[email protected]
هل تقرع طبول الحرب في المنطقة؟
منطقة الخليج العربية بما فيها الكويت تعيش أجواء الحرب!
والحرب (لفظ مكروه) للإنسان العاقل الذي اكتوى بنارها ونتائجها، فنحن في الكويت (الجيل المخضرم الذي عاش الاحتلال العراقي الغاشم) في التسعينيات يعرف ماذا تعني الحرب من رعب ودمار وتشريد ومذلة.
واضح اليوم أن النزاع (الأميركي ـ الإيراني) يلقي بظلاله على جميع الدول الخليجية بعد مقتل قاسم سليماني.
أسباب الحروب كثيرة ومعقدة ولو رجعنا لجميع الحروب لوجدنا عوامل السياسة والقوة العسكرية والقرار وعلم التاريخ والجغرافيا كلها عوامل مساعدة لقيام اي حرب.
أنا دوري كصحافي كويتي اليوم عندما أكتب عن (خطة الطوارئ) واليوم عن (الناس في زمن الحرب) إنما أهدف الى تهيئة الناس ليكونوا على علم وبصيرة بما هو قادم لأن أي حرب لا تأتي فجأة، وإنما هناك مقدمات ومؤشرات تعطينا الإيحاء بقربها او بعدها غير ان التجربة الإنسانية الطويلة مع الحروب أثبتت أن الحرب لها استعدادات محتملة تنذر باشتعالها وفق ما يلي:
ـ الاستعداد النفسي.. إن كنت واثقا من النصر والنجاة في هذه المحرقة ولا يقرر هذا إلا أركان الحرب من العسكريين والسياسيين.
ـ الاستعداد الفكري.. لنقرأ جميعا عن الحروب والمعارك وآثارها حتى نستقي العبر والدروس، ماذا تريد: الوقوف مع بلدك ام النجاة وأسرتك؟ ام انك لا ترغب بالحرب أبدا وبأي شكل من الأشكال؟
ـ الاستعداد المادي لتجهيز نفسك من حيث الأغذية والمشروبات والإسعافات الأولية و.. و.. و...
ـ هناك أهمية ان تجهز مكاناً آمنا في المنزل يكون ملجأ لحالة الضرورة أثناء الغارات الجوية او الصاروخية.
أجواء الحرب كريهة غير محببة لكنني أرى ان تحضير كل شيء وفق تخطيط مسبق يسهل المهمة، والله سبحانه يجنب بلدنا الكويت وشعبنا كل مكروه أو شر.
٭ ومضة: أيها القراء في كل مكان من واجب الإعلام والصحافة ان توضح للناس التعليمات والإجراءات الوقائية من آثار الحروب المحتملة، خاصة التقليدية، أكان هذا على جميع مستويات الوطن مثل الإجراءات التي عرضها لتأمنها داخل مسكنك او في عملك او حتى في سيارتك.
أمور معروفة عالمياً ولها كتيبات وأفلام ومطبوعات يمكن الاستفادة منها.
٭ آخر الكلام: ما أحوجنا وقت القلق السياسي والتصريحات النارية والتهديدات إلى ان تظهر المسؤولية الوطنية وإعطاء أصحاب الحكمة والقلوب الثابتة والعقول الواعية الفرصة لتثبيت الناس وتوعيتهم بدل هذه الفوضى في (التواصل الاجتماعي)، لأن المطلوب الآن (هدوء وروية) بدل التوتر والانفعال وضرورة إسكات الغوغائية على وجه السرعة.
٭ زبدة الحچي: تابعت إعلاميا كيف أدارت السويد قضية الاستعداد للحرب وأشركت (شعبها الحضاري) في كيفية الاستعداد للحرب من خلال خنادق محصنة بالمواد الغذائية المخزنة وكيفية التصرف اذا اندلعت الحرب.
لا يسمح لأي كان ان يتكلم ما لم يسمح له وبلغ عدد المنشورات التي وزعت 4.7 ملايين نشرة ومطوية إعلامية، وفيها كل الهجمات المحتملة حتى إلكترونيا، إضافة الى الكوارث الطبيعية والنزاعات العسكرية.
كتيبات توضح للناس على مختلف فئاتهم أدوارهم، وكيف تتصرف في حال انقطاع الكهرباء.
وتضمنت الكتيبات تجارب الدول الأخرى في الحروب مثل الألمان ودول البلطيق وموسكو وشمال الأطلسي.
هكذا هي الدول المتحضرة (تستعد السويد) فقط لتعاظم المخاوف من ان تُجر الى أتون الحرب مما يستلزم ان تحمي مواطنيها بالدفاع الاستراتيجي المسبق.
ما أحوجنا في الكويت والخليج العربي بدوله وشعوبه ان نستعد لمثل هذه الأزمات بالدفاع الشامل الذي يبدأ من كل أسرة.
إشراك الناس في خططك قبل وقوع الأحداث يقلل حجم الخسائر لأنك بدأت (نظام التحذير) المسبق عند حدوث أزمة أو نشوب حرب.
اللهم آمنّا في أوطاننا واحفظنا بركنك الذي لا يضام ولا يطال وأنت خير الحافظين.
في أمان الله.