[email protected]
ضج أميلي والواتساب برسائل الإخوة الدعاة المعترضين على ما سطرته بالأمس في مقالي «سائلو الدعاة.. والفكر المستورد»!
وفي مقال اليوم أحاول أن أوضح لكم أكثر عن (الداعية المسلم) في ضوء ما تعلمناه من كتابنا وسُنّة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أما هؤلاء الذين ينعقون بأسماء مزورة فلست بحاجة الى أن أرد عليهم لأنهم دجالون كارهون لهذا الدين الحنيف ويتخفون بأسماء مستعارة!
في حياتنا العملية والواقعية قلت إن هناك (دعاة قمم وهناك رمم)، والرمم المقصود بها هنا غير المبادر، الرمة الذي لا حراك له ولا إنتاج، والدعوة تريد الساعي الى نشر (قوامة الدين)، وهذا يعني الحق كله، والقوامة هنا تعطي إمام المسجد أن ينشط في مسجده بفعاليات وأنشطة بهمة عالية.
وأتذكر أن «الأوقاف» أصدرت 3 كتب أو أكثر في هذا المجال تحدد أدوار كل من المسجد والإمام!
إذن، أنا أقصد من (قوامة الإمام) أن يكون ضابطا لمسجده مزيلا لأي اعوجاج، خاصة أن اللغة العربية تبلغنا بأن (الدستور قوام الدولة)، وقوام أي شيء ما استقام به، وقوّمت الشيء فهو قويم أي مستقيم.
أولا: أنا أعي وأعلم علم اليقين أهمية العلم للدعاة ومشايخ المساجد، ولهذا على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تولي هذا الأمر الاهتمام الواجب.
في السابق، كنت أرى دورات متخصصة لهؤلاء الدعاة وحضرت بعضها كصحافي وكتبت عن هذا الجانب الحيوي!
يقول شيخنا الشافعي رحمه الله:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة
إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا
وما سوى ذاك وسواس الشياطين
قطاع المساجد في وزارة الأوقاف مطالب بضرورة تنشيط أبواب (أقسام العلم) والتذكير الدائم بعلم بالله وأسمائه وصفاته وما يتبع ذلك وما أنزل من آيات القصص والوعد والوعيد وصفة الجنة والنار.
وكل ما أمر الله به من علوم الجوارح والقلوب وأصول الإيمان وتدرج الأقوال والأفعال... إلخ.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
العلم أقسام ثلاثة ما لها
من رابع والحق ذو تبيان
علم بأوصاف الإله وفعله
وكذلك الأسماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه
وجزاؤه يوم المعاد الثاني
الدعاة اليوم مطلوب منهم العمل بالعلم الذي يحملونه، لأن الله حذرنا من كتمان العلم الشرعي وأمرنا بتبليغه للبشرية.
قال الشاعر:
إذا العلم لم تعمل به حجة
عليك ولم تُعذر بما أنت جاهله
فإن كنت قد أوتيت علما فإنما
يُصّدق قول المرء ما هو فاعله
وأيضا نطالب الوزارة اليوم والدعاة - على حد سواء - بأن يسلكوا كل أبواب تحصيل العلم، ولا أقصد (الشهادات المزورة)، وإنما العلم النافع والاجتهاد في طلب العلم، وقد قالها الإمام الشافعي رحمه الله:
أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأُنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبُلغَةٌ
وصحبة أستاذٍ وطول زمان
وأرد على أحد الدعاة الأفاضل الذين طالبوني بتوضيح، أي حكمة مقصودة؟
أقولها على إطلاقها: (مفهومها - أهميتها - أنواعها - درجاتها - طرق تحصيلها)!
إنني والله لا أقصد تثبيط همم الدعاة، وإنما العكس تماما، أريد منهم همة عالية، فلا يجوز أبدا ألا تكون عنده أي فعالية أو نشاط!
لا أحد يحط العذر على وزارة الأوقاف!
أعرف والله أن هناك أئمة ودعاة ومشايخ همهم نشر الدين الإسلامي، وأنهم معي في قضية كل ما ذكرت في المقال السابق وفوقها ما يلي: «الأناة والتثبت واللين والرفق والصبر والإخلاص والصدق وإعطاء القدوة الحسنة والخلق الحسن» وهذه كلها بنود وعناصر لمقالات قادمة بإذن الله.
٭ ومضة: ما نطرحه اليوم من ومضات وإشارات لدور الداعية المسلم قد يطول، لأن الهدف المنشود سام ويحتاج منا جميعا الى التعاون في إحياء دور المسجد والداعية والجهة الراعية والموجهة هي وزارة الأوقاف ولها جهود مقدرة، وهناك دور على الإخوة الدعاة الأجلاء الذين يبذلون جهودهم لنشر دين الله وإيصاله للناس بالوسائل والطرق المشروعة النافعة والحكم دائما بيننا الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ..) النساء 59.
أليس هذا من اختصاص الدعاة؟
٭ آخر الكلام: حياتنا اليوم بحاجة الى دعاة يدخلون (الميديا) والتواصل الاجتماعي، وهذا (دور مؤسس لوزارة الأوقاف، أنشئوا فرقا دعوية ترد على كل هؤلاء المنحرفين الملحدين الذين انحرفوا عن الفطرة السليمة من خلال أجهزة التواصل الاجتماعي) الدعوة اليوم (تبي) تطوير بالوسائل الحية والمجدية والفعالة، وأعرف مئات من المشايخ يشرفهم التطوع للدفاع عن الدين الإسلامي القويم وشريعته الغراء من المؤهلين منهم.
٭ زبدة الحچي: لم أجد زبدة حچي أفضل من تغريدة لابني عبدالله نجل الأخ غازي سيف الهبلا الغانم - رحمه الله - وهو يتذكر والده «الغازي»، والذي كان - رحمه الله - مثالا للدعاة والمصلحين، يقول:
في كل يوم أتذكر والدي الغازي، وفي هذه الساعة من هذا اليوم (الأربعاء) أتذكره بشدة، كان يحب اجتماع أبنائه وأحفاده حوله لينصح ويوجّه بتوجيهاته الكريمة والجميع ينصت ويسمع.
من هو الغازي؟
هو الغازي الذي انساحت شهرته في بلدان وأقاليم، بل عبرت القارات، ولو كان في الدنيا ونظر ما حصل بعد وفاته لأقسم أنا بالذي أحلّ القسم أنه سيبتسم فيقول هذا من فضل ربي.
رحمك الله يا والدي الغازي، فهو الغازي الذي غزا الأدب وبدأ يعلمنا مكارم الأدب، هو الغازي الذي غزا القلوب وبدأ يعلمنا أدب الحب، هو الغازي الذي غزا بالدعوة الى الله وعلمنا أن الدعوة أخلاق وصبر.
رحمك الله يالغازي وجمعنا بك في جنان الخلد في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أسأل الله أن تجعل آخر كلامنا من هذه الدنيا لا إله إلا الله محمدا رسول الله موقنين بها عاملين بها يا رب العالمين.
إيه والله صدقت يا عبدالله، أنتم فقدتم «أباً» وأنا فقدت توأم روحي وعضيداً.
رحمك الله يا أبا فهد.. داعية لا يعوض، علّمنا «السلفية» الحقة.