[email protected]
نعيش الآن سيد الأوقات والشهور وموئل الرحمات والحبور!
هو بلا شك جوهر العقد في جيد الشهور!
قالوا: وباء الكورونا سيجعل الناس في خوف فيفطرون ولا يصومون ويأخذون بالرخص، وإذ بأطفال دون الست يصومون!
الكل عندنا حتى «عسكرنا» وهم يقومون بمهامهم بكل همة صائمون رغم «الحر» والجهد والبذل وتحمل المسؤوليات، لأنهم «يقدسون رمضان المعظم».
الجميع بلا استثناء يريدون تسجيل أسمائهم مع الأبرار الذين رضي الله عنهم وأرضاهم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
الحمد لله أن شعبي المفضال (الشعب الكويتي) يعرف ويمارس ويفهم أن الصيام (ليس) فقط الإمساك عن الطعام والشراب، وإنما هو مظهر تعبدي من مظاهر الشرع يتجلى فيه امتثال العبد لأمر ربه وآية على حسن سلوك العبد وسيرته والمحافظة على أوامر الشرع الحنيف.
علمنا الأوائل أن رمضان دعاء وانتظار ستة أشهر حتى يبلغهم الله رمضان الفضيل ثم يدعون ستة أشهر أخرى ليتقبله منهم.
لقد طافت العشر الأولى، وعشنا ومازلنا بأوسطه، والآن احرصوا على آخره.
كلنا نعلم وعلى يقين بموعود الله عزّ وجلّ بأن الصوم هو أفضل القربات لأنه توجيهات الرب وفيه من الخير ما يفوق الحصر وفيه تمرين النفس على كبح الشهوات وتذكر أولئك البؤساء الذين لهم حق معلوم، فأخرج عزيزي القارئ من جيبك الصدقة ولا تتردد، فأنت تضعها في مصرف الخير.
ومضة: قارئي الكريم.. ما أسرع قرب انتهاء شهر رمضان، مر كالطلقة، وأنت الآن تقف على باب علام الغيوب فتذوق حلاوة إيمانك تفز بالدارين.
وانتبه: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب.. فالعبد لما زرع حاصد!
في مدرسة الصيام - حكم وأحكام - فلنتعلم ونرتق بصيامنا لكي نصل بالنفس الى حقيقة التقوى والترفع عن الدنايا وترك النوازع والرغبات وعصمة النفس عن الفتنة والشهوة والتحلي بالصبر على الحرمان، والقوة في مواجهة الغريزة بالابتعاد عن الرذائل واجتناب المحرمات.
آخر الكلام: الصائم فعال للمكارم، مبادر للخير والصدقات، باحث عن (المحاويچ)، أي المحتاجين، رافعاً التراحم والتواد والتعاطف! فالصائم الحقيقي هو من يلتزم جانب الأدب والوقار ما أمكنه ذلك، والذي يحفظ نفسه عن كل ما يعد دناءة وخسة.
زبدة الحچي: الصوم أشقّ التكاليف على النفوس فهو المانع لها عن الشهوات، الفاطم لها عن المؤلفات. الصوم رياضة النفس وارتفاع بالإنسانية إلى أُفق كريم وطاقة في ميدان الجهاد.
شاهدت بعض الأعمال مثل (أم هارون - محمد علي رود)، وأعتقد يقينا أن «كتّاب هذه الأعمال» إنما هدفهم جيب المشاهد لا فكره، كما ان أحداث ووقائع المسلسلين أبدا لا تمثل ثقافة أهل الكويت وأهلنا في بقية أقطار دول الخليج العربية، فليس من المعقول في مجتمعات محافظة مثل الكويت والبحرين أن كان بها هذا الكم من «المغازل» والسفور، مع تطويع الأحداث التاريخية لسلوكيات وقتية حينذاك غير صحيحة، وهذا تزييف للتاريخ والوقائع للأسف الشديد.
يحاول الجهلة إدخال التطبيع بطريقة (فجة وبايخة) لجر جيل كامل نحو كم هائل من المغالطات التاريخية بهدف تمرير الواقع المقبل في صفقة القرن.
الصيام الحقيقي في هذا الزمان هو أن نحجم عن مشاهدة مثل هذه الأعمال الهابطة ونلتفت الى صيامنا وقيامنا بكل سكينة ووقار.
اللهم تقبل منا صالح الأعمال وتجاوز عن السيئات.. في أمان الله.