[email protected]
الحمد لله الذي أسبغ على الكويت نعمه ظاهرة وباطنة..
والحمد لله الذي رزقنا أميراً وولي عهد أميناً ورئيس مجلس وزراء وشعبا كريما، والكل يخاف الله ويرجو رحمته وآلاءه وفضله ويخاف نقمته وابتلاءه ووباءه!
كلما شفنا صور ما يفعله «كورونا» بالشعوب يقولها الكويتي من «حشاته يوفه»: اللهم لك الحمد والمنة والفضل وايضا الرجاء والتبتل والرحمة!
اليوم، يعيش بيننا أناس كثر من مختلف الجنسيات، وبعضهم عمالة منزلية تعيش معنا في بيوتنا وتقوم بواجباتها نحونا وأُسرنا ما يجعلني اليوم أُذكّر فقط فإن الذكرى تنفع المؤمنين، لأنني اعرف ان شعبي واهلي وناسي في قلوبهم رحمة ويخافون الله في السراء والضراء!
اليوم، وانت تشاهد هذا المشهد الذي لن تراه في دولة اخرى مثل هذه الفرق المتطوعة بالعشرات تعمل على مدار الوقت لتقديم «المعيشة» لكل محتاج ومعوز من عمال وعاطلين عن العمل ومحظورين في المناطق، يجعلنا نقول: اللهم لك الحمد، ويارب تقبل صدقات هؤلاء الناس الكرماء من شعبي الكريم الوفي السخي.
الكلام في المقال الى أهلنا الذين عندهم «عمالة منزلية» ما يحتاج نوصيكم على هذه «الفئة»، نحن جميعا نعيش «جائحة» اجتاحت العالم كله، وهذا يعني ان «العمالة المنزلية» التي عندك في بيتك او شقتك انما تعيش «اهوالا من المعاناة والترقب والخوف والقلق»، هي انسانة تركت وطنها او ترك بلده من اجل لقمة العيش الحلال وتركوا الاطفال والاهل مثل الآباء والامهات وهم اليوم في «حالة ذعر» يعانون معاناة اهلهم من نقص في المال او الغذاء والدواء، وعلينا اليوم جميعا ان نعمل جاهدين لامتصاص هذا الخوف منهم والمشاركة ايضا في مد يد العون للمحتاج منهم، فلا تقصر لأن الاقربين أولى بالمعروف!
ـ أبسطوا وجوهكم وأشعروهم بأنه بلاء وسيزول لأنهم الآن يعيشون الغربة والترقب.
ـ ذكّروهم بضرورة الرجوع الى الله عز وجل بعد الأخذ بالاسباب.
ـ شاركوهم في معرفة احتياجاتهم العاجلة أفراحهم وأحزانهم، فهؤلاء بشر.
ـ أعطوهم من الثياب والاكل وما يحتاجونه فإنهم يناظرونكم.
ـ أشعروهم بأهمية «المشاركة الانسانية» لأن إسلامنا علّمنا هذا.
ـ أعطوهم حاجتهم للراحة والاطمئنان.
٭ ومضة: الخادمة والسائق والطباخ «بشر يعيشون بيننا» وفيهم ما يعتري البشر من ضعف وقصور وخطأ، فلا تحول غضبك الى الانتقام والتشفي، وتذكر «الجزاء من جنس العمل»، واعلم ان كل واحد فيهم له فهم على قده!
احذروا في هذه «الجائحة» أساليب الايذاء من اعتداء جسدي ومعنوي وتهديد بالتسفير والخصم والإيذاء بكل انواعه، والوصية من نبينا صلى الله عليه وسلم «لا تغضب»!
ولله الحمد والمنة ان كثيرا من هؤلاء «العمالة المنزلية» لهم مدد طويلة في العمل عند الأسر الكويتية التي تعاملهم وترفق بهم وتعينهم وتفي بحقوقهم.
٭ آخر الكلام: اليوم كلنا نعيش اجواء كورونية والحظر زاد، ومن المحتمل ان يكون «كليا» عما قريب، لأن الناس لا تنتظر وتقعد في البيت ما قد يزيد من «القلق والحنق والزعل»، فالحذر كل الحذر من ظلم هؤلاء المساكين العاملين في بيوتنا والاعتداء على من تحت يدك، ولتحذر دعاءهم علينا فلا تسب ولا تشتم ولا تضرب ولا تهن ولا تكلفهم ما لا يطيقونه، وأعطهم وقتا للراحة ولا تحرمهم من الاكل والشرب، واعلم انهم بحاجة الى ان يحولوا رواتبهم لأهاليهم في ديارهم ويحتاجون جهاز نقال ليتكلموا معهم ويطمئنوا عليهم، فلا تمنعهم!
٭ زبدة الحچي: الكويتيون منذ القدم رحماء ويكرهون الظلم ولا يمارسون الا ما يرضي الله فيمن ولّاهم أمرهم، والناظر في التاريخ والواقع يجد «حكامنا» فيهم هذه النظرة المتوازنة للامور «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
ان هؤلاء الذين يسيئون للعمالة المنزلية انما يمارسون ظلما وجورا، وهذا له عند الله حوبة!
وشكراً من القلب لكل اسرة كويتية، وهم ولله الحمد الاكثرية الذين يطبقون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه»، والكثير منهم يعطي هذا الخادم او السائق او الطباخ صدقة غير الراتب في مناسبة الاعياد وقدوم رمضان او لوجود «ظرف» مثلما نعيش الآن وباء كورونا!
إحدى القارئات واسمها «زين» تقول لي عبر الايميل: يا استاذ، والله انني أستحيي أن ألبس ذهبا امام العمالة المنزلية! فقلت لها ردا: جزاك الله خيرا على مراعاتك نفسيتها الضعيفة ومشاعرها!
العمالة المنزلية أمانة الله عندكم.. في أمان الله.