[email protected]
علينا أن نطبق كل الإجراءات الطبية العلاجية والوقائية.. وأن نكثر من الدعاء لأنه يزيل البلاء!
في خضم تسابقنا وتصارعنا مع وباء «كورونا»، نشعر نحن أهل الكويت بالاعتزاز والفخر بقيادتنا الرشيدة وبلدنا المتحضر وعيالنا الذين يسطرون اليوم «المجد» والنجاح الباهر في تصديهم لهذا الوباء.
والعالم كله، حكومات وشعوب، مبهور من التألق الكويتي الصحي في كل المجالات سواء الطبية المتقدمة أو النظم الإدارية ووعي الشعب الكويتي الواضح بضرورة التعاون الكامل في تطبيق كل الإجراءات والاحترازات لإنجاح الحملة الكويتية (الكويت تستاهل).
طبعا هذه المشاهد العظيمة من بلدي عاينها «الكل والجميع»، قدامى ومخضرمين وجيل حالي جديد، غير أن هناك «أدوية إلهية» مارسها هذا الشعب العظيم المبادر، رجالا ونساء، عبر التاريخ ومنها فضل التعوذ والرقى والإكثار من «الأدوية الإلهية» التي تنفع مع الداء بعد حصوله وتمنع وقوعه.
وتقولون لي كيف هذا؟
وأنا في أول شبابي كنت حريصا على أن أتابع الشيخ محمد بن سليمان الجراح - رحمه الله - وهو إمام وفقيه حنبلي كويتي من مواليد 1902م وتوفي عام 1417 هـ الموافق 1996م وهو من أبرز علماء الكويت وله طلاب علم وتلاميذ.
أتذكر من تلامذته الفضلاء الشيخ وليد المنيس والشيخ محمد بن ناصر العجمي وفيصل العلي وياسر المزروعي ود.بدر الماص وكنت أشاهد أكثر من داعية يحضر دروسه، منهم الشيخ ناظم المسباح ود.عبدالله الشيخ ود.محمد العوضي وغيرهم الكثير.
هذا العلّامة تتلمذ على يديه علّامة الكويت الجهبذ الشيخ عبدالله الخلف الدحيان والشيخ عبدالوهاب عبدالله الفارس والشيخ أحمد عطية الأثري والشيخ عبدالعزيز حمادة والشيخ أحمد بن محمد الحرمي، رحمهم الله جميعا.
وشيخنا بن جراح التزم الخطابة في الفريج القبلي في مسجد البدر وخلف الشيخ أحمد الخميس - طيب الله ثراه ومثواه - ثم ظهر في السبعينيات والثمانينيات في مسجد السهول بضاحية عبدالله السالم وفي مسجد المطير وله مسجد باسمه في منطقة الفيحاء.
ويقال إن اثنين من مواطني الكويت ذهبا الى الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - ليسألاه عن قضية في المواريث، فقال لهما: من أين أنتما؟ فقالا: من الكويت، فقال: اذهبا لشيخكما بن جراح.
طبعا هذه المكانة الرفيعة للشيخ محمد بن سليمان الجراح مردها إلى علمه، أتدرون ماذا كان يقول لطلابه وتلاميذه؟: أنا «طويلب» علم مقصر وليس معي من فضيلة العلم إلا علمي بأنني لست بعالم.
طبعا أمثال هذا «العالم القدير» تخلو منهم مناهجنا ومقرراتنا.
أنا ذكرت هذه المقدمة الطويلة نسبيا حتى أعرّف بهذا الفقيه الجليل الذي علمنا أهمية «الأدوية الإلهية» وله «ورد مختصر من كلام الله تعالى وكلام سيد البشر».
ومضة: كان، رحمه الله، يقول لحضور حلقات دروسه أوراداً من الأحاديث والأدعية التي تستعمل لحفظ الصحة ولإزالة أي مرض لأن الرقى والعزائم لها تأثير عجيب تتقاعد العقول عن الوصول إلى كنهها.
وقال في أكثر من موضع بأهمية علاج الأطباء وفي مواضع كثيرة كان يحث الناس على الاعتقاد بأهمية الأدعية والأوراد والقرآن الذي فيه شفاء من كل داء.
آخر الكلام: ليتني أستطيع أن أرفد كلامي هذا بأحد دروسه، فلم أرَ حتى اليوم من الشيوخ جمال دعائه وانتقاء كلامه في أوردته وأدعيته، خاصة عندما كان يختم بالتعوذ من كل شيطان وإنس وجان، محتاطا بكلمات الله التامات من شر ما خلق وما أنت آخذ بناصيته وبكلماته التامات التي لا يتجاوزهن بر ولا فاجر وأسماء الله الحسنى كلها ما علمتُ منها وما لم أعلم.
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو إلهي وإله كل شيء.
أعوذ بعزة الله وعظمته ومن كل شر.
اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
أدعيته عجيبة صعب حصرها في فضل الصبر على المصائب والبلاء وغيرها من الأسقام والأمراض.
زبدة الحچي: من يستطيع أن يحصل على أوراد وأدعية الشيخ محمد الجراح - رحمه الله - ليطلع عليها ويستفيد منها، وفرصة ندعو لهذا الشيخ الجليل الذي قام بدوره طوال حياته بأن يكون من الدعاة القمم ومن أهم ما لاحظته عليه كرهه للتصوير - رحم الله شيخنا بن جراح.. ادعوا له في هذا المقام.
قال الشاعر:
ففي السقمِ والآفات أعظم حكمةٍ
مُيقّظةٍ ذا اللب عند التفقّدِ
ينادي لسانُ الحال جدّوا لترحلوا
عن المنزل الغثّ الكثير التنكّدِ
أتاك نذيرُ الشيبِ بالسقم مخبراً
بأنك تتلوا القوم في اليوم أو غدِ
فخذ أهبة في الزاد فالموت كائن
فما منه منجا لا ولا عنه عندد
فما داركم هذي بدار إقامة
ولكنها دارُ ابتلا وتزودِ
أما جاءكم من ربكم وتزودوا
فما عذر من وافاه غير مزوّد
يا أهل الكويت: ترحموا على شيخنا الجليل محمد بن سليمان الجراح.. ربّ ارحمه واغفر له.
في أمان الله.