[email protected]
الخبّ في لهجتنا الكويتية له أكثر من معنى، فالأكثرية تعرف أن الخب هو العدو السريع!
والخبّ أيضا (الخداع - الخبث - الغش)!
يُقال رجل خب: خداع غشاش!
قال الشاعر:
وما أنت بالخب الختور ولا الذي
استودع الأسرار يوما أذاعهاإذن الخبّ من أسوأ الصفات في الإنسان الذي يخبّ واقع صالح الأمور، ولذا لا عجب أن قال الأعرابي: لست بخبٍّ!
«كورونا» ورياح الخب.. هذا هو عنواني لهذا الوقت الذي عشناه من عام 1441هـ الموافق 2020م حيث اجتاح العالم وباء كورونا وحدثت خسائر في الأرواح وانهيارات في الاقتصاد العالمي وتهاوت أسعار النفط وانهارت حكومات ودول عظمى وانكشفت الحقائق وحدثت أيضا (سرقات)، لأن الفاسدين في كل زمان ومستغلي الكوارث والحروب والأوبئة عبر التاريخ لهم مكانهم في الأحداث!
أعود لكمة (خب) في التاريخ الكويتي، وسأوضح علاقتها بوباء كورونا!
يحدثني والدي - رحمة الله عليه - عن (الخبّ) عندما مر به وشاهده وهو يعمل (بحارا) مع النوخذة أحمد القصار - رحمه الله - لأول مرة وحدث أمر عظيم، وهو (هيجان) البحر!
يقول والدي: كنا نسير في لجة الليل وأنا (سكوني)، أي ماسك دفة القيادة في اليوم وحمالنا (بضاعتنا) (عيش - رز) مقفين من بحر الهند باتجاه الجزيرة العربية بحر العرب وإذا بريح صرصر عاتية قوية تحجب عنا نجوم المغائب، وهنا تحول الهواء من رطب إلى رياح شديدة، وحبال السفينة تصرر، أي تصدر أصواتا وتحول (الوقت) إلى ظلام دامس والأمواج ترتفع أمتارا وخيم علينا الخوف، ولا تسمع إلا الدعاء يا الله!
هنا أمرنا «النوخذة» برمي حمولة المركب بالبحر حتى يرتفع غاطس السفينة!
وهكذا بأمر الله نجونا بعد أن رمينا البضاعة ومرت أيام على هذا الحال حتى وصلنا الى الميناء، وكلنا لا ينسى رياح الخب الشديدة التي عانى منها نواخذة الكويت وأخذت كثيرا من السفن والأبوام والمراكب مثل سنة الطبعة!
وهكذا هي (كورونا الخب) داهمتنا وكلاهما خب!
اللهم ارفع كورونا والخب عنا.
٭ ومضة: حياتنا لم ولن تخلو من (الخير - الشر)، والبلاء والوباء مشتق من الشر والبلية، ونسأل الله عز وجل أن يرفع عنا الوباء ويرزقنا الشفاء والعفو والعافية والمغفرة في هذا الشهر الفضيل، خاصة ونحن نعيش آخره في تهجد وتبتل لعل الله يزيح الوباء عن البلاد والعباد.
٭ آخر الكلام: قديما الكويتيون من أجدادنا وآبائنا مرت عليهم أقدار تحملوها مع الصبر والدعاء وهذي الكويت مر عليها من البلاوي ما يصعب حصره من الأمراض الوبائية وسنة الطبعة والهدامة (التي محت بيوت الكويت لأنها من طين).
نعم.. الكويت قديما مرت عليها كثير من البلاوي، لكن الله لطف بها وبأهلها الأخيار!
٭ زبدة الحچي: في (خب كورونا وفيروسها العاصف بنا وغيرنا من شعوب الأرض) تكشفت حقائق وتكشفت أخلاقيات، تعرت حكومات وشعوب، ورفع الله قدر حكومات وشعوب، وسيظل الشعب الكويتي الأبي العزيز الأصيل (يتذكر) من وقف معه! ومن جار عليه!
الجور طريق (معوج) إن كان فعلا أو كلاما أو سلوكا بعكس (الجيرة)! وهي من المجاورة!
الكويتيون القدامى بعضهم جاوروا مكة المكرمة والمدينة المنورة..
والكويتيون مازال من يحظى بجوارهم يسعد، بس لا يدوس لهم على طرف!
الكويتيون طيبون متسامحون لكن (كورونا الخب) قد تغيرهم!
.. في أمان الله.