[email protected]
الكويتيون يحبون النظافة ويمارسونها قولا وعملا وسلوكا.. ولهذا هم شعب عظيم!
والنظافة فضيلة والوساخة رذيلة، والاعتدال مطلوب حتى في النظافة!
والإغريق هم أول من أطلق على النظافة اسم (فن الصحة)!
وأصحاب (البلسوتات الصفراء) المسؤولون عن النظافة والحاويات في الكويت كرهونا بشيء اسمه النظافة!
والنظافة في مفهومها العام تتعدى الملبس والشكل والرائحة، وأقصد هنا سلامة القلب ونظافته!
ما أحلى كل يوم وأنت تحت (الدوش) تغتسل وتتنظف من الجلخ اليومي والعرق لأن ديننا يعلمنا أن (النظافة من الإيمان)!
إذن، النظافة هي مجموعة من الممارسات المترافقة مع (حفظ الصحة) وهي مفهوم متصل بالطب والعناية الشخصية والمهنية والمتصلة أيضا بنواحي الحياة ومرتبطة بالمعايير الوقائية.
نعم.. يا حلو النظافة الجسدية والنفسية والسلوكية، فموضوع النظافة يتعدى ما نقوم به من مجموعة العادات والممارسات التي يفعلها الإنسان للحفاظ على صحته ورائحته، وهي عماد الصحة ومبعث الحيوية واحترام الناس وعكس هذا يصيبك بالاشمئزاز خاصة هذا الذي لا يضع (مزيل الرائحة)!
في حياتنا أوساخ.. وناس نظيفة وناس وسخة!
وكلنا نعي ونعلم ونعرف أن الإنسان (الوسخ) هو كل ما يعلق به من مواد أو آثار غريبة تفسد نظافته وتشوه صفاء مظهره أي به قذارة (ثوب أو جسد) نتيجة قلة نظافته وعداوته مع الاستحمام!
وهناك كلمات في الحياة نستخدمها مثل: (اتساخ، دنس، رجس، شائبة، نجاسة، قذر، طمل، وسخ)!
الكويتي عندما يصفك أحيانا بالوسخ لا يقصد الجانب الصحي والنظافة الجسدية والثوب، وإنما يقصد (أخلاقك)!
بمعنى إذا قالك يا وسخ فهو يقصد أنك صاحب سلوك قذر وسخ!
نأمل أن تكون مدينة الكويت مثل هامبورغ ونوتنغهام ولوكسمبورغ وإفران المغربية وستوكهولم وبرتلاند وزيوريخ وأوسلو وكوبنهاغن وسنغافورة.
٭ ومضة: أحيانا يركب معك شخص (المصعد) ودّك توديه الحجر الصحي!
النظافة على العموم أمر مهم جدا في حياتنا كبشر، لأن النظافة تمنع الأمراض وتقيك من الفطريات والفيروسات وأيضا تعطيك فرض (هيبتك واحترامك) أمام الناس ويصبح لك قبول بين الناس والعكس صحيح وتمتعك بالاسترخاء وتزيل شعور الكآبة والقلق والعزلة وتزيد من قدرة تركيزك الذهني، كما ترفع كفاءة الإنسان وتمنحه الحيوية والنشاط وتقلل من فرصة زيارتك للطبيب وتمنع عنك الاكتئاب.
٭ آخر الكلام: نظافة القلب والسريرة والضمير والإيمان والحياء وتوازن الحياة نتيجة حتمية للنظافة، فالنظيف ايضا نظيف اللسان واليد في زمن أصحاب الفساد (الوسخين) أخلاقيا وسلوكيا!
واحذروا أيها القراء من قائمة الطعام في المطاعم ـ حنفيات الماء ـ المسابح والأحواض ـ أبواب التواليت ـ أزرار المصاعد ـ غرف الفنادق ـ الموبايلات ـ محطات الوقود ـ حزام الطائرات!
٭ زبدة الحچي: من الآخر (القلب في الإنسان) يتحكم بالنظافة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر الى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم.
وفي حديث آخر: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) رواه البخاري.
وأخطر عدو على صحتنا القلبية هو إبليس وجماعته من (أباليس البشر) الذين يستهدفون (القلوب) ويبدلونها ويوغرون الصدور، يقول الشاعر:
إذا قسا القلب لم تنفعه موعظة
كالأرض إن سبخت لم ينفع المطر
الله.. على سلامة القلب والله إنها (النعمة الحقيقية) في الحياة، قال تعالى: (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
اللهم اجعلنا من النظفاء، أصحاب القلوب العامرة بالنظافة التي لا تحمل حقدا ولا غلا ولا تعيث فسادا في الأرض وتمارس الغش والخداع والشر!
اللهم امنحنا قلبا صافيا وصلاحا في الضمير.. وطهّر قلوبنا من الشرك والشك والنظافة والاعتدال (عقد) ينظم كل الفضائل الإنسانية.. في أمان الله.