[email protected]
كنا في أعيادنا السابقة نستعد للعيد خاصة عيد الفطر السعيد بالملابس الجديدة وبمختلف أنواع الحلويات والمكسرات والمقبلات (لجمعة العيد).. الأسر والأصدقاء الكل يتبادل التهنئة: «عيدك مبارك»، إضافة إلى ذهابنا إلى المساجد أو الساحات لأداء صلاة العيد وسماع الخطبة وتبادل التهاني مع رواد المسجد والجيران والأحباب، غير أن هذا العيد غير، فهناك فقط سماع التكبيرات من وراء حجب! نسمع الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله من مكبرات المسجد ونصلي في بيوتنا.
نحن معشر المسلمين لنا عيدان اثنان، عيد الفطر وعيد الأضحى، وهما عيدان دينيان، فـ«الفطر» شكر لله على الصيام والقيام، و«الأضحى» شكر لله على الحج.. وكلاهما أداء لحق الله عزّ وجلّ، ولحق الإنسان والنفس في أن تفرح مع الأهل والأصحاب، لهذا نجد في العيد لبسا جديدا وبهجة في الوجوه وفرحة في القلوب وحلاوة في القول «عيدك مبارك» وسعة في الإنفاق والعطاء الذي يشمل الجميع خاصة الأطفال الذين ينتظرون (النوط) ورقة المال بفئاتها المختلفة!
وهكذا يمضي العيد ففي حياة جيلنا أحببنا (الدوارف) أي المراجيح المختلفة وركوب الحمير والأحصنة التي تؤجر في العيد بساحات التجمع في كل أرجاء الكويت.
ثم جاء عصر عيالنا الذين وجدوا فرحتهم في زيارة المدينة الترفيهية والمطاعم والسينمات، ثم حاليا المولات وتأجير الشاليهات او ارتياد الجواخير والمزارع وشواطئ البحر أو الخروج الى البر إذا كان العيد في الشتاء.
ومضة: في زمن كورونا 1441هـ الموافق 2020م تغيرت فلسفة العيد، فأصبحت «لا زيارة» للأهل والأصدقاء، و«لا تجمع» إلا في البيت الواحد، واستخدام كل الاحترازات خاصة مع الأغراض القادمة إلى البيت، فتعقم قبل ان تدخل البيت وحتى يمنع لمسها إلا بعد التطهير والغسل للوقاية من خطر انتقال فيروس كورونا اللي قلب رؤوسنا بحميته «الغثيثة» أي الثقيلة.
آخر الكلام: كان العيد ثوابا عن فترة صيام وقيام، وألفة بين الناس، وتعميما للخير والاستبشار والفرحة التي محلها القلب، وكانت الناس راضية ومبسوطة، لكن الآن (العيد) كأنه يوم عادي في التقويم (عيد الفطر).
زبدة الحچي: يجب أن نقول أولا: الحمد لله، نعم لقد تغير أسلوب ونمط التعامل مع العيد، لكن دعونا نتفاءل ونذكر الله ونطلب منه عزو جل أن يرفع عنا البلاء والوباء ونزيل من رؤوسنا اليأس ونضحك ونخابر كل أهلنا عبر النقال وبالكاميرا ، ولا نسوّف لنجد وقتا كما كان في الأعياد السابقة، فقد تغيرت الأوضاع والأحوال، وفلسفة العيد هي: «عيدكم مبارك».. عساكم من عواده!
وأنا أكتب مقالي والله تذكرت: قيس وليلى، وقيس ولبنى، وجميل وبثينة، وكثير وعزة، وعروة وعفراء، ومي (أو مية) وذو الرمة، وتوبة وليلى الأخيلية، والعباس وفوز، وروميو وجولييت.. ماذا لو كانوا عايشين معنا؟!.. أكيد كانوا راح يكسرون الحظر ويخلون معالي وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح والدكتورعبدالله السند يذكرونهم في تقاريرهم اليومية!
بعد هذا كله.. ليت الناس تهدأ، لأن سلامة القطيع مهمة!
لا ما يقوله أصحاب التعجل في فك الحظر.
وبين هذا وذاك، يبقى العيد سرا من أسرار الحياة وروح الوجود!
«عيدكم مبارك» يا أهلنا في الكويت والخليج والوطن العربي وفي مشارق الأرض ومغاربها.. كل عام وأنتم جميعا بخير.. ومن غير كورونا!
في أمان الله.