[email protected]
نحن اليوم نعيش ثقافة جديدة في ظل معايشة مع وباء كورونا وحتما هناك أمور مستجدة تتطلب (فتوى وإفتاء).
يجب علينا الآن ان نزرع في نفوس الأبناء (حشيمة للمفتي)؟
آن الأوان أن تبادر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمبادرة كسر حاجز الصمت وإطلاق حملة في أدب المفتي والمستفتي!
كلنا نعلم يقينا اهمية الدين في حياتنا وأمورنا ومن يفتي له مكانة عالية ومقاما أسمى لأن المفتي يصدر الفتاوى والأحكام ويقرر المسائل والدلائل وفق الكتاب والسنة، ولهذا فهو يحظى بمكانة رفيعة في نفوسنا، وأحيانا أعرف تربية الشخص من طريقة طرحه السؤال، مما يجعلني انبه الآباء والأمهات الى ضرورة تعليم الأبناء منذ الصغر احترام من يصدر الفتوى والتأدب معه في الحوار والسؤال!
أما من ناحية المفتي فهناك ايضا آداب خاصة به وشروط ونظم ولوائح تملكها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وأيضا وزارة العدل وإدارة الفتوى والتشريع، غير أن هناك أبجديات عامة نعلمها (نحن) العوام، تربينا عليها وننقل الى من بعدنا ضرورة الالتزام عندها وأيضا هناك خطوط حمراء ينبغي للمفتي ان يلتفت لها ويتمسك بها، مثل الاخلاص لله وأن يضع ربه بين عينيه مخافة من بطشه وأن يحكم بالحق والصدع به، وبعض القضاة رأيناهم يعتذرون عن عدم مواصلة بعض القضايا وبعضهم يرجعون ان اخطأوا في فتاواهم!
التورع من المفتي شيء جميل خاصة هذا الذي يحذر في قضايا مستجدة ان يفتي بغير علم.
اليوم وباء الكورونا احيانا يتطلب فتاوى وهنا يحذر من التساهل في الفتيا، لأن هذا الوباء مستجد وقضاياه جديدة ويتطلب من المفتي التريث للتدبر وفهم السؤال وعدم الاستعجال في الجواب او تتبع الحيل المحرمة والرخص المكروهة والإفتاء بالأقوال الشاذة والضعيفة خاصة عند الفقهاء وأن يميل في فتواه مع المستفتي.
هذا الموضوع خطير ويتطلب الآن وجود (لجنة شرعية) من أصحاب الاختصاص ترجع إليها الامور التي فيها اسئلة شرعية حيال قضية ما في زمن هذا الوباء، مما يتطلب سرعة في الرد والرد الفردي لا يفيد مثل رأي اللجنة المختصة بالفتاوى!
نحن في زمن تحتاج فيه الفتوى الآن بخصوص وباء كورونا الى ما يسمى بالطمأنينة للمفتي
والمستفتي.
إن الفتوى في هذا الزمن تحتاج الى (زمرة صالحة) من حملة الشريعة وذوي الاختصاص خاصة من أولئك الذين هم من أتقى الخلق في سيرتهم وأخشاهم لله تعالى.
٭ ومضة: ما أحوجنا الى فتوى ليس فيها تسرع وفيها ورع وخوف ومفت (عالم) يعي القضية ويفتي بما رزقه الله من علم وقياس احتمالات الصواب ويحمل صفة (المفتي) وكل شروطه، ومرتكزه دائما الكتاب والسنة والدليل الشرعي مستندا للفتوى بدليل عليها وتحري الدقة بالتثبت بفهم السؤال ومحاورة السائل ومراعاة قصد الشارع واعتبار المصالح والمفاسد ومراعاة مآلات الأحكام والاخذ بالاحتياط والحيطة في الفتوى.
٭ آخر الكلام: عندما تكون هناك (لجنة شرعية) مختصة بكل فتاوى زمن كورونا قد تكون كافية لرفع الملام عن المحتجين وداعمة لجهود المجتهدين في الاحكام المستجدة لأن الخروج من (الخلاف) مستحب وله جمهوره وايضا له منزلة عالية بين قواعد هذه الشريعة الغراء.
٭ زبدة الحچي: ما أطرحه طرح عميق يحتاج الى روية وقرار من اولي الامر، فالكويت اليوم تدور كلها حول قضايا مستجدة في الوباء تتطلب فهما شرعيا وعلميا، وهذا لا يحل بالقرار الفردي وإنما بمدارك المجتهدين لفهم قصد الشارع بعيدا عن الإجماع او القياس تحليلا او تحريما.
منّ الله على المسلمين بشريعة محكمة صالحة لكل زمان ومكان فلا تنفك حادثة عن حكم الله تعالى فيها ولا نازلة إلا ويجد (المفتي) نصا من النصوص ما يدل عليها ويبينها وفق الأدلة الشرعية والمصالح المرعية.
انا كل تخوفي من جرأة المفتي على الفتوى مما قد يدخلنا في اشكالات لا حصر لها!
ليت وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة العدل وكلية الشريعة في جامعة الكويت تناقش هذه القضية المستجدة (فتاوى كورونا).
ان ثمة ملفات ساخنة في هذا الوباء في زمن الآن الكويت تصرف فيه دم قلبها من مواردها المالية الآنية والمستقبلية!
قال الشاعر:
قد رشحوك لأمر إن فطنت له
فاربأ بنفسك ان تُرعى مع الهملِ
لدينا مشاكل كثيرة اقتصادية واجتماعية وتربوية وتنموية تفتقر الى لجنة متخصصة تطرح المسائل الشرعية عليها لتفتينا!
انها دعوة لا إفراط ولا تفريط فيها، ونحتاج الى هذه اللجنة الشرعية عاجلا غير آجل خاصة ان كورونا لها فتاواها الخاصة بها وحدها!
تكفون اتمنى لا يكون العذر، الآن نحن في وباء ونتبع الرخص!
ان تشكيل (هيئة - لجنة) مقام المفتي الاوحد امر مطلوب في هذه المرحلة وهذه الجهة الرسمية الخاصة بفتاوى كورونا ضرورة ملحة وكلنا نحتاج اليوم الى (سعة الافق) فلا تعصب الا للحق، وعندنا من عيالنا ابناء الكويت من يستحقون ان يكونوا اعضاء في هذه اللجنة او الهيئة بعيدا عن سياسة هذا ولدنا!
مقالة اليوم تحتاج الى افق واسع وليس نظرة عند موطئ القدم.. في أمان الله.