[email protected]
الكويت بلد وشعب عظيم لم تخفه جحافل مليون جندي عراقي صدامي وظل متمسكا بالصبر والمقاومة حتى أنجاه الله وفك أسره.
فوجئ العالم بتوالي أخبار «كورونا» حتى صار وباءً عابرا للقارات وطال كل شعوب الارض، وتهاوت منظومات صحية في الصدارة مثل الولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا، في حين نجحت الصين وحولت هذا الوباء المخيف الى انتصار عالمي لها قائلة للعالم وشعوبه: كنا ندافع عن انفسنا وتحول دون انتصاره علينا بل نهزمه ونعيد حساباتنا ونسترد ما ضاع من صيتنا وها نحن اليوم في المقدمة.
نحن في الكويت كنا من أولى الدول التي اخذت احترازاتها وإجراءاتها الوقائية يتقدمنا (والدنا وقائدنا)، وسمو رئيس مجلس الوزراء يقود كوكبة من الوزراء الذين برزوا في المشهد فنالوا اعجاب الناس على مستوى دولة الكويت وخارجها.. فوالله صنائع معروفكم لم ولن تنقطع عن المحتاجين والمعوزين.
إن الرجة العظيمة التي أصابت الكويت كعادتها تفرز «شعبا كله مكارم».
شعب يقود الأحداث لا ينتظر ردات الفعل في هذا الوباء لينهض مقدرا مجموعة الاخطار التي تحاصره مستوعبا الدروس والعبر من تاريخ الأوبئة التي اصابت الكويت في القرن الماضي او ما قد يحصل اليوم. يقول الشاعر الشابي:
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
الكويتيون دائما يستوعبون التاريخ ولم يغب عن بالهم ابدا «العالم الغيبي»، قال تعالى: (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون - يوسف: 21).
إن هذه الثقة المطلقة بالله التي نجدها في الكويت إنما هي ثقة بالله انه ناصرهم فلا مكان للرعب بينهم فخيرهم ارسل الى كل بقاع الارض، حتى ونحن في هذه الأزمة والبلاء مازال خير الكويت على المستوى الحكومي والشعبي يرسل للعالم اجمع دون منّة، لأن الجميع يؤمن بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال من صدقة».
في الكويت برز سمو أمير البلاد (قائدا) في هذه الأزمة وله معاونون يتقدمهم سمو ولي العهد الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء، محاطون جميعا بمحبة أمنا الكويت وشعبنا العظيم الكريم الوفي المتماسك المترابط.
ومضة: حسن الظن بالله ثم بقيادتنا الحكيمة وشعبنا المجرب وبروز ظاهرة هؤلاء الشباب الحلوين الجادين في العمل والتصدي لـ«كورونا» جعلنا نزداد ثقة بالمستقبل فهؤلاء هم عدتنا وعتادنا لاستشراف المستقبل.
شعبنا اليوم كشف الصالح والطالح وأبطل مفعول الإشاعات، واتحد تماما لإنجاح محاصرة الوباء للحفاظ على سلامته، مما أهله أن يقود لا أن يُقاد، وهذا هو أول عامل حاسم في التصدي للوباء وقبره عما قريب ان شاء الله.
آخر الكلام: إن ثقة الشعب الكويتي بقيادته لهي القاعدة السليمة للمجتمع الكويتي المراد الآن «تقييمه وتقويمه»، ونحمد الله اننا نجحنا بتفوق ابهر حكومات وشعوب العالم، وأصبحنا والله بلا مبالغة دولة متحضرة في مصاف الدول الكبيرة.
زبدة الحچي: زرع الثقة ما بين الحاكم والمحكوم هو «السر» الذي اظهره فيروس كورونا، فالكل في مجتمعنا أظهر اليوم المسؤولية كل حسب موقعه ومنصبه ومركزه، وهذه الثقة محفوظة بضمان الحرية وتطبيق القانون والدستور، ولنا تجارب في مواجهة الأوبئة والطغيان، ورحم الله الآباء والأجداد والجدات الذين علمونا أن بلدنا الكويت مباركة محمية من رب العالمين.
إن ما أفرزه فيروس كورونا من أمور طالت «الوطن والمواطن» مآل هذا الملف الذي أساء لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا من «قلة متنفذة» أساءت لهذا الوطن وباعته بـ«دنانير سحت» وما عند الله عزّ وجلّ نتيجة الخيانة لأمر عظيم.. والتحية والتقدير لشعبنا من الأخيار من مسؤولين في الدولة وتجار وطنيين لم يتوانوا لحظة في تقديم ما لديهم من مال لأمهم الكويت دون تردد «مساهمة» منهم في رد فضلها عليهم ومعهم كل هذه الفرق الوطنية من الشباب المتطوعين والجهات الخيرية وكل إنسان مواطن أو وافد على ارض الكويت الطاهرة، لهم جميعا خالص التحية والتقدير.
كل يوم يمر علينا نتضرع للمولى عزّ وجلّ ان يحفظ أولادنا (عيالنا) الذين يطبقون القانون ويسهرون نهارا وليلا على حراسة ثغور الكويت وحدودها برا وجوا وبحرا.. هم حصننا المنيع في وجه كل من يريد الشر للكويت لا أوصله الله.
كلنا قيادة وشعبا اليوم في اتجاه واحد ضمن «معركة صحية وطنية» سنحقق فيها انتصارنا على «الوباء الكوروني» ثقة بالله اولا وبقيادتنا وشعبنا ثانيا، وسنحقق النصر عما قريب بعيدا عن كل التقارير الأجنبية التي تستهدفنا بنشر «ويل للعرب من شر قد اقترب».
تفاءلوا يا شعبنا الصابر: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره).. نحن أهل لهذا الخطاب.
وما الأمطار التي هطلت أمس إلا بشرى خير بزوال هذا الوباء ورفع الغمة عن كويتنا العزيزة والعالم أجمع بإذن الله.
في أمان الله.