[email protected]
ونحن نتقدم في العمر نلتفت قليلا الى الوراء الى كل تجاربنا الناجحة والفاشلة وكبواتنا ونجاحاتنا، ونضحك أحيانا وأخرى نفكر.
ليس عيباً أبدا أن تخطئ، فكل البشر ليس بمعصوم، والكمال لله وحده عز وجل، لكن كل العيب أن تقع في الخطأ نفسه مرة ثانية. وهنا نقولها لك بلهجتنا الكويتية الجميلة: «يَوَاشْ»، وأحيانا تنطق مكررة مثل (يواش.. يواش) وتُقال لإسكات من يتطاول في الكلام على أحد أو لإيقاف من هو في عجلة من أمره، ومعناها تريث قليلا (شوي.. شوي) على مهلك، قف عند حدك، ويُعتقد أنها «تركية».
يواش.. يواش.. نقولها اليوم لهذا الجيل «المستعجل» في حصد كل شيء، المهم أن يحقق مبتغاه دون تفكير أو رويّة في رؤية الأمور، وهو في هذا الأمر وبكل صراحة (مغرور في قراره)!
على الإنسان كلما كبر وتعلم أن يتواضع ويستفيد من أخطائه ولا يكررها وهذا لن يكون ما دام متعجلاً دائما.
هذه الصفة (العجلة) تستلزم من عيالنا وشبابنا أن يهدئ قليلا من الطموح ويناظر الواقع ويتعلم، وأنا شخصيا كلما مرّ يوم عليّ أحسست كم أنا (جاهل ولا أملك الخبرة) وهذا ليس عيبا وإنما قمة العقل أن تفكر طويلا قبل الإقدام على أي شيء.
جيلنا المخضرم أراه هو آخر جيل (الحشيمة) المطيع المتعلم من أخطائه ومن يناظر شاشات التلفاز ويرى الشباب وهم يحاولون أن يحققوا أهدافهم الحياتية (لا يلومهم)، فقط هم بحاجة الى توجيه وإرشاد من (قلب نصوح) ولهذا أقول وأعلمكم الكلمة المرادفة (يواش).
إنها مفردة يوز!
وهي فعل أمر بمعنى كفَّ أو امتنع مثل: «يوز عن الچذب» أي الكذب! والفعل الماضي هنا (ياز) أي بطّل، توقف.
وأيضا «فلان ياز عن الغشمرة».. أي كف وامتنع عن المزح والغشمرة، اما الفعل الحاضر (اييوز) مثل (فلان ما ييوز عن طبعه)!
والبدو القدماء يقولون: (جز يا ولد) بمعنى امتنع!
٭ ومضة: الأبناء والأحفاد اليوم كبروا وعلى (الكبار) توجيه هذا (الجيل) وعدم تركه دون توجيه أو إرشاد أو نصيحة، واعلموا وأنتم تناقشونهم أنهم أصبحوا (كبارا) فهم يخالفونكم الرأي وقد يستبدون في رأيهم.
كانت عندي نظريات مقروءة عن تربية الأولاد والبنات، والآن لدي الكثير من النظريات التي لا تصلح للواقع المعيش، وجيل هذا الزمان، لأن (الانترنت) أحدث ثورة معلوماتية عصرية جعلت من هؤلاء الأطفال أكبر من أعمارهم.. بمعنى أدق لن تجد نظرية تجدي معهم، اللهم إلا النزول عند مطالبهم وتفكيرهم!
٭ آخر الكلام: عليك أن توجّه الأبناء الى التاريخ والتجارب والتقاليد والثورات والديموقراطية والحرية والديكتاتوريات والديبلوماسية والرموز والعظماء والفكر والمبادئ والقيم والفلسفة والقانون والوقت والقيادة وصحوة الضمير وأحابيل الشيطان وأن فضيلة الصمت تعلو على كل القيم مع الصبر!
٭ زبدة الحچي: اليوم أرى أعظم نصيحة يقوم بها الإنسان العاقل هو لزوم باب (الحكمة) والاعتبار من التجارب وخبرات من سبقونا، وحسبك اليوم ألا تكرر أخطاء تجارب سابقة، وأن تناظر أمور (النعمة) من أوسع أبواب المشهد، فنحن في الكويت- ولله الحمد والمنة- في بلدة طيبة يأتيها رزقها من كل مكان، وهنا (قمة الحكمة) التي يجب أن تلامس قلبك وهي كيفية الحفاظ على هذه النعمة الكبيرة، ومحيطي ملتهب وفيه (حركات شباب) تقلّد ويتم التعاطف معها، وهنا ما أقصده بالحكمة، وتالله من أوتي الحكمة فقد أُوتي خيرا كثيرا.
ولهذا كله من أعماق (الحكمة العميقة) أقولها لكل شاب جامح (يواش.. يوز) واهدأ فأنت في (خير بلد). أيها الشباب: لا تضيعوا الوقت، فلديكم متسع من الوقت أن تكون (كويتكم) تاج هذا الزمان ودرة البلدان وقد أسماها القدماء: عروس الخليج.
ولتعلموا أن الرزاق في السماء والحاسد في الأرض.
اللهم احفظ كويتنا وأميرنا وولي عهدنا وشعبنا من كل مكروه.. في أمان الله.