعلام الكويتية هذه الصيحات بأنها مستفزة ومشينة!
كما لعبت وزارة الخارجية ممثلة بوزيرها «الدينامو» النشط معالي الشيخ صباح الخالد في نقل رسالة لنظيره الأردني استهجن فيها الإساءات من الجماهير الاردنية!
الحمدلله هناك عقلاء في الجانب الأردني حاولوا تطويق هذه القضية ورفضوا الإساءة الى الكويت اميرا وحكومة وشعبا، وربما اعتلى هاشتاغ «الكويت_الأردن» قوائم كل المواضيع الاكثر تداولا وايضا عتاب المغردين الخليجيين على الجماهير الأردنية!
قرأت عبر الميديا تعليقات وتغريدات عاقلة من ابناء الشعب الأردني الذين طالبوا بأن تتجرد الرياضة من الفتن السياسية وليس من مصلحة الأردن ابدا اثارة الشعب الكويتي بهتافات لطاغية مجرم قام باحتلالهم وإيذائهم!
أثق تماما ان عقلاء الأردن هم الذين سيقودون هذه القضية، فالاحترام د اخل المدرجات امر محتم وربما الأمر بحاجة الى اعادة تشكيل من يقود الجماهير الأردنية في المباريات المقبلة.
٭ زبدة الحچي: نشكر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي اتصل بأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وما عبر عنه من طيب المشاعر التي تجسد اواصر العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين والبلدين الشقيقين.
ونشكر أيضا الاتحاد الأردني الذي ادان ما صدر من هتافات خارجة عن الاطر الرياضية من فئة «غير مسؤولة وتريد تدمير العلاقات الأخوية» وإبداء أسفه واستغرابه واستهجانه لهذه الهتافات واتخاذه كل الاجراءات التي تحاسب المسيئين!
ونشكر بيان مجلس الأعيان والنواب الاردنيين على موقفهم الرافض لهذه الهتافات!
ونحن كمواطنين نحيي ونشكر كلا من وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله على دورهما في متابعة الأزمة واعلان الرفض الكويتي لهذه الهتافات من فئة مندسة تحاول النيل من علاقاتنا الأخوية.
وتبقى بلدي الكويت وشعبي الوفي الأصيل رمزا للسماحة والحكمة، ونشكر من القلب كل هذه القلوب البيضاء الاردنية التي اعلنت موقفا واضحا ضد هذه الهتافات الساقطة!
لقد كنا نعتز كعرب بإكرام الضيف في دولنا وهذا امر من عاداتنا وتقاليدنا التي نأمل ان تبقى.. انه جرس انذار للشعب العربي. الرياضة زينة بس لا تصل الى مس الكرامات والمحرمات.. في أمان الله.