[email protected]
الأنتيفيون خرجوا للعالم في الثلاثينيات ثم ناموا «نومة أهل الكهف» ورجعوا الآن ملثمين يحملون شنطا خلف ظهورهم.. فمن هم؟
يذكر القراء الكرام أنني كثيرا ما كتبت عن «الفوضى الخلاقة» التي حاولت الولايات المتحدة الأميركية تصديرها لنا على شكل «الربيع العربي» وياما قلت (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين - الأنفال: 30).
شن الرئيس ترامب في تغريداته مؤخرا على منظمة أنتيفا وحملها مسؤولية تأجيج الأوضاع في الولايات المتحدة الأميركية بعد مقتل المواطن الأميركي (فلويد) أثناء اعتقاله في مينابوليس بولاية مينيسوتا.
فما هي «أنتيفا»؟ وما تاريخها؟ خاصة بعد أن وصمها الرئيس الأميركي ترامب بالإرهاب.
يسجل لهذه المنظمة اليوم أنها خرجت في عز اجتياح وباء كورونا للعالم لتعلن موقفا جديدا في سنة 1441هـ الموافق 2020م.
في السبعينيات مع المد القومي والبروز اليساري وتأثر كثير من الشعوب العربية بالمد القومي واليساري سمعنا بحركة «أنتيفا» اليسارية المناهضة للفاشية والمعارضة للرأسمالية، ويقال إنها حركة ظهرت معادية للفاشية في إيطاليا في العشرينيات ثم انتقلت إلى البلدان الأخرى مثل الولايات المتحدة.
وقد ظهرت في بداية الثمانينيات تندد بسيادة البيض وحركة «حليقي الرؤوس» وضد أنصار «كوكلوكس» البيض الذين ظهروا في الولايات المتحدة وكندا الحاملين لواء العنصرية البيضاء ضد السود.
أيضا كشفنا بعد سقوط جدار برلين ظهور (مع - ضد) مع الفاشية والنازية واليمين المتطرف.. وآخرون يرفعون الشيوعية والفكر اليساري.
«أنتيفا» حركة كانت سرية وليس لها زعماء معروفون وإنما أنصار في كل العالم ويصعب حصر عددهم، وقد نشطوا قبل وبعد وصول الرئيس ترامب لوصفهم إياه بالعنصرية والاستبدادية وكراهية الأجانب وباستخدام العنف.
أعضاء «أنتيفا» يسعون أثناء حراكهم العالمي الى منع (اليمين المتطرف) من ترويج أفكاره، وهذا أحدث في أكثر من مكان عنفا.
لقد ظهرت «أنتيفا» بعد نهاية الحرب العالمية الثانية نتاجا لسياسات الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني حينها ظهرت حركات مناهضة للفاشية في إيطاليا وألمانيا وأميركا.
أول من دعم حركة أنتيفا حركة النقابيين الاشتراكيين المهاجرين إلى إيطاليا وأخذوا على عاتقهم معارضة سيادة البيض والانتصار للجنس واللون على حساب الحقوق الإنسانية التي يتساوى فيها الجميع.
ومع مرور الزمان صارت اليوم مصدر «إلهام» للحركات المناهضة للعنصرية في أوروبا وأميركا.
الرئيس ترامب أعطى «أنتيفا» اليوم صك الحياة من جديد، وإذا عمل على تسميتها بـ«منظمة إرهابية» فسيواجه تحديا خطيرا فيما يخص الحريات والرأي.
٭ ومضة: ظهور «أنتيفا» في الزمن الكوروني حمل الكثير من الدلالات التي يمكن أن تضع الرئيس ترامب في مأزق حقيقي ومستقبله السياسي، خاصة أن من يراقب شاشات التلفاز يعي حجم التظاهرات المنتشرة ضد سياسات ترامب والمواجهة لإدارته والتي نلاحظ أن رقعتها تزداد داخل أميركا.
حاولت أن أفكك اسم «أنتيفا» فوجدت أنها تتكون من جزأين مضمونهما (العداء : Anti) و(الفاشية: FA) وهناك من يصفها بأنها منظمة شيوعية اشتراكية فوضوية.
٭ آخر الكلام: يتميز أعضاء أنتيفا بارتداء أغطية الوجه وملابس سوداء ويتحركون مجموعات بشرية صغيرة ويحاولون لفت الأنظار والانتباه الى مواقفهم للتعبير بنوع من التمرد والعنف، ومن شاهد بعض الأفلام يعرف أنهم يمارسون العنف وينبغي ألا يصل إلى القتل أو سفك الدماء.
٭ زبدة الحچي: استمعت إلى الكثير من محطات التلفاز في الولايات المتحدة الاميركية التي تخالف توجهات الرئيس وحسب خبرائها القانونيين الدستوريين يقولون: ينبغي للرئيس ترامب عدم تسمية «أنتيفا» منظمة إرهابية.
لا يوجد لـ «أنتيفا» هيكل تنظيمي للحركة بسبب سريتها، لكنها مكونة من مئات الجمعيات الحركية غير المركزية والمنتشرة في الولايات المتحدة.
رغم أن خطاب «أنتيفا» الرسمي يشدد على مناهضة العنف إلا أن أعضاء في الحركة يصرحون ويقولون إنهم يعتبرون العنف والأسلحة ضروريين للدفاع عن النفس.
لقد أشعلوا أميركا الآن بأعمال عنف ونهب، والرئيس ترامب يطالب الجيش بعدم التدخل.
الأيام القادمة حبلى بالأحداث الكورونية.. في أمان الله.