[email protected]
اشهد يا تاريخ أنه تم تزوير تاريخ المرأة الكويتية في زمن انتشار وباء «كورونا» سنة 1441هـ - 2020م!.. كيف؟
شاهدت مسلسل «محمد علي رود» و«أم هارون» وغيرهما وسأتكلم في جزئية تخص «المرأة الكويتية» القديمة التي تمثل جداتنا وأمهاتنا وعماتنا وخالاتنا (معقولة) كنّ بهذا السوء؟
كلهنّ (مغازلچيات) وكلهن يضربن؟ وكلهن عاصيات؟ لم كل هذا التطاول؟
وكلهن لديهن تاريخ وأسرار و«حبني وأحبك»؟!.. كنّ يتغطين من التلفزيون عندما ظهر؟!
إذا كان كتبة نصوص هذه المسلسلات يزوّرون التاريخ، إذن ما دور لجنة إجازة النصوص؟ لماذا تسمح بهذه الحوارات الهابطة والمناظر الكاذبة المزورة؟
هل شاهدوا هذا الكم من الصور المزيفة للمرأة الكويتية القديمة التي هي تاج على الرأس ووسام على الصدر وسأذكر لماذا؟
المرأة في الكويت القديمة اسألوا عنها مثلا الشيخ محمد الشيباني الذي أصدر مؤلفا حولها في 1433هـ - 2012م وهو بحق ما يمثل (أمهاتنا الفضليات) هذه المرأة المكتسية بالسواد لا تقف كي تغازل أو تحاور أو تناقش الرجال «أشكره» كما رأيت في هذه المسلسلات للأسف.
المرأة الكويتية الكريمة العفيفة المكافحة كانت ربة بيت من الطراز الأول، هي مربية الأجيال التي ذهبت والحالية!
المرأة الكويتية التي أظهروها في هذه المسلسلات بما ليس فيها زورا وبهتانا مسؤولية من اجازوا هذه النصوص كي يُظهروا (أمهات الأمس الفضليات) بهذه الصورة القبيحة، وهذا طبعا مقصود وواضح وليس له عندي تفسير الا أنه (جهل) من اجاز لهم اظهار المرأة الكويتية القديمة بهذه الصورة، تلك المرأة التي عاشت صابرة، همها أن توفر لبيتها ما يحتاجه طيلة غياب الزوج في رحلتي السفر والغوص!.. وهي تستحي من خيالها حياءً وعفة.
كان الرجال يذهبون تاركين البيت والولد والأجنة في بطون الأمهات وكانت هذه (المرأة المستترة) قانعة بما قسم الله لها، تتحمل من أجل بيتها واستكمالا لدورها ورسالتها.
هذه هي أمي وأمك، جدتي وجدتك (عزة وشرف ونبل) وليس كما عرضوا في هذه التمثيليات من (دسّ) مرفوض.
اعرضوا صورة المرأة الكويتية التي تغسل ثياب اسرتها على شاطئ البحر.. لا واقفة تترقب مجيء حبيبها.
ما كانت تغادر المرأة الكويتية القديمة منزلها إلا لضرورة وإذا أرادت اللقاء فهو في منزلها مع أسرتها وبحضور الأبناء ولا تخرج ليلا أبدا، اللهم إلا لطبيب أو طارئ قوي وبصحبة النساء اللاتي معها بالبيت.
ومضة: كانت نعم تذهب إلى السوق لتتسوق وتشتري احتياجاتها وليس للحديث والسوالف مع أصحاب (الدكاكين) اي البقالات كما رأينا في هذه التمثيليات الهابطة المزورة للتاريخ والأحداث.
المرأة الحضرية والبدوية كلتاهما صنعتا بيوتا ورجالا، خرجن من بيوتهن اما لشراء حاجة او بيعها مشيا على الاقدام دون التوقف هنا وهناك ومخالطة الرجال او التحرش بهم؟
يشهد على هذا سوق «واجف» والصفاة والفرجان.
والله نساء الكويت القديمات تعبن في حياتهن خاصة (نقلة) الماء وأحيانا جلبه من السفن الى البيت محمولا على الرأس.. نعم بعض الأسر كان يصلها الماء بواسطة الكندري بالصفائح او المهري على ظهر حماره!
حريم قبل حلبوا الشاة والماعز والبقر وأنشأوا مصانع ألبان وأدخلوا غنمهم مع قطيع (الشاوي) من أول النهار حتى مسائه، عدا عجن الخبز وإعداد الطعام، وكانت الأم هي التي تقوم ايضا بدور الممرضة اذا مرض احد في بيتها فتداويه بالأعشاب والأدوية.
كانت الأم تحرص على رش بيتها بالمبيدات الحشرية ذاك الوقت مثل (د.د.ت) حتى تطهر منزلها وبيتها من الأمراض والقوارض.
آخر الكلام: مسؤولية من هذا الكم السلبي المزور للحقائق في هذه المسلسلات الهابطة التي أصابت تاريخ أمهاتنا وجداتنا؟
المرأة الكويتية متدينة بطبعها وبيئتها تشجعها على هذا الأمر، فهي محافظة على كل أركان دينها، وأمهاتنا وجداتنا حريصات على كل أمور الطهارة بكل معانيها يا كتّاب النصوص.
حسافة والله على سعد الفرج ومحمد المنصور وحياة الفهد وعبدالعزيز النبهان بعد هذا التاريخ الطويل: كيف تسمحون لأنفسكم بعد هذا العطاء الفني والوطني تلويث صورة «المرأة الكويتية» القديمة؟
كن مدارس في الأخلاق رغم الشقاء والحرمان والفقر.
زبدة الحچي: يقول (فوجن) الجندي البريطاني الذي شارك في موقعة الرقعي عام 1345هـ - 1920م: معظم الشوارع تقود إلى السوق، حيث تجلس النساء (المنتقبات) على الطين أو الرمل ويحمين أنفسهن من الشمس بنوع من الحصير ويبعن الطعام الذي لا نعرف أصله وماهيته بسبب كثرة الذباب الذي يغطيه.. ولم يقل عن كشف الوجوه والمغازل بالأسواق والفرجان والشواطئ كما رأينا في هذه التمثيليات التي زورت التاريخ لدوافع الله يعلمها وللأسف الشديد.
من يحاسب لجنة النصوص التي أجازت الإساءة للمرأة الكويتية القديمة؟
عيدكم مبارك وعساكم من عواده، كل عام وأنتم بخير.. في أمان الله.