[email protected]
هؤلاء من الصفوف الأولى التي تكرّم ونطالب بحفظ حقهم من النسيان!
اقتضت حكمة الله تعالى في هذه الدنيا الزائلة أن الإنسان مهما عاش وطال عمره، فإن مصيره إلى الزوال والانتهاء، فيقبض الله روحه ويوارى جثمانه الثرى ليجد نفسه في يوم - لا يعلم ميعاده إلا الله عز وجل - واقفا بين يدي رب العالمين للحساب، فلا يجد أمامه إلا ما قدم من أقوال وأعمال وسلوك!
تعالوا في البداية نحيي إخواننا وأخواتنا في داخل الكويت وخارجها ممن يعملون في خدمة «الجنائز» ونعلم اليوم خطورة بعض من الموتى الذين توفوا بإصابة من «كورونا» رحمهم الله!
قلوبنا وضمائرنا تدعو إلى هؤلاء الإخوة والأخوات الذين يتعاملون مع الموتى وغسلهم وتجهيزهم للدفن، وكلنا نعلم أن الموت يرتج له قلب الإنسان ويقشعر منه بدنه خوفا من أن يأتيه بغتة! فما بالك وأنت تعيش عصر «كورونا» في سنة 1441هـ الموافق 2020م؟
ولذا وجب التنويه والتذكير بأناس (أفاضل) رجال ونساء هنا في الكويت وفي كل مقابر العالم يقومون بواجبهم على خير قيام، فلهم منا (تحية) ولهم منا (شكر) على جهودهم المباركة، فمن أعظم البلاء أن ينسى الإنسان ذكر الموت ويتشاغل عنه وينسى (هؤلاء) الأبطال الذين يتعاملون مع الموت على مدار الساعة، فبوركتم وحفظكم الله من كل سوء عما تعملون. عزيزي القارئ الكريم داخل الكويت أو خارجها اجلس في ساعة من وقتك وعلّم أطفالك وأبناءك وعيالك فضل هؤلاء الأبطال الشجعان الذين يواجهون الموت يوميا وهم يقومون بأعمالهم ومسؤولياتهم!
(كل نفس ذائقة الموت) آل عمران 185.
ناقش وحاور الأبناء وخدمك وعمالك والعاملين عندك.. ماذا أعددت للقاء ربك؟
وهل تذكرت في العيد هؤلاء العاملين في المقابر على الأقل بدعاء لهم يحفظهم؟
ينبغي علينا جميعا أن نتذكر هذه (الفئة المنسية) من المجتمع!
ترى هؤلاء آباء وأمهات وعندهم (عيال) ولهم احتياجاتهم وعليهم مسؤوليات وإيجارات ومتطلبات حياة.
آن الأوان أن نصحو ونشاركهم على الأقل بالتشجيع لهم حتى يحصلوا على الدعم المعنوي، فوالله إنهم يستحقون هذا الأمر العاجل!وأرى إضافتهم إلى الصفوف الأولى التي واجهت وباء وفيروس كورونا لأنهم بالفعل أبطال رجال ونساء، فلا تنسوهم من التكريم!
٭ ومضة: على أولياء الأمور وقادة المجتمع ورؤساء مؤسسات المجتمع المدني والإعلاميين والكتّاب والمعلمين والدعاة والشرائح الواعية في المجتمع (بيان أهمية عمال الجنائز) والخدمات الجليلة التي يقدمونها للمجتمعات!
فهم (الصف الأول) الذي يتسلم (جنازتك) بعد المرض أو الحادث أو الاحتضار إذا فاضت روحك إلى خالقك ونزل هادم اللذات وأغلقت عيناك وآن الأوان لغسلك وتجهيزك للدفن بعد تغطية جسدك وسترك حتى لا تكون عرضة للناظرين، ونحن في الكويت نفخر بأننا الدولة التي يتم فيها (تجهيز الميت وتكفينه مع مراعاة كل أحكام الغسل ويدفن ويُصلى عليه ويحرس قبره) ولا يدفع أي مبلغ، وهناك رجال وأيضا نساء عملهم على مدار الساعة في 3 مقابر (الصليبخات - الجهراء - صبحان) تضم الموتى بعد تكفينهم والصلاة عليهم وحمل جنائزهم إلى المقابر ودفنها ثم تلقي التعازي، والآن في زمن كورونا يشترط أن يكون المشيعون من الدرجة الأولى ولا يتجاوزون العشرة ودون مصافحة والعزاء في المقبرة فقط.
٭ آخر الكلام: نحمد الله أن حمل الميت ودفنه من فروض الكفاية إذا قام به البعض سقط الاثم عن الباقين وتستطيع أن تصلي عليه صلاة الغائب.
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ نحن اليوم أحوج ما نكون إلى فقه الواقع وأجهزة الإعلام الرسمية مشغولة بالأحداث، وهذا دور نستطيع أن نمارسه عن بُعد عبر كوادر هي أساسا تملك الخبرة والمعرفة، فقط نعلمها التعامل الإلكتروني في كل تفريعات شبكة الإنترنت من تويتر وفيسبوك وانستغرام وغيرها من المنظومة العنكبوتية.
كلمتي الأخيرة: لا تنسوا العاملين بالمقابر، فوالله هم بالصف الأول وممن يستحقون التكريم والإشادة والفخر..
في أمان الله..