[email protected]
ثقافة المسلم اليوم ضرورية لمواجهة مد الإلحاد والتشكيك في الغيبيات خاصة مع ظاهرة المسلسلات التي صارت تزوّر الحقائق التاريخية (أشكره)!
الإسلام كما عرفناه نحن (أمة الإسلام) هو دين الله الذي أكمل به الديانات السماوية التي نزلت، ولهذا ينبغي ان يكون «المسلم» محصنا خلقا وعلما وإيمانا وعملا.. كيف ذلك؟
إسلامنا عقيدة وشريعة وإيمان وعمل، والعقيدة والشريعة (توأمان) لا ينفصلان، والآيات كثيرة تقر بهذه الحقيقة:
ـ (وبشِّر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) البقرة: 25.
ـ (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) النحل: 97.
أركان عقيدتنا وإيماننا يقوم على: التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
ضرورة أن يعرف المسلم الموحد الله بأسمائه وصفاته وأن هناك ملائكة كراما بررة وهناك إبليس وجنده من الشياطين وان يعرف الأنبياء والرسل عليهم السلام الذين اصطفاهم الله عز وجل لتبليغ رسالاته الى الأمم الماضية وان يعرف اليوم الآخر (يوم القيامة) وضرورة ان يعرف الجنة والنار والإيمان بحتمية القضاء والقدر.. كل ذلك ضرورة لتحقيق ما نسميه بالعقيدة والتوحيد.
إن الدين عند الله الإسلام، لأنه آخر الرسالات السماوية، وهذا يعني ان الإسلام هو دين جميع الرسل والأنبياء وهو دين الله الخالد، أما شرائع الرسل والأنبياء فكل منها في مناسبات لأزمنة سابقة، وقد أثبت القرآن ذلك في قول الله عز وجل: (لكلٍّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) سورة المائدة: 48.
في قرآننا الكريم وأنت تقرأه في العشر الأواخر تدبر ما ذكر فيه من قصص الأنبياء، وأيضا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحمل (الثناء) على إخوانه الأنبياء من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة ليس بينه وبيني نبي، والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد».
ـ وقوله صلى الله عليه وسلم: أتدرون مَن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: إنه يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام.
وقوله صلى الله عليه وسلم: رحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر.
ـ ولقي الرسول صلى الله عليه وسلم فلاحا من النصارى بالطائف فقال له صلى الله عليه وسلم: من اي البلاد انت؟ فقال النصراني: من «نينوى»، فقال صلى الله عليه وسلم: من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟ فسأله النصراني: وما يدريك ما يونس بن متى؟ قال: «ذلك أخي كان نبيا وأنا نبي».
٭ ومضة: المسلم يؤمن بالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم، ومثلما يوجد مسلم متطرف فهناك نصراني متطرف ويهودي متطرف، أما عن تمييزنا بين اليهودية كدين والصهيونية، نعم.. نؤمن باليهودية ونعادي الصهيونية، لأنها تعادينا كعرب ومسلمين موحدين لا نعترف باغتصابهم لفلسطين وإخضاعهم للأقصى المبارك وقبة الصخرة والقدس الشريف.
والناظر في القرآن هناك أكثر من 63 آية تحذِّر من مكر اليهود.. ليراجعوا ماذا يعلمون أطفالهم الآن في المدارس والتعليم.. كره العرب والمسلمين.
٭ آخر الكلام: على المسلم ألا يخوض كثيرا في الكتب السماوية التي نزلت: التوراة على موسى والإنجيل الذي أنزل على عيسى والزبور الذي أنزل على داود وصحف إبراهيم.
امتاز القرآن الكريم بأن الله حفظه من التحريف الذي أصاب الكتب السابقة، كما ان آياته تشير الى تطابق علومه مع معجزات الاكتشافات العلمية على مر العصور، وقد شهد علماء الكيمياء والطبيعة والفلك وغيرها من العلوم، وهم من غير المسلمين بهذه الحقيقة.
٭ زبدة الحچي: ما أجمل وصف الله عز وجل للقرآن، انظروا وتدبروا:
ـ (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله).
ـ (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
ـ (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
ـ (وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).
ـ (إن هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون).
المطلوب اليوم في الزمن الكوروني أن نقرأ كتاب الله ونتدبره ونؤمن بالكتب السماوية والأنبياء عليهم السلام، كما أرشدنا الإسلام والقرآن، قال تعالى: (قولوا آمنا بالله وما أُنزل إلينا وما أُنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) البقرة: 136.
قارئي الكريم: النبوة ليست نبوغا عقليا ولا عبقرية شخصية ولا تكتسب اكتسابا ولكنها مرتبة روحية فوق النبوغ والعبقرية، هي اصطفاء من الله لبعض أفراد من البشر خصّهم الله بصفات الإدراك الروحي والقدرة على تلقي وحيه!
.. في أمان الله.