[email protected]
تخبطوا في أي شيء يتصلح إلا التعليم، أما كفانا ما حصل؟
رسالتي اليوم لمعالي وزير التربية د.سعود الحربي وأركان الوزارة حول «التعليم عن بُعد»؟.. وأعرف تماما ان هذه قضية مستجدة.
واضح ان د.سعود الحربي يصرح لـ «الأنباء» بأنه لم يتعرض لأي ضغوط لتنفيذ قرار «التعليم عن بعد» الأسبوع القادم، أي بعد السبت ولنقل من الأحد القادم، وإلى أين؟ الله وحده يعلم.
أنا كمواطن وكمعلم مارس مهنة التعليم ثم العمل النقابي والصحافي.. بودي أن أسأل بعض الأسئلة حتى لا يقال انه في «الحقبة الكورونية» جرى بحث هذا الأمر على عجل وتم تطبيقه، كما مرت تجارب في التعليم عاصرت بعضها مثل: «نظام المقررات - مدرس المجموعة - منهج الأهداف - منهج الكفايات»، والآن منهج مختلط بين المعايير والأهداف.
أتمنى معالي الوزير ألا نستعجل في هذا الأمر كما عودتنا وزارة التربية، فلقد عايشت أنا وأبناء جيلي (تخبطا)، ما يجعلنا نحذر ونخاف من تطبيق المزيد من التجارب كما فعلوا في السابق ودون دراسات تقييمية وتقويمية.
أنت بحاجة إلى ان تلجأ الى «القيادات التربوية التي تقاعدت» من كل القطاعات في التوجيه والإشراف الفني والمدرسين الأوائل وتجلس مع هذه اللجنة الاستشارية وتأخذ رأيهم أولا وعليك الا تهمل جمعية المعلمين الكويتية فهي خير أداة شعبية تربوية نقابية لإنجاح اي تجربة تريد تطبيقها وبها قيادات مختلفة من كل المراحل وستعطيك رأيها دون «ضغوط القرار الحكومي» وتكون خير معين لك في انجاح اهدافك!
عليك ان تشكل «لجنة استشارية اعلامية» وتحول احدى القنوات الفضائية الكويتية الى «قناة تربوية» تبدأ بتكوين كادر تربوي تعليمي اعلامي يساعدك في تنفيذ خططك إذا أردت ان تمارس التعليم عن بعد.
معالي الوزير: التعليم عن بعد اليوم «حاجة ضرورية» لكن التطبيق يحتاج إلى وقفات فأعد عدتك لأمر «صعب سهل»، صعب إن تم التطبيق دون تدريب الكوادر وتهيئة أولياء الأمور والمجتمع كله، وسهل متى ما جهزت هذه الكوادر المقترحة التي تعينك على تطبيق ما عزمت عليه، فالكادر البشري هو الضمان لإنجاح مشروعك.
ومضة: معالي الوزير: والله العظيم أنا بالأساس متعاطف معك ومع مقاصدك النبيلة في إيجاد (التعليم المتوقف) لعيالنا لكن اخاف عليك الفشل الذريع ان استمر الحال وقدمت على هذه التجربة دون الاستعداد الطيب لها!.. حتى الآن لم نرَ ردة المجتمع على خطوتك.
ان وزارة التربية لديها كواكب تعليمية تملك الخبرة، عليك اليوم الاستعانة بهم فهم والله خير معين لك بعد توفيق الله.
آخر الكلام: أعلم أنك تعمل على مدار الساعة من اجل عيالنا، وقبل الاستعانة بمؤسسة التقدم العلمي وغيرها من مؤسسات الدولة استعن بجمعية المعلمين الكويتية فهي الأولى بهذا «الاتصال الضروري» الآن لأننا في مركب واحد، (كن النوخذة) لكن لا تهمل البحّارة.
زبدة الحچي: «التعليم عن بعد» ربما هو خيارنا الوحيد عقب توقف التعليم في مدارس وزارة التربية والجامعة، والكويت وغيرها من الدول صارت تعاني من طول الوقت خاصة ان تزايد الفراغ وتذمر اولياء الأمور جعلهم يمارسون الضغوط على الحكومة وبالتالي وزارة التربية، ما جعلنا الآن امام (خارطة تعليم) جديدة تقتضي سلسلة من القرارات لإعادة مزاولة النشاط التعليمي في المدارس والجامعات والكليات وشغل وقت طلبتنا!
«التعليم عن بعد» ليس ابتكارا قديما ولكنه تطبيق جديد يحتاج الى مبادرات بعيدة عن الروتين الرسمي وسينجح اذا استبدل بمبادرات شعبية تطوعية بعيدا عن الرسميات!
طبقت بعض المدارس مثل مدرسة ماريا القبطية للبنات التجربة وبادر القائمون عليها بإطلاق برنامج للتعليم عن بعد يحمل اسم «مستعدين».
لكن الى اي مدى نجح هذا البرنامج والتطبيق؟ الله اعلم.
يجب أن يُسأل اهل ميدان هذه التجربة.
ما أعرفه عن وطني وأبناء وطني انهم اصحاب «همم عالية» وأتمنى من كل قلبي ان ينجح معالي وزير التربية د.سعود الحربي في عودة عيالنا للتعليم ولو عن بعد!
نصيحتي الأخيرة: المتقاعدون من اسرة التربية وجمعية المعلمين وقناة تلفزيونية هي اسلحتك لتطبيق هذه التجربة، اللهم اني بلغت، اللهم فاشهد.. في أمان الله.