[email protected]
النفس البشرية فيها من الخير والشر معا.
تقولون: كيف؟
هناك من يكتب ويوجه سطوره وكلماته بكل احترام لأنه بالأساس قادم من بيئة نظيفة (متربي) وعنده قضية محاسبة النفس وترويضها وأيضا ضرورة ترك الأثر الطيب وهو قمة في التوازن في الأقوال والأفعال والحركات لأنه واثق من نفسه.
في الطرف المقابل قد تجد (معلقا) او كاتب سطور متسخة فيها كل عقده النفسية!
لهذا النفس البشرية غير السوية تميل دائما الى الإيذاء اللفظي والسبب انها لا تحاسب نفسها على الفلتان القولي والعملي، وكلنا يعرف انه لا نجاح إلا بتزكية النفس وتطهيرها، ولهذا ترى الناس تجمع في معرفة الحقيقة من سطور الكاتب او المعلق وتعرف من اي سكة هما قادمان.
عندما يحاسب الإنسان نفسه قبل ان يوجهه الناس الى أخطائه وآثامه وبلاويه وأخلاقه الدنيئة ورذائله يقول الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) الحشر 18.
الآية واضحة، علينا أن نحاسب أنفسنا لأن الله عالم بجميع أعمالنا لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عنه من هو الجليل ومن هو الحقير.
من هنا وجب ان يحاسب كل إنسان نفسه على كل خطأ ارتكبه وهو يعلم تماما ان الله عز وجل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور!
في الحياة قابلت المئات رجالا ونساء، هناك أناس انصلح حالهم لأنهم يخافون الله، وهناك من يركبه الشيطان ويواصل بذاءاته وأسلوبه المعوج لأن (الكيس الفطن) من يقوّم نفسه المعوجة بالتوبة والصلاح عن سوء الأخلاق قولا وعملا.
الذي يركب رأسه ويواصل عدوانيته هو العاجز عن دحر شيطانه ومتبع له ومصيره تعرية الناس له وكشفه وفضحه.
٭ ومضة: قال الإمام الحسن البصري ـ رحمه الله-: «إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه على كل حالاته، يستقصرها في كل فعل فيندم، وإن (الفاجر) ليمضي قدما لا يعاتب نفسه»!
فكن من شاهدتم في الحياة ممن يحاسب نفسه ولا تكن الآخر السيئ.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل الشدة عاد أمره الى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه عاد أمره الى الندامة والخسارة!
إن محاسبة النفس لها فوائد كثيرة منها الاطلاع على العيوب والاستعداد ليوم الرحيل (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) آل عمران: 30.
٭ آخر الكلام: قال الحكماء الذين يؤمنون بما أنزله الله علينا من كتاب وسنة:
نسير إلى الآجال في كل لحظة
وأيامنا تطوى وهن مراحل
ولم أر مثل الموت حقا كأنه
إذا ما تخطته الأماني باطل
٭ زبدة الحچي: أنا مؤمن بالديموقراطية ومحاسبة النفس قبل وبعد كتابة المقال ومن يتطاول ويقذفني بكلماته فهي رد عليه لا علي، أنا أكتب باسمي ولا أنتحل صفة واسم أحد وأكتب رأيي بكل ثقة.
هناك حقيقة باقية: (كل إناء بما فيه ينضح) ولقد علمنا أهلنا وأساتذتنا الازدياد من العمل الصالح بالقلب والضمير واللسان والتزام الأدب مع الكبير والصغير واليوم لا ترمى إلا الشجرة المثمرة من القاذفين!
أسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ويؤدبنا وينفعنا بالعمل الصالح قولا وعملا وما أجمل محاسبة النفس ومحبة الناس.
في أمان الله.