[email protected]
هم أدعياء المبادئ (المنافقون) الذين يجاهرون في هدم الدين، عند أول اختبار يظهرون على حقيقتهم تقول لهم: هذا كلام الله المنزل وهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ويردون عليك بصلف وغرور و«أنا» المتضخمة، فهم مع كل رأي (معوج) ومع كل اتجاهات الحداثة والتغريب والتقليد!
هي مسلمة بالاسم.. مع الخيل يا شقرا!
وليس لها من اسمها (النوراني) إلا الفتات، لأنها «إمعة وبوق» لأفكار وتعليمات مستوحاة من الغير!
نعم.. هي ترفض كل ما له علاقة بالدين، لأنها تريد العيش في الانحلال والضلال.
هي «إمعة لغيرها» لا تستطيع أن تقرأ الحق وتستجيب..
وهي تعرف تماما أنها «إمعة لغيرها» تحمل فكره وتردد عباراته وتجهر بالباطل دونما إكراه أو ضرورة، فقط لهوى في نفسها مذموم شرعا وعرفا وعقلا.
هي اليوم تحسب انها تغرد في «الميديا» وتكتب رأيا وهو «سقط كلام» تكتبه وهي واهنة العزم مصدومة بعد ان أضاعت حظوتها مقلدة الغير، مجاهرة بالسوء بعيدة كل البعد عن مكارم الأخلاق والدين:
دع المكارم ولا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
الحمد لله ان الكثرة من النساء تميل وتتمسك بالستر خاصة فيما يتعلق بالنصوص القرآنية، اللهم إلا قلة يسيطر عليها الشيطان وتمارس نشاطها ضد كل ما هو له علاقة بالدين والقيم، وهمّها «شكر كل من يخالف أمر الشرع والدين».
هي تبارك لنازعة الحجاب ولمن يعبد الشيطان ولمن يقلد كل قبيح، في سعي حثيث لنيل رضا الناس متناسية خالقها.. أليست جهنم تريد حطبا يوم القيامة؟
قد تكون هذه مقدمة لبعض القراء الذين يمارسون دور الإمعة بجدارة!
من الإمعة؟
هو الذي يتبع اليوم كل ناعق لا رأي له، هو مع كل أحد قائلا: أنا معك.
هو مقلد لا يثبت على شيء، ضعيف في رأيه يضيّع دينه ودنياه بفلسفة عجيبة تحقق مصلحته وهو مع هؤلاء وهؤلاء مع الأضداد!
الإمعيون نساء ورجالا موقفهم محير ناشئ عن الجهل بالحق ونقص في القناعة بالصواب والحرص على المنفعة او الخوف من المضرة.
القرآن الكريم تحدث عن أصحاب هذا الخلق القبيح فقال: (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) سورة النساء: 143.
وقد صور رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الصورة المقززة بقوله في صحيح مسلم: «مثل المنافق كمثل الشاة العاثرة بين الغنمين، تعير الى هذه مرة والى هذه مرة».
طبعا هنا «وسطية» مذمومة لا تحوز الشرف ولا الأفضلية.
وهناك صنف من البشر لهم هذه الصورة المنفرة تقول لهم قال الله تبارك وتعالى، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم يركبهم شيطانهم ويقولون لك ردا مذبذبا مهتزا يجعل كل من حواليهم ينظر لهم نظرة الاحتقار لتطاولهم على الثوابت وهم، والله، شر الناس لأن «وجوههم إمعية» وهم أردى الناس يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا الى ركن وثيق!
باختصار: كل من يطالب بعزل الدين عن حياة الناس إنما هو ضعيف في دينه وعقيدته وشخصه وعقله وفكره ويحكم على نفسه بالذل والتبعية فلا رأي له ولا شخصية لأنه (إمعة للغير) والفكر التغريبي الذي يحمله!
٭ ومضة: هؤلاء «الإمعات» وضعوا أنفسهم في زوايا «النبوذ» من خلق الله لأنهم يخالفون الفطرة ويراضون (الخلق المعوجين) من أصحاب النظريات الملحدة والأفكار التغريبية المشككة في الدين والآخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هم هكذا مع الملحدين ملاحدة.
هم مهزومون ومهزوزون في كل ما ذكرت أو كل ما سبق.
عن الإمام احمد ـ رحمه الله ـ قال: لا يكونن أحدكم إمعة، قالوا: وما الإمعة يا أبا عبدالله؟ قال : الذي يقول: أنا مع الناس ان اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت، الا ليوطن أحدكم نفسه على إن كفر الناس أن لا يكفر!
هذا الكلام أوجهه لكل شخص رجل او امرأة لا تعرف له طعما ولا رائحة فهم مع الثورة ما نجحت ومع المنقلبين ما حكموا..
٭ آخر الكلام: اليوم الميديا وأصحاب الردود والتعليقات إما ليبراليون او علمانيون او ملحدون.. أليست هذه الحقيقة؟
لكن ترى هناك أضعافا مضاعفة من المحافظين أصحاب الدين والقيم في حالة صمت لأنهم يؤمنون اليوم بأن السكوت من الآخر هو الذهب الخالص!
٭ زبدة الحچي: الزمان له دورات وحسابات فإن كشر عن أنيابه عاد أدراجه.. وعليه أيها السادة القراء الكرام وطنوا أنفسكم بقول كلمة الحق لكل مجاهر ضد الدين الساعي لخراب البيوت بدعوته للتفسخ والعري بحجة «الحريات والديموقراطية والتحضر.. إلخ».
قرائي الكرام: معذرة وأعرف مسبقا أنني أثقلت على عيونكم ومسامعكم غلظة القول لكنني معكم وفي صفكم، نحن مع الحق والدين لأن هذا هو سمت ديننا ومجتمعنا المحافظ ولسنا مع كل «ناعق أو ناعقة»، ومع الحق حيثما دار فإن التاريخ يسجل مواقفنا ونصرتنا للدين وأهله والله جل وعلا سيحاسبنا على تخاذلنا.. في أمان الله.