[email protected]
رحل أبوخطاب..عالِي الجناب
ربح البيع يا أبا خطاب
رحلت وسط محبيك وإخوانك تاركا لهم العبرة والذكرى.
كان رحمه الله إذا شاهدني بعد غياب قال: كيفك أبا المهند.
عرفته بعد مرحلة التحرير في لجنة العثمان المباركة.. كان يأتي إلينا في الهيئة الخيرية (لجنة فلسطين) إما لدعوة أو لعمل أو بصحبة وفد زائر.
أبوخطاب إنسان عظيم بأخلاقه يترك (أثرا) لا يُمحى مع كل من عرفهم.
هو مجموعة (من البشر) داخل إنسان واحد وتقولون لي: كيف؟
بالفعل هو حصيف، مثقف، اجتماعي، قائد، حكيم، متوازن، له من الصفات التي يُصعب أن أعددها في هذه المساحة المتاحة لي.
هو رجل حركي إيماني (اللاوي) صاحب أجمل ابتسامة دائمة ترتسم على محياه.
أحببت فيه سعيه الدائم للإصلاح وتعزيز مكارم الأخلاق والأخوة والفزعة الخيرية.
كان عاشقا للقدس تواقا لتحريره من الصهاينة، ولا يخلو حديثه من وقفات مع المسجد الأقصى أو فلسطين السليبة المحتلة.
كان يحب قريته (بلعا) في الضفة الغربية في فلسطين. وإن كانت من تسمية تصلح له وتركب عليه هي (مصلح اجتماعي).
أتعب قلبه بتحميله أكثر مما يحتمل.
رحمك الله أستاذنا وشيخنا أبا خطاب كنت بلسما لكل من عرفك.
التقيت في الحياة بأبي خطاب أكثر من مرة في وقت قريب وكنت في كل مرة أقول (ليته) يطلب شيئا له.
كان همه الفقراء والمعوزين والمساكين وأصحاب الدخول الضعيفة الذين يحاول أن يساعدهم على الصمود في الحياة.
توفي شيخنا «أبو خطاب» وهو كعادته يحاضر ويوعظ وينصح.
فارقنا بالأمس في يوم الخميس ليلة الجمعة ودفن في مقبرة الصليبخات الجمعة 15 جمادى الأولى 1441هـ الموافق 10 يناير 2020م وسط دعوات مشيعيه وأحبابه الذين ساروا مع جنازته لمثواه الدنيوي.
وكأنني أحسبه يقولها لنا:
رفاق الروح ما زلتم
بوسط القلب أحبابا
وإن غبتم وإن غبنا
فإن الحب ما غابا
هي التقوى تجمعنا
وحب الله قد طابا
رضا الرحمن غايتنا
وللفردوس طلابا
وهكذا رحل عنا رجل يوزن بالذهب، أمضى عمره في الدعوة وحب الخير وتأليف القلوب وإصلاح ذات البين، ونحسبه من أهل الخير والصلاح والتقوى، والله حسيبه.
أرثي بقلب خاشع ودمع غزير أستاذنا وشيخنا وقدوتنا العم محمود عبداللطيف أحمد عبدالباقي - أبا خطاب - الذي ولد في عام 1941 وتوفي ليلة الجمعة وهو يلقي موعظة بليغة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحُسن الختامة، ليطبق عليه هادم اللذات وهو يلقي درسه ويختم كلامه بـ لا إله إلا الله.
كان هذا هو درسه الأخير والبليغ بألا تغتر بهذه الحياة، فالأجل لا نعلمه يأتي في أي لحظة!
٭ ومضة: رجل جميل من الزمن الجميل قدم إلينا من قرية «بلعا» ليعمل في الكويت بشركة الموانئ الكويتية، ثم عمل مع إخوانه على تأسيس لجنة زكاة العثمان، وتواضع للناس حتى أحبوه وقربوه من كل شؤون حياتهم، وكان دائما صاحب مجلس وعظ وذكر وتوجيه ونصيحة.
٭ آخر الكلام: عيوننا تدمع وقلوبنا تحزن وإنا على فراقك «أبا خطاب» لمحزونون.. عرفناك أبا وموجها وناصحا تواسي القريب والبعيد، مكانك قلوبنا وعندما رأينا (فيديو) وفاتك والله قلتها بلا أي تردد.. الله يرحمك أبا خطاب، ربح البيــع ربح البيــع ربح البيــع يا عــم.
٭ زبدة الحچي: والله أتذكر هذا الرجل الصامد الصامت في مصيبة وفاة ابنه الأكبر خطاب وأبنائه في حريق اندلع في شقتهم، يومها كنت أعزيه وأقول في قلبي: ما أعظمك أبا خطاب (جبل) من الصبر.
وفي عزاء ابني أحمد عندما عزاني قال لي: يا أبا المهند أعرف الآن ما تعانيه، والله يرزقــك الصبـر والطمأنينــة والسكينــة.
لقد أحسن الشيخ أحمد القطان الذي رثاه وكل الاخوة والأخوات من أهل الكويت الكرام لأنه يستحق بالفعل الدعاء منا جميعا.
نرجو أن يُفتح له حساب لبناء مسجد أو أي مشروع خيري، فالناس فيهم خير كثير وما داموا الآن في قمة حماستهم، ربي يجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم أكرم نزله وأوسع مدخله، اغفر له وارحمـــه، وعظّم أجر إخواني جميعا في جمعيـــة النجـــاة ولجنة زكاة العثمان وكل العاملين في القطــاع الخيــري.
رحمك الله أبا خطاب.. ربح البيع أي والله!.. في أمان الله.