[email protected]
قالوا: هؤلاء الأبطال الذين يقومون بثورات سلمية لا يستطيعون منع قيام ثورات دموية!
يقول المثل اللبناني الشعبي: إذا بدك تخرب بلاد ادعي عليها بكتر الرؤسا!
لبنان بلد عربي عظيم نحبه ويعشقه (الشعب الكويتي) حتى النخاع.
ولهذه المحبة قصص تبدأ بالموقع الجغرافي البرمودي المشابه لنا.
ولبنان الحبيب مرتبط بالذاكرة الكويتية منذ فجر الاستقلال، فالآباء والأجداد (تصييفهم السياحي) كان لبنان في المركز الأول وأضف الى ذلك (النسب). فكثير من (عيالنا) أمهاتهم لبنانيات حسّنوا لنا النسل والجينات.
أما لماذا يتربع لبنان محبة في قلوب وضمائر أهل الكويت، فلموقفهم المبدئي والتاريخي الرافض للاحتلال العراقي والمتضامن مع الشرعية ورفض الشعب الكويتي لهذا الاحتلال الغاشم ومقاومته.
نعم.. نحن الشعب الكويتي نجهر بحب لبنان ولا نداري هذه المحبة وما يهمنا دائما هو أن نرى لبنان حرا عزيزا آمنا مستقرا.
لبنان سفر المحبة خالدٌ
صفت يد الأقدار فيه الأحرفا
اليوم لبنان العزيز يشهد ثورة شعبية عارمة منذ أسبوعين بحراك (شبابي) تتقدمه المرأة اللبنانية بجدارة، وكأن الكل تحول الى (طنجرة ولقيت غطاها)!
شعب سموح إذا صلى يُرنِّحهُ
دق النواقيس أو تجويد قرآن
اليوم لبنان العظيم بشعبه الحر يقولها علنا: «إلي بدو يناطح ما بيخبي قرون»!
قالها الشعب اللبناني اليوم:
- لا استمرار للوضع المعيشي الصعب (الكهرباء والمياه - النفايات - الخدمات).
- عدم توافر الفرص للشباب والتوظيف والبطالة.. إلخ.
- ممارسات الفئة الحاكمة (تيارات دينية - سياسية.. إلخ).
- تضييق الحريات العامة وممارسة القضاء.. إلخ.
لقد ضاق الشعب اللبناني الشقيق على واقعه المعيش فأطلقها صرخة: (كلن يعني كلن).
توقف لبنان عن كل مناشطه إلا الثورة العملاقة واتجه الى احتمالات عديدة:
- مسار انقاذ بعد هذه الصدمة التاريخية للأحزاب والطوائف.
- ومسار احتواء واستيعاب لتصريف الأمور.
- مسار متفجر مع بقاء الأزمة وإخفاق السلطة في إدارة هذه الأزمة.
- اليوم لبنان كله في (مأزق كبير) وقد تكون نهايات سارة أو كارثية دراماتيكية لا سمح الله.
باختصار استيعاب الواقع وحلحلة الأمور أو المواجهة.
وأنا أكتب تذكرت أحد الذين قابلهم الإعلام وواضح أنه (مندس) بين الصفوف عندما قال: تمسك بنحسك لا يجيك أنحس منه.. قمة في تحبيط الشارع من مرجف!
٭ ومضة: وجه جميل لبناني يعرض ثورة شعبية حضارية فيها من الصور ما لا يتخيله أحد منا لأن (الثورات) ارتبطت في مخيلتنا وذاكرتنا بـ (مواجهات وقتل وتخريب وجرحى).
هذه السلمية اللبنانية جعلت كل شعوب العالم تقف لهم احتراما لأنهم تساموا بعد (الحرب الأهلية) وأرادوا أن يوصلوا الى شعوب العالم أجمع والحكومات انهم استفادوا من التجربة بمزيد من الوحدة، وحمى الله الشعب اللبناني العظيم لأن الوطنية تعمل ولا تتكلم!
قال الشاعر:
ماضيكم مشرق، فليُنره حاضركم
إن الشبول من الآساد تنحدر
٭ آخر الكلام: عظيم لبنان في رسالته الاخيرة لشعوب العالم وحكوماته بعد أن قدم (ورقة الاصلاحات) وسط غضب شعبي وتظاهر مستمر سلمي جعل (السلطة) تتنازل تحت هذا الضغط وسط حماية (الجيش اللبناني النبيل) الخائف على شعبه ووطنه.
لبنان أولك الدنيا وآخرك
الدنيا وبعدك لا أفق ولا شهب
٭ زبدة الحچي: كل يوم مساء أستعجل الخروج من جريدتي «الأنباء» لأشاهد قناة «الجديد» وهذه فرصة أشكرهم على هذا النقل الحي والمتقن والذي لقي ترحيبا ومتابعة من ملايين العرب، وتحية موصولة لكل الشباب والنساء والثائرات الذين أثبتوا للعالم كله مثلهم الشعبي: حاكمك وظالمك ولمين بتشكي أمرك؟
اليوم لبنان: خود أسرارهم من صغارهم!
شباب في عمر الورد نزع كل قيود الطائفية والحزبية ليقول لحكامه وشعبه ومن يراقبه ويتابعه:
(شمس شباط لكنتي، وشمس آذار لبنيتي وشمس نيسان لشيبتي)!
وصار الساسة والرموز الدينية وصار الكل: مثل جابي الدولة.. «مين ما شافو بيلعنو»!
اليوم الشعب اللبناني العزيز على قلوبنا يقولها علنا: تيس الجبل ولا فيلسوف المدينة!
وأربعة بتودي لأربعة: العقل للرياسة والرأي للسياسة والعلم للتصدير والثورة للتوقير.
ما عادت تنفع (الرجوة - التهديد المبطن بالخطابات) لأن الشعب اللبناني قالها: ما عاد بينفع (ضاع المسك بسوق البصل)!
ولا.. (اللي بياكل خبز السلطان يحارب بسيفو) فهمو بقى!
أما الولاءات الأجنبية فإنها الى (قبر أبدي) فما عاد البيت بيت أبونا والناس بيخانقونا!
على الرموز الدينية والسياسية والطائفية أن تصحو لأن الناس تقولها أشكرة (الناس بدارك والمفتاح بزنارك)!
لبنان في طريقه الصحيح، قالوا: للكذاب احلف.. قال اجا الفرج.. هذا عشم ابليس في الجنة!
راية الأرز لا تدري، إذا نشرت
في القوم أحمد، أو في القوم نصراني
تحية كويتية خالصة الى كل لبناني بنسيجه الاجتماعي الذي حاصر (الزعامات الديناصورية) وأزاح الخوف واتجه الى المستقبل وسط (تظاهرات احتجاجية حضارية) جعلت الزعامات اللبنانية تواجه مأزقا تاريخيا، وليبقى لبنان بأرزه الشامخ وطير الفنيق وجهاً جميلاً وظلاً ظليلاً وشكراً جزيلاً، ولتبقى بيروت عاصمتي الحبيبة (ست الدنيا) أحلى العواصم يا ست الدنيا يا بيروت.. الثورة الناجية والضرورة الحضارية للعالم، نتمسك بوحدته ونصون كيانه واستقلاله ونقولها معكم يا حبايبنا إذا سقطت هذه الثورة أظلمت الحضارة الإنسانية وظلمت بيروت ست الدنيا!