[email protected]
التوثيق معلومات مكتوبة من باحث مجتهد أمين يعرض لنا التاريخ مبوبا ومرتبا ليظهر لنا الإبداع الإنساني لحفظ التاريخ البشري بأحداثه ومعلوماته العلمية ونقلها من الماضي إلى الحاضر واستشراف المستقبل!
هي بانوراما جميلة..
وهي موسوعة غنية بالمعلومات..
وهي الأمة التي تحفظ تاريخها أي ذاتها عبر صفحات تخلد نجاحاتها والتجربة!
وهي تاريخ لا يُنسى في سماء العلاقات الكويتية - الهندية وحق على التاريخ ألا ينسى أبو الدستور الشيخ عبدالله السالم الصباح.. عاشق الهند والذي حبب الشعب الكويتي في الهند والهنود.
اليوم سأعرض عليكم كتاب «تاريخ العلاقات الكويتية الهندية الموسوعة الكاملة والمصورة 1896م - 1965م» من إعداد وجمع وتوثيق الباحثة حصة عوض الحربي.
حينما كانت طالبة في مرحلة الدراسات العليا بجامعة الكويت توقفت الباحثة حصة عوض الحربي عند كتابة التاريخ الكويتي ووجدت أن المؤلفين أغفلوا الجانب الاقتصادي والاجتماعي منه، واستوقفها كتاب الدكتورة نورة محمد القاسمي عن الوجود الهندي في الخليج العربي
(1820 - 1947) والذي أسهبت فيه عن الدور الخليجي في الهند، فكان هذا الكتاب هو (فاتحة خير) لـ (حصتنا) وتساءلت بعد عن العلاقات الكويتية - الهندية وذهبت في رحلة بحث واستقصاء وغاصت في التاريخ والمعلومات والصور والمقابلات والحوارات والأرشيف، وخلال 7 سنوات من العمل المضني (ومحاطة بدعاء والدها ووالدتها وإخوانها) الذين تكلفوا معها عناء السفر إلى لندن وبومباي ودبي، خاصة أخويها (يوسف ومحمد) وأستاذها المشرف على الكتاب د.بنيان سعود تركي الذي ساعدها في ترجمة بعض الوثائق بشكلها الصحيح ومادتها العلمية، والشكر موصول إلى العم أحمد صالح الشايع الذي أمدها بالمعلومات التي تخص حياة الكويتيين في الهند، وأيضا (شكرت) كلا من المؤرخين الأستاذ يعقوب يوسف الحجي والدكتور يعقوب يوسف الإبراهيم والأستاذ محمد المهنا على مراجعتهم المادة العلمية وكثير من الأفراد والمؤسسات، ولم تنس شكر «الأنباء» وكل من رافقها خلال فترة إعداد وتأليف هذا الكتاب القيم.
تقول (حصتنا) في الإهداء: إلى روح أمي الطاهرة التي توقفت قبل طباعة الكتاب بيوم واحد فتكبدت معي عناء البحث العلمي طوال سبع سنوات وتركتني (وحيدة أصارع أمواج الحياة)!
وإلى والدها إهداء: وإلى أبي الذي علمني معنى التاريخ والمقولة الصادقة والكلمة الجميلة والطموح بلا حدود، إلى الذي غرس فيني حب العلم والمعرفة فكان سببا فيما وصلت إليه، إلى المعلم الأول في حياتي إلى أبي!
على مدار 3 أيام كل يوم أكثر من ساعة وأنا أتخيل نفسي غواصاً أغوص في أعماق هذا التاريخ العظيم الذي وثّق كي تراه (أجيالنا) وإخواننا في الخليج العربي وهو (شاهد) على الدور الكويتي- الهندي الذي ساد حينذاك في ذاك الزمان الجميل، خاصة أن الكويت كانت
ولا تزال وستظل تحتل موقعا استراتيجيا مميزا لأنها عبر الأزمان والحضارات حافظت على خصوصيتها، ولعل هذا الكتاب واحد من كتب قرأتها تؤكد عمق الروابط ما بين الكويت والهند.
لقد أحسنت الباحثة عندما تابعت العلاقات التجارية بين الكويت والهند وجهود حكام الكويت لتحويل الكويت إلى مركز تجاري في الخليج العربي منذ القدم، خاصة أن هناك شركات تجارية ملاحية عاملة ربطت بين الكويت والهند وأيضا سفننا الكويتية التي بناها الآباء والأجداد وخاضت غمار البحار لتؤكد المبادلات التجارية بين الكويت والهند.
٭ومضة: جميل ورائع تصفح الكتاب وقراءة هذا الكم من المعلومات والنظر إلى الصور وهو والله (جهد مقدر) للباحثة وكتاب موسوعة ومرجع موثق من المؤرخين والباحثين كل منهم في مجال أكانوا عربا أو من الهند.
الكويت والهند علاقة قديمة أثبتتها (حصتنا) في بانوراما رائعة جميلة وهي تنقلك بكل أمانة علمية إلى ذاك التاريخ العريق وكأنها تقول لنا: المهم صنع التاريخ لا كتابته!
٭ آخر الكلام: لعل أجمل ما في الكتاب القيّم هو حصر الأسر الكويتية التي لها تاريخ في الهند وأيضا البيوتات التجارية القديمة والشخصيات الكويتية المترددة على الهند وأيضا تاريخ الهنود في الكويت وأهم الأعمال التي عملوا بها وأوضاعهم ونظرة المجتمع الكويتي لهم من حب وتقدير.
٭ زبدة الحچي: أعجبني جدا وأشكر الباحثة أن أشارت إلى هجرات الهنود وتوطنهم بالكويت، وعلى العموم نحن في الكويت نحب جدا (العامل الهندي لأنه مسالم) وأيضا الچباتي والسمبوسة، ولكن لا نحب سياقتهم في «الطرقات»!
أنا لا أنسى حتى اليوم عاملة منزلية اسمها «لاكشمي» عملت عندنا في منطقة القادسية لأكثر من 5 سنوات أو تزيد، ولو أعلم مكانها لأرسلت لها راتبا شهريا وفاءً منا لأخلاقها، وهكذا هناك الكثير من الأسر الكويتية لا توظف في (العمالة المنزلية) إلا الهنود!
أتمنى أن أجلس مع ابنتنا (حصة) لنضيف إلى هذه الموسوعة بعض المقترحات في الطبعة الثانية القادمة بإذن الله.. وكتاب كما يقولون 10 على 10.. حصة خووش عمل توثيقي يحتاج منا جميعا لأن نعطيه مساحة للتأمل.. بوركتِ!
.. في أمان الله.