[email protected]
أيها القيادي من ذاك الزمن الجميل، نودعك بعد أن أُعلن عن وفاتك ودفنك أمس الخميس في مقبرة الصليبخات، ونحن الجيل المخضرم إذ نطوي صفحتك وسيرتك لابد ان نتوقف!
نتوقف لنشكرك أنت وجيلك من رحل ومن ينتظر، فلقد أفنيتم أعماركم في خدمة الرياضة الكويتية، وكنتم وراء ذاك النجاح الذي تحقق لأنديتكم ومنتخباتنا الوطنية ووصولكم لكل الجماهير الرياضية على امتداد الوطن العربي والرياضيين العرب!
تجربتكم الرياضية حافلة بالنجاح والانتصارات والأمجاد، والسؤال: لِمَ هذا النجاح؟ ولِمَ هذا التميز؟ لم يكن لولا فضل الله ثم جهدكم!
اليوم، نودع جميعا رمزا رياضيا كويتيا هو أخونا الكبير اللواء عبدالعزيز خالد المخلد عن عمر يناهز الـ 84 عاما.
اليوم، بعد ان ووري جثمانه الطاهر ثرى مقبرة الصليبخات لا يسعنا إلا أن نضرع للمولى عز وجل أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ومثواه الفردوس الأعلى منها، وأن يوسع مدخله ويكرم نُزله يا رب العالمين.
وداعا.. بوسعود.. ما قصّرت في حياتك أيها النبيل الرياضي، وكل العزاء للجمهور الأصفر الذي وقف دائما خلفه مشجعا وداعما له.
رحل عنا صاحب الخبرة الكبيرة والرسالة الرياضية والديبلوماسية المعهودة. وجيلنا المخضرم يذكر قيادته لنادي القادسية فهو من الرواد الأوائل الذين صنعوا المجد والريادة وحققوا الانتصارات لنادي القادسية القلعة الصفراء (نادي الجزيرة) سابقا!
نعم.. نجح رئيسا للنادي وأيضا كان والكل يشهد له انه من أنجح المديرين الذين قادوا المنتخب الأزرق، وفي عهده الزاهر حقق المنتخب أكثر من 3 بطولات خليجية.
هو ابن نادي القادسية وابن منطقتنا القادسية!
لن أنسى ما حييت هذه الحفاوة التي يستقبلك بها وأنت تدخل ديوانه عند مسجد مصعب بن عمير عند بيوت الخالد وغيرهم من الأسر الكويتية الكرام.
أتذكر كلما زارنا في مدرسة صقر الشبيب في السبعينيات والثمانينيات سواء كان عند الناظر الاستاذ المربي محمد عبدالرحمن الفارس او في اجتماع أولياء الأمور يتوقف ليتحدث عن أثر الرياضة على المجتمع الكويتي والطلاب!
مرة قابلته عند مدخل جمعية القادسية فقال لي: شلونك يا أستاذ، عيالنا يحبونك اذا شافوا صورتك في الجريدة، وأتذكر انني درست احد أبناء اخوته اذا ما خانتني الذاكرة، وليته يكلمني لأعزيه.
٭ ومضة: رجل رياضي يوزن بالذهب لأنه من معادن الرجال الذين لا يعوضون أبدا في حقيقة انتمائهم لوطنهم وطبيعة مسلكهم، رجل يعي رسالته ودوره ويقدر الكل.
والله.. إنني بكيت عندما سمعت رثاءه وخبر موته لأنه بكل صراحة «مو من أشباه الرجال» الذين لا يعرفون سوى لغة المال!
شاهدته وعاصرته وعرفت عن قرب كيف قاد ناديّ المفضل (القلعة الصفراء) الى المجد ومنتخبي الى العلياء!
آه.. يا عبدالعزيز من بعدك وأستاذنا المرحوم بإذن الله عبدالمحسن الفارس وغيرهما من رجالات الكويت كيف هي مواقفهم!
٭ آخر الكلام: أتذكره في جريدة «الأنباء» ـ يمكن في عام 1997ـ عندما استضافه الأخ الزميل خالد السعدي، وقال يومها: القادسية النادي الذي احتضنني وجماهيره قادرة على تقويم جهودي.
نعم.. كل الجماهير الرياضية اليوم تدعو لك وأنت (الغائب الحاضر)، رحمك الله يا خير رجال الرياضة في كل الأحوال!
٭ زبدة الحچي: غاب عن نادي القادسية رمزه المؤسس عبدالمحسن الفارس ـ رحمه الله ـ واليوم يغيب (الأب الروحي) الذي أحب القلعة الصفراء وأحبته وبادلته الشعور المتناغم مع الجمهور الأصفر الذي لم ينس (رجال القادسية) الذين كان لهم فضل مرحلة التأسيس وحصد البطولات.
إننا نشهد ان اللواء عبدالعزيز المخلد أعطى شبابه ووقته وصحته لنادي القادسية والمنتخب الوطني، ونال محبة الناس والقدساوية على وجه الخصوص وكل الكويت يوم قاد المنتخب الأزرق وحصد البطولات فنال احترام الجماهير.
رحمك الله يا عبدالعزيز خالد المخلد، فأنت اليوم والله (بطل) نروي قصته، ولو بيدنا لكنت أنت وصحبك الكرام يُشار اليهم في المناهج والمقررات لتاريخكم الأبيض وإنجازاتكم العظيمة.
أيها القدساوي حتى النخاع: آن لك أن ترتاح بعد هذه المسيرة الرياضية!
نعم.. لكل زمان رجال ولعبدالعزيز السبق والفخر، انه كان خير الرجال الحاصد للبطولات والإنجازات!
يا قائد الرياضة في الزمن الجميل..
يا خير الفرسان الذين رحلوا بعد أداء الأمانة..
أجمع أهل الكويت على محبتك يا ابن نادي القادسية ومنطقة القادسية..
مسيرة العم ابوسعود.. اللواء عبدالعزيز خالد المخلد، أكبر من ان تحصى، فيارب أسكنه فسيح جناتك بما قدم لوطنه وشعبه..
وكل التعازي لأسرته الكريمة مقدمة الى آل المخلد الكرام وذويه ومحبيه، سائلين المولى عز وجل ان يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.
المخلد.. وداعاً بعد ان حفرت اسمك في الساحة الرياضية وقلوب اهل الكويت الكرام.. ربح البيع يا عم بوسعود.. يا تاجا على رؤوسنا ووساما على صدورنا.. رحمك الله.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)..
..وتسقط دمعات على رجل من الزمن الجميل الذي لن يتكرر!
في أمان الله..