[email protected]
هو حاصد المحبة!
وهو حاصد المجد!
وهو حاصد مسيرته الخيرة!
انه فقيد الكويت والتجارة والعمل الخيري والإنساني..
رحل عن هذه الدنيا العم ناصر محمد الساير.. الإنسان والتاجر والمواطن (مجموعة رموز ورجال في شخص رجل واحد)!
صعب على الكاتب والمؤرخ أن يكتب عن «شخصية فذة» مثل العم ناصر الساير ـ رحمه الله، الذي نحت في «الصخر» وواجه كمّا هائلا من الصعوبات بكل قوة وعزيمة فنال المجد والنجاح. لقد تدرج العم ناصر الساير في حياته وانطلق من محطات ترك فيها (النجاح والأثر)، لذلك كتبت هو حاصد المحبة وهو حاصد المجد.
نظرة على جنازته في يوم تشييعه تعطي الناظر مكانة هذا المغادر الى ربه وسط دعاء ومحبة مودعيه الذين احتشدت بهم مقبرة الصليبخات والكل على لسانه الدعاء (يا رب ترحمه)!
العم ناصر محمد الساير وعى مبكرا أهمية التجارة والمهنة، ونشهد الله انه (كان ذكيا ألمعيا) فهو جعل له (بصمة) ولأسرته في كل أرجاء الكويت فليس هناك بيت لا يخلو من التويوتا واللكزس!
أنا شخصيا أقدر له أدواره الكثيرة والمتعددة ولكنني أترحم عليه لأنه (أستاذنا) الذي سبقنا في تاريخ المعلمين الكويتيين فهو، رحمه الله، كان أحد مؤسسي نادي المعلمين قبل فجر الاستقلال وعضوا في المجلس الأعلى للمعاقين وغرفة التجارة والهيئة العامة للصناعة وشركة المال الكويتية وشركة دار الاستثمار والشركة الكويتية القابضة ومركز الخليج المالي وعضوا في جمعية الإصلاح الاجتماعي وعضوا في مجلس الأمة عام 1971 وعضوا في الجمعية العامة للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعاصرت مرحلة طويلة نسبيا حضوره وتشريفنا في الهيئة الخيرية زائرا العم يوسف جاسم الحجي ـ أطال الله عمره في صحة. وأذكر زياراته للالتقاء بالعم (أبو يعقوب ـ والعم عبدالله العلي المطوع ـ أبو بدر)، وكان رحمه الله، حريصا على إنجاح مسيرة (الهيئة) وله (يد بيضاء) في تاريخ ومسيرة الهيئة خاصة في البذل والعطاء ولعل كل هذا (خبيئته) يوم الدين بإذن الله، ولا عجب ان ترثيه الهيئة فلقد ناصرها طوال حياته، رحمه الله.
٭ ومضة: رحم الله العم ناصر محمد الساير الذي حمل بين جوانحه فؤادا نابضا بالحب لأهله وشعبه وديرته وأمته وعقيدته ودينه، فكانت يده معطاءة بالخير وكريمة ندية وصل خيرها الى كل الناس في مشارق الأرض ومغاربها.
لقد دوّن العم ناصر محمد الساير تاريخه الشامل بشكله النقي بأفعاله وأقواله وسلوكه ولتكون سيرته العطرة فخرا لنفسه أولا ولأسرته وأبنائه وأحفاده وأبناء وطنه والكويت.
٭ آخر الكلام: نحن في «الأنباء» نتذكر له محامد وخصالا لا تعد ولا تحصى، فلقد كلف إخوانه وأبناءه بحضور كل مناسباتنا (فيصل ـ مساعد ـ مبارك...).. سلامه وتهنئته تغمرنا بالفرح والوفاء.
٭ زبدة الحچي: لماذا شهدت الكويت وشعبها كل هذه المحبة للعم ناصر محمد الساير ـ رحمه الله؟
إنه التواضع، فكثير من (العباد الكبار) رحلوا في صمت ولا أحد يذكرهم والناظر اليوم بعد وفاة العم ناصر الساير يعي ان محبة الناس لا تشترى بالمال والجاه وإنما (التواضع) هو الذي جعل من الناس يتولد في قلبها الرحمة!
وتقولون: كيف؟
قلة من البشر يكون خلقهم التواضع وانكسار القلب وخفض الذل لعباده فلا يرى له على احد فضلا ولا يرى له عند أحد حقا، بل يرى الفضل للناس عليه والحقوق لهم قبله وهذا خلق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبه ويكرمه ويقربه.
اللهم ارحم واغفر لعبدك العم ناصر محمد الساير فلقد حرص على زرع دنياه ليحصد الآخرة، فاللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار واجعل مثواه في الفردوس الأعلى من الجنة.
والله وحده يصبر أسرته الكريمة وأبناءه وأحفاده وذريته على هذا (الفقد الصعب)، أحر التعازي لهم وخالص المواساة، فقيد يفتقد ويذكر بالخير دائما.. رحمك الله.
وفي أمان الله..