[email protected]
ترجل رجل «رمز» من الكويت على يد هادم اللذات، ورحل في ذمة الله العم المستشار عبدالرحمن سالم العتيقي عن عمر يناهز الـ 92 عاما.
احترازات «كورونا» والأوامر الصادرة في حكم الجنائز الآن بضرورة مشاركة افراد العائلة من القرابة الاولى منعتنا من ان نمشي ونحمل جنازة المغفور له بإذن الله العم ابوأنور، رحمه الله وصلينا عليه صلاة الغائب.
دفن عصر امس الجمعة 20 شوال 1441هـ الموافق 12 يونيو 2020م، وهو الوقت المستحب فيه الدعاء، ولعلها ساعة قبول نرفع فيها ايدينا الى الله عز وجل ان يرحم هذا «الفقيد المفتقد».
ربطتني بالعم عبدالرحمن سالم العتيقي علاقات طيبة منذ ان كنت في جمعية المعلمين الكويتية امينا للسر، وكثيرا ما كان ـ رحمه الله ـ يطلب التنسيق معنا كمعلمين لتلبية متطلبات المعاقين في المناسبات وعبر اعلامنا المتمثل في مجلة «الرائد» ومجلة «الاعاقة» وكذلك ما يستجد من احداث.
العمل الخيري
وزادت علاقتي به عندما كنت مديرا للإعلام في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وكان رحمه الله (مقربا) عند العم يوسف جاسم الحجي، رحمه الله، وكل رجال العمل الخيري، وفي هذا الميدان لا يخفى حجم دعمه للعمل الخيري وتشاوره الدائم مع قياداته ناصحا ومستشارا ومتطوعا وفاعلا. رحمك الله يا «أبو أنور» زرعت في الدنيا للآخرة إن شاء الله.
لقد كان مفاوضا عنيدا للحكومة في كل اللقاءات التي مثل فيها الكويت، وستظل سيرته الطيبة على كل لسان كويتي لأنه من الرعيل الأول، ومن الزمن الجميل الذي قد لا يتكرر.
وكنت اراه ايضا في ديوان العم عبدالله سلطان الكليب في القادسية، وهو احد ركائز هذا الديوان العامر بأهله ورواده، وكان، رحمه الله، مفوها ويعتز بكل من علموه بدءا من استاذه وشيخه عبدالله عبداللطيف العثمان الذي تعلم في مدرسته مبادئ القراءة والكتابة.
ويذكر ايضا، رحمه الله، المدرسة المباركية التي تعلم فيها عام 1936، كما يذكر طلائع المعلمين الفلسطينيين الذين قدموا الى الكويت ومنهم استاذه احمد شهاب، رحمه الله.
كان، رحمه الله، وفيا لأصحابه ومن رافقوه في حياته، ويذكرهم ويذكر مناقبهم ومنهم: سيد رجب الرفاعي، احمد العريفان، عبدالله العجيري، احمد اليماني، د.احمد الخطيب، ابراهيم العبدالرزاق، سعود الخرجي، علي يوسف الرشيد وغيرهم آخرون.
عمره
يقول الأخ يوسف الشهاب الذي ألّف كتاب «رجال في تاريخ الكويت» وهو يسأله عن عمره، فأجابه: كان ميلادي في 15 شوال 1346هـ وما يقابله بالتقويم الميلادي ابريل 1928، وكانت ولادتي في فريج «العتيقي» المعروف بسكته عنزه، ولي شقيقان هما عبدالله ومحمد وثماني بنات.
لقد عمل الاستاذ عبدالرحمن العتيقي طوال حياته بـ «عصامية» مبكرة، فقد عمل في عام 1943 كاتبا في دائرة التموين تحت الادارة المؤقتة للمرحوم بإذن الله العم عثمان الجيران، وكان دوره صرف اذونات التموين للسفن، وكان معه المرحوم باذن الله ناصر السعد المقهوي، وكان مقر الدائرة في محل سوق المناخ حاليا، وكان فيها حينذاك 16 موظفا، ثم ذهب للعمل في تموين الاقمشة لمدة عامين، وكان مديرها المغفور له بإذن الله ياسين الغربللي.
٭ ومضة: الاستاذ العم المستشار عبدالرحمن سالم العتيقي، رجل بألف رجل، عمل في اكثر من مجال في الوظيفة الحكومية، التحق مبكرا في العام 1949 بدائرة الشرطة وعمل مع المغفور له باذن الله الشيخ صباح السالم، طيب الله ثراه وذكراه العطرة، في ذلك الوقت.
في عمله بالشرطة، كان يذكر العم عبدالله مشاري الكليب وعلي الخطيب اللذين كانا مسؤولين عن المخازن والتموين والشكاوى والدعاوى، ويذكر العم جاسم القطامي وخليل شحيبر، رحمهما الله.
٭ آخر الكلام: من عاشر العم ابو انور يعي تماما انه امام ديبلوماسي عريق حافظ للاحداث والبروتوكولات، فلقد عمل سفيرا للكويت في الولايات المتحدة الاميركية في فترة الرئيس الاميركي كينيدي في الستينيات، ثم رجع الى الكويت ليتسلم منصب وكيل «الخارجية»، وامضى اربع سنوات ليتسلم حقيبة النفط وما تلاها من احداث، وله سجل ذهبي، وهو انموذج لليد النظيفة التي تتسلم المناصب ويسمو بها الى علياء الانجاز والنزاهة المالية وبتجرد وطني عجيب، هكذا هم رجال الرعيل الاول في الزمن الكويتي الجميل بعيدا عن الفساد والفاسدين.
٭ زبدة الحچي: رحم الله رجل الكويت المستشار عبدالرحمن سالم العتيقي الذي افنى زهرة شبابه حاملا ديبلوماسيته واعباءها الوظيفية والمهنية، حافظا للمال والمنصب من اجل الكويت.
أعزي آل العتيقي الكرام وذويه ومحبيه، عظم الله أجر الكويت في مثل هؤلاء الرجال الأخيار.. في أمان الله.