[email protected]
العنصرية مذهب قائم على التفرقة ما بين البشر حسب أصولهم وألوانهم!
أقلعت الطائرة وامرأة بيضاء متضايقة جدا لأنها كانت تجلس بجانب رجل أسود (خال) بالطائرة!
ضغطت على زر المضيفة التي قدمت إليها مسرعة فقالت لها: من الواضح أنك لا ترين الوضع الذي أنا فيه، لقد أجلستموني بجانب (رجل أسود) وأنا لا أوافق أن أكون بجانب شخص مقرف، عليكم توفير مقعد بديل لي وعلى وجه السرعة!
ردت عليها المضيفة بكل أدب: اهدئي سيدتي كل المقاعد في هذه الرحلة ممتلئة تقريبا، لكن دعيني أبحث عن مقعد خالٍ!
غابت المضيفة لعدة دقائق ثم عادت، وقالت لها: سيدتي كما قلت لك لم أجد مقعدا واحدا خاليا في كل الدرجة السياحية، لذلك أبلغت الكابتن فأخبرني بأنه لا توجد أيضا أي مقاعد شاغرة في درجة رجال الأعمال، لكن يوجد مقعد واحد خال في الدرجة الأولى الممتازة!
وقبل أن تقول (السيدة المحتجة) أي شيء، أكملت المضيفة كلامها: ليس من المعتاد في شركتنا أن نسمح لراكب من الدرجة السياحية بأن يجلس في الدرجة الأولى الممتازة، لكن وفقا لهذه الظروف الاستثنائية فإن الكابتن يشعر بأنه من غير اللائق أن نُرغم أحدا على أن يجلس بجانب شخص مقرف لهذا الحد، والتفتت المضيفة نحو الرجل الأسود، وقالت: سيدي هل يمكنك أن تحمل حقيبتك اليدوية وتتبعني، فهناك مقعد ينتظرك في الدرجة الأولى الممتازة!
في هذه اللحظة فقط ذهل الركاب الذين كانوا يتابعون هذا (الموقف العنصري البغيض) منذ بدايته وصفقوا بحرارة للكابتن والمضيفة لتأديبهما غير المباشر للسيدة البيضاء المغرورة المتغطرسة!
قصة من (الميديا) فيها (عنصرية جائرة)!
ورد واقعي من (كابتن ومضيفة) يصلح درسا وعِبرة!
عنطزة كلمة أصلها تركي وهي تعني في اللغة العربية التكبر، ومتعنطز أي متكبّر!
٭ ومضة: أتمنى من كل عربي ومسلم وبلغته يوصّل رسالة الى اليهود في إسرائيل بأن يكفوا عن (العنصرية المغرورة)!
كلنا نتذكر جنوب افريقيا كيف طغى البيض على السود حتى أسقط حكمهم (نيلسون مانديلا)!
تشير كل مظاهر العنصرية في إسرائيل إلى أنها مستمرة ضد العرب، فالجدران مليئة بعبارات العنصرية وأقلها عبارة (الموت للعرب)!
نحن نعرف أن المجتمع الإسرائيلي يعج بكل مظاهر العنصرية الموجهة من اليهود البيض لكل اليهود من أصول عربية أو السود القادمين من الفلاشا!
وعنصريتهم أيضا ضد حتى اليهود المسيحيين!
تبقى الحقيقة: عنصرية إسرائيل محمية بالقرار الأميركي والأوروبي فهل تتحرك الشعوب لقبر هذه العنصرية الإسرائيلية الجائرة؟
٭ آخر الكلام: العنصرية (داء خبيث) إذا وصل أرضا حولها الى خراب ونزاع، ولهذا يشار اليوم بقوة الى العنصرية الإسرائيلية تجاه أهلنا في فلسطين في غزة والقطاع أو سكان 1948 وكل أرضنا المحتلة!
٭ زبدة الحچي: نحمد الله أننا في المجتمع الكويتي لا نمارس هذه العنصرية ولا نقبلها، وإن حصلت فهي من (جهال)، وعبر التاريخ توحد أهل الكويت ضد أعدائهم في (لُحمة واحدة جامعة) حتى ان النظام العراقي الصدامي سخّر مئات الألوف من مرتزقته وجلاوزته وعصاباته ولم يستطع أن يفرّق بين الشعب الكويتي يوم قدمنا أبناءنا أسرار القبندي وأحمد قبازرد وعدنان الخلف وفوزي علي الملا وسناء الفودري وعبدالحميد الفزيع وسعاد الحسن وغيرهم من شهدائنا الأبرار، رحمهم الله جميعا.
باختصار، العنصرية هي اعتقاد بأن هناك فروقا وقدرات لجماعة أو عرق، وبالتالي تبرير الكبر والطاووسية والعُجب لفرد أو جماعة أو طائفة!
العنصرية مقيتة ومدمرة مرتبطة بالعرق والاثنية ولها أشكال وتطبق أحيانا بشكل مستبد وهي مرض يصيب العقل ويفقده رشده وصوابه.. لعل دعوتنا اليوم ومعي القراء الكرام لنبذ هذه العنصرية اللعينة، ولنكن جميعا أبطالا بانتصارنا عليها وعلى من يأمر بها ويمارسها، وديننا يعلمنا ولله الحمد (إن أكرمكم عند الله أتقاكم: الحجرات 13).
لا عنصرية في الإسلام، وكل الضجيج حولها قادم لنا من الخارج، رأس العنصرية اليوم الكيان الإسرائيلي!
لا للعنصرية بكل أشكالها، فلقد عانت الدول والشعوب من دائها العضال ومازالت.. للأسف هنا وهناك.. فلنحاربها!
..في أمان الله.