[email protected]
في زمن الكذب والنفاق، حالي حال أي مواطن عربي لا يثق بالمواقف العربية الرسمية، إنما أنا مع الجماهير العربية الغفيرة الرافضة لصفقة القرن المخزية!
لا يعنيني موقف الجامعة العربية لأنها «كيان هلامي» ليس به حياة ولا موقف يجعلني أفخر به!
ما يعنيني هو موقف بلدي الكويت التي دعت العالم الى الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على لسان وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد الذي ترأس الوفد الكويتي في القاهرة والمشارك في اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية!
وهذه فرصة نشكر فيها جهود الشيخ د.محمد الصباح، وسمو الشيخ صباح الخالد، ودينامو وزارة الخارجية خالد الجارالله.
الحمد لله، هذا موقف تاريخي جديد ومبدئي لم تساوم عليه الكويت أبدا، وان الاحداث تثبت يوما بعد يوم ان بلدي الكويت لها موقف ثابت ومبدئي من هذه القضية المحورية الحساسة، خاصة ان كثيرا من الدول العربية تغيرت مواقفها من القضية الفلسطينية خلال السنوات الماضية!
على العموم، هذا ليس بالموقف الجديد للكويت، فعلى مدار سنوات من طرح هذه القضية العربية، وموقف صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ أمير الإنسانية ـ ثابت ومبدئي، وطالما تحمّل أعباء هذه القضية ومواقفها منذ كان وزيرا للخارجية وما تلاه من مناصب ومواقع ومسؤوليات تحملها عن طيب خاطر صادقا مدافعا بمبدئية ورسالية تمثل كل الشعب العربي من محيطه حتى خليجه، منحازا دائما الى جانب الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته، داعما كل الحلول العادلة التي لا تتنافى مع القرارات الأممية والدولية.
٭ ومضة: منذ كنا صغارا على مقاعد الدراسة وبلدي الكويت تعلمنا ان فلسطين هي ارض كنعان وأرض الميعاد والأرض المقدسة، وعرفنا ان الكنعانيين هم أسرة سامية في فلسطين وعصرهم شمل كل بلاد الشام!
وان اليونان والرومان اطلقوا على فلسطين هذا الاسم وان اليهود هم اطلقوا اسم ارض الميعاد، زعما منهم ان الله عز وجل وعدهم بأن تعطى لهم فلسطين اذا انتصروا!
وأسماها مسيحيو الغرب «الارض المقدسة» لقداستها وما بها من انبياء ورسل، واسماها المسلمون بيت المقدس وارض الاسراء لأن نبينا صلى الله عليه وسلم أسري به إليها ليلا!
٭ آخر الكلام: منذ نشأة القضية الفلسطينية اواخر القرن التاسع عشر والاجيال الفلسطينية والعربية والاسلامية (جيلا وراء جيل) تقاوم كل محاولات الصهيونية فرض التطبيع اكثر من «اثني عشر جيلا» حتى اليوم، واجيالنا الفلسطينية والعربية المسلمة تسطر الكثير من البطولات وأعظم التضحيات، صحيح ان الكيان مدعوم بالأسلحة الاميركية والحماية الدولية، لكن عربنا على الاقل لم يجاهروا بالتطبيع والتبشير بصفقة القرن!
نعم.. كان هناك فشل لكن المقاومة استمرت والانتفاضة اشعلت القضية، خاصة في زمن قادة الجهاد الفلسطيني الذين قادوا الكفاح المسلح وقدموا بطولات وشهادة!
ما دام في هذه الامة الاسلام الصحيح وهو الحل، سيرتفع صوت الحق ويزهق الباطل ويفرح المؤمنون بنصر الله!
٭ زبدة الحچي: لم يعد الاحتلال اليهودي الصهيوني يخفى على ذي عين ابتداء بالتهجير او بالاحتلال منذ التمهيد لإنشاء موطن لليهود مع نهايات القرن الثالث عشر الهجري يوم بدأت الحركة الصهيونية اليهودية في اوروبا تدعو الى ضرورة ايجاد «مجتمع يهودي» بعد ما دعا اليه اليهودي هرتزل مؤسس دولة اليهود في ارض فلسطين!
ما احوج المناهج العربية اليوم لأن تضع حقائق تاريخية عن الوجود اليهودي والمراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية ما بين استنكار وأخبار وحلول، وإبراز الفتاوى التي تؤكد وجوب مقاطعة اليهود وأعوانهم والاجراءات الواجب على الحكومات العربية تفعيلها لوقف التطبيع والمقاطعة التجارية!
ما احوجنا في زمن الانترنت الى استغلال هذا الجهاز على وجه السرعة بصورة تدعم مواقفنا الرافضة لأي تقارب وتطبيع، هذه هي القاعدة الصلبة الحامية للأجيال وحضارية الصراع مع الاسرائيليين المعتدين وعلى مشايخ الدين وأساتذة الجامعات والمعلمين والمثقفين رفض التطبيع المذل وتعضيد المعارضة بكل انواعها الايديولوجية لإجبار اسرائيل على تفعيل ما تنصلت منه بعد توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم!
تحية لبلدي الكويت بأميرها وولي عهدها الأمين وبرلمانها وإعلامها على الموقف الرافض لصفقة القرن.. يا أحرار فلسطين، هذه هي الكويت موقف مبدئي واضح لا لبس فيه.. في أمان الله.