[email protected]
الجمال طهارة، لا يجادل في ذلك عاقل ونظيف!
النظافة والطهارة في الإسلام أصل تقوم عليه رسالته ودعوته وقيمه! نعم، الإسلام وكل الديانات تحثّ على النظافة لأن النظافة طهارة للأعضاء والنفس والجسد!
أقول هذه المقدمة وأنا أرى الناس اليوم في ظل محاربة وباء كورونا تستخدم المياه بهدر عالٍ لا يجوز، لأن المطلوب أن نتطهر، ولكن أن استخدم (نصف تنكر مياه لتنظيف اليد) هذا أمر مبالغ فيه وإسراف، ونحتاج اليوم الى توعية الناس بترشيد استهلاك المياه.
الله عزّ وجلّ أمرنا ونهانا عن الإسراف بقوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
المياه من نعم الله علينا، فهي للنظافة والتطهر والشرب كما قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي - الأنبياء: 30).
نعم، مطلوب أن نتعاون ونطبق التوجيهات، لكن بشرطين اثنين هما:
1 - المحافظة على الماء.
2 - عدم الإسراف في الاستعمال.
عملية تنظيف اليد تأخذ 22 ثانية هي مدة تنظيفها بالصابون، فلا تزد الماء، فالقليل منه يفي لك بالغرض!
اليوم المطلوب أن نهتم جدا بالمطعم والمشرب دون هدر أو إسراف وبالحدود المعقولة.
هناك من الناس أعتقد أن فيهم (وسواسا) يهدرون الماء بكميات كبيرة لتنظيف اليد أو الماعون، وهذا ليس من الدين في شيء، والله عزّ وجلّ نهانا عن الإسراف في كل شيء فما بالكم بالماء (عديل الروح)؟
نحن دولة نعتمد على المحطات في توفير الماء لنا بمبالغ خيالية، فليست لدينا أنهار وآبار، فالحذر الحذر من الإسراف في هذه المياه بحجة النظافة.
ومضة: من يقرأ القرآن الكريم ويتدبره يعرف تماما أن هذا القرآن يعلمنا نظافة السلوك وطهارة القلب وحياة الضمير الذي ينشئ الحب والأخوة والعدل والإحسان والتعاون والتكافل وينشر السلام والمحبة والرحمة بين عباد الله فتتسع الحياة من ضيق، وتطمئن النفوس من بعد قلق، ومن الآخر ديننا الإسلامي العظيم جاء اساسا لإصلاح العباد من اجل إعمار الأرض مصحوبة بطهارة واستقامة النفس الإنسانية.
آخر الكلام: في هذه الأزمة اجلس واقرأ القرآن وتدبره خاصة في امور النظافة والطهارة من الآثام والأوبئة والموبقات.
القرآن اليوم هو شريعة الله ليميز الخبيث من الطيب على نحو فطري تشهد له العقول والقوانين الصحية وأعراف الأمم.
فرصة الآن نذكر بها الناس من حولنا بدعوة الإسلام الى النظافة والطهارة لأن النظافة سمة المسلمين وعلامتهم المميزة.
زبدة الحچي: ديننا الإسلامي الوسطي ما هو بعيد عن عقول وقلوب الناس الآخرين لأن الإسلام دين فطرة ونقاء وطهر، وهو زكاة للنفس التي خلقها الله في احسن تقويم، وأن امر الطهارة والنظافة من اول ما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول تعالى: (يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر...).
وإذا نظرنا إلى معنى (وثيابك فطهر) تسمع أن فلانا طاهر الثوب، اي عف لا يتدنس بغش ولا رشوة ولا خيانة ولا اعتقاد باطل أو سلوك معيب.
قال الشاعر:
إني لعمر الله لا ثوب فاجر
لبست ولا من غدرة أتقنع
أيها القراء في كل مكان: لا ندعو للنظافة فقط الآن لأننا نواجه وباء «كورونا» وإنما نريد «النظافة» الشاملة سلوكا في شخصياتنا، في ظاهرنا وباطننا، وهويتنا ومبدأ قلوبنا وضمائرنا ونياتنا وسلوكنا.
اللهم اجعلنا ممن يعرفون النظافة بشمول معانيها الحقيقية والحكمية والمادية والمعنوية وبمعنى التنزه عن كل الأقذار الإنسانية وأن تكون عنوان تحضرنا وهويتنا وقيمنا البشرية.
مزيدا من نظافة أجسادنا وألسنتنا.. وتنظفوا فالنظافة عدو الأوبئة.
بحجة النظافة
على المواطن الكويتي الذي لديه عمالة منزلية من خدم وسواق وحراس ان يجمعهم ويوجههم بأن النظافة زينه، بس دون هدر يا جماعة الخير.
تحية وتقدير
شكر وتقدير من أهلي الشعب الكويتي للدكتور عبدالله السند على دوره كمسؤول، يوميا يقول الاخبار لنا، ونظرته المتفائلة تشعرنا بالامان الصحي، بس امس خوفنا وهو يستعد قبل الطلوع على الهوا.. الله يعطيك العافية والنعم والله فيك يا حبيبنا وكل عيال الكويت الأوفياء رجالا ونساء.. الله يحفظكم من كل شر يا رب.
في أمان الله.