[email protected]
كانت هناك صحوة عظيمة شهدتها ساحات البلدان العربية، بدأت بجهود «مشايخ القمم لا الرمم»!.. الصحوة بدأت في السبعينيات وازدهرت في الثمانينيات وحصدناها في التسعينيات.
بدأت متثاقلة هنا وهناك وسط اجتهادات الدعاة والأئمة والمشايخ وسرعان ما تحولت الى محاضرات ودروس وملتقيات ومخيمات ربيعية وتسيير وفود شبابية الى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وسرعان ما سيطرت الحركات والجماعات الدينية على جموع المجتمعات العربية، خاصة في ظل تصاعد الحروب مثل أفغانستان - العراق وإيران - ثم ما سُمي بالربيع العربي!
نظرة اليوم الى الواقع المعيش نجد تراجعا كبيرا في تحركات المحافظين وعجزا عن فتح قنوات الحوار والمودة مع سائر عناصر المجتمع وتياراته وجماعاته!
هناك اليوم تشتت غريب في الجماعات على صعيد المنهج الواحد!
وهناك أيضا خلل في ترتيب الأولويات!
آن الأوان أن نفتح نوافذ الحوار حول كل شيء، الخطاب الديني وأولويات النقد الذاتي الذي يتناول أولا مجالس الإدارات الذين يقودون جمعيات كبرى وكتلا بشرية ولا يطول النقد شريحة الأسوياء والمعتدلين وكأنهم معصومون!
اليوم انكفأ المشايخ في الدعوة وتراجعوا فجعلوا غيرهم من الليبراليين والعلمانيين يتقدمون الصفوف!
آن الأوان أن تصحو الصحوة من غفوتها وبياتها الشتوي من أجل انبعاث جديد ولإحياء دور المسجد من جديد وأيضا كل هذه الجمعيات الدينية الخاملة في العسل!
اليوم نحن بحاجة إلى داعية إسلامي وسطي يفهم ماهية الإسلام وتراث تاريخ الصحابة والتابعين والمرتبط بتاريخ الإنسانية وبعيدا عن المعارك المفتعلة والمبارزات الكلامية، وهذا يعني باختصار:
- ترتيب الأولويات.
- إتقان الاتصال بالناس.
- معرفة استخدام وسائل العلم الحديثة لإيصال الصورة والكلمة الى ملايين المسلمين المتعطشين لدور ريادي جديد يواجه موجة الإلحاد ومجموعة (الروبوتات الموجهة) في العالم الإسلامي لإحداث خلل في هذا الدين وأتباعه للأسف!
٭ ومضة: مازلت أقول مركز الوسطية في وزارة الأوقاف يحتاج الى مزيد من التفعيل الإيجابي والبرامج والإحداثيات وورش العمل والملتقيات والحوارات!
آن الأوان أن نشرح للشباب في هذا العالم الإسلامي ماذا يعني التطرف، والحاكمية وتكفير المجتمعات؟!
٭ آخر الكلام: لا علاج للصحوة الإسلامية إلا بالكشف عن الزيف الذي دخلها، ونأمل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وكلية الشريعة إعطاء مجتمعنا نماذج دينية وسطية، والدعوة موجهة الى العالم الإسلامي برمته، فالأمة بالأساس مع الفطرة والفطرة تعني هذا الدين العظيم.
ما أحوجنا أفرادا وجماعات لأن نحرص على تطبيق معنى الجماعة ونمارس الاعتزاز بالمحافظة على لفظ «المحافظين »، رافعين راية الإسلام ورحمته وعدالته وسماحته!
٭ زبدة الحچي: ما أحوجنا إلى جهاز حكومي يسهم في التنمية الدينية وفق فهم إسلامي وسطي يدرك الواقع ويستشرف المستقبل!
نريد من وزارة الأوقاف وكلية الشريعة العمل معا لمنتج ضروري هو «الإمام والخطيب والداعية» المثقف الوسطي الذي يستفيد منه الجميع، خذوها حكمة.. الناس هنا وهناك في كل أرجاء العالم الإسلامي تحب أن تسمع كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم والموعظة الحسنة بعيدا عن غوغاء «المتفيقهين الجدد» وحتى نتجنب المزالق والمنعطفات الخطيرة التي نشاهدها في محاربة الدين وأهله والتي يتعمد «أعداء الملة» وضعها في طريق الدعوة!
هذه كلماتي في بداية سنة ميلادية جديدة تخط أسطرا تجد سبيلها إلى القراء!
..في أمان الله