[email protected]
ليس هناك زوج في هذا الكون الآن إلا ويبحث عن السعادة في بيته في ظل تفشي وباء كورونا في دول العالم، فمن «أسعد زوج كوروني»؟
هذا السؤال شغلني مساءً وجلست على مكتبي بعد صلاة الفجر لأجاوب عن هذا السؤال الصعب: من أسعد زوج في عهد كورونا؟
كلنا متفقون على أن الحظر طال والناس بدأت تقلق وتتذمر وفي أيدينا أن نمكث في البيت للنجاة وكذلك شقاؤنا في الطلوع والمخالطة!
إذن الحل هو بيد الزوج والزوجة في جعل الدنيا إما وقتا للسعادة المستدامة أو الشقاء!
أول أسباب السعادة لجميع أفراد الأسرة متى ما عرف كل فرد فيها دوره ومهمته وأداها على خير ما يرام.
الركيزة الأولى في البيت هو الزوج والعمود والمحور والمنفذ لسعادة بيته نحو حياة سعيدة هانئة مليئة بالمسرات!
الابتداء والانتهاء عند (الرجل) هو من يحكمه العقل، وعنده الزوجة التي تحكمها العاطفة وأنتما الاثنان معا تساويان تلك السعادة الزوجية التي تنشدانها!
اليد الواحدة لا تُصفِّق عزيزي الزوج فاضبط زوجتك نصفك الآخر وأحسن تقدير الأمور كي تكون حياتكما مليئة بالفرح والسعادة ومراعاة الشعور والتخطيط الثنائي!
نأتي لمربط الفرس والرهان (دور الزوج في جعل نفسه أسعد خلق الله في الدنيا)!
أولا: عزيزي الزوج اهبط من العلياء واترك أحلامك وتعايش مع الواقع، فأمامك الشيء الكثير لتحقيقه، فأنت تملك الباءة أي القدرة!
اعلم أن الزوجة تريد من يُقدرها ويُعلي مقامها، فالزم هذا الأمر ولسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك!
هي الوحيدة القادرة على أن تجعل من بيتك جنة أو تحوله لك إلى كتلة لهب من جنهم!
إليك النصيحة عزيزي الزوج:
- تفهّم وجهة نظرها واحترمها وتحمل مسؤولية رعايتها.
- أشعرها بحبك وأظهر مشاعر الود، واعلم أن المرأة مجموعة مشاعر وأحاسيس، تحب الغزل ولا تمل من سماع الإطراء، أشعرها بأنوثتها وجمالها ومحاسنها.
- سامح واصفح وأعطها الأمان وشجعها على طبخها واجتهادها في خدمتك وأسرتك وعيالك.
- أي امرأة تطرب لسماع التغني بجمالها والبوح بالمشاعر، هذا طبعها، كلها آذان مصغية لتسمع المديح، وابعد الذم واحتوِ مشاعرها وقدم لها حلولا لكل مشاكلها وفوِّت الهفوات!
- أوقف (إبليس) إذا تدخل بينكما، فغاية الشيطان إفساد بيتك!
- تحتاج إلى صبر أيوب وقوة موسى وحكمة وفراسة وعلم محمد صلى الله عليه وسلم وعلم الخضر عليه السلام!
- طريقك الأوحد الحب (المتبادل لا المتخاذل)!
- لا تنشغل دائما خاصة في حظر كورونا ورتب أوقاتك!
- لا تُعنِّف ولا تمارس العنف يكفي (خطر كورونا) وإياك والتحدي والجدال الاستفزازي وتحلّ دائما بالمثابرة والصفح والتسامح والحوار.
- الصدق والصراحة منجاة وأبعد كل المواقف السلبية والإحباطات.
- عاشرها بالمعروف واعلم أنها من البشر والكمال لله وحده، وكن متسامحا في كل الأحوال.
- وازن بين الحقوق، فلها حقوقها ولأهلك حقوقهم، فلا تخلط!
٭ ومضة: تبي ترتاح وتريح.. أنفق من عاطفتك ولا تتردد خاصة في هذا الوقت الكوروني، واجعل الثناء والتشجيع طريقك وإليك القاموس المجاني الذي لا ينضب، فقط اجعل الاسوتش أُون!
إليك الروشتة المجربة، احفظ ما يلي:
- أنت أغنى ما أملك.. لن أنسى مواقفك ودعمك.. أحمد الله على وجودك في حياتي.. شكرا لقربك مني وتخفيفك عني.. أنت نعمة الله لي في الأمر..
احفظ كل عبارات التشجيع والثناء ولا تتوقف لتقلل كل الخلافات الزوجية وتجنب في (كورونا) كل النقد ولا تحاول فرض شيء بالقوة.
٭ آخر الكلام: النصيحة يا آدم يا طيب الذكر أن تكون دائما على اتصال بربك لأنه الكفيل بإسعادك وتوفيقك!
٭ زبدة الحچي: تريد أن تكون «أسعد زوج كوروني في زمن الحظر» عليك بمفتاح السعادة وهو أن تصوغ حياتك بما ينسجم مع واقعك، فأحسن الاختيار وعش الواقع، واستخلص الخير من هذا الواقع المعيش، واهتم بالجانب العاطفي والغريزي للطرف الآخر وأبعد الغيرة ولا تخلط أفكارك لأنك الآن معها تعيش زمن كورونا والأوضاع عصيبة متوترة، والنفسية كما يقولون: زفت والنفوس مهيأة للصدام والاختلاف وممارسة العنف!
الكاتب د.ريتشارد كارلسون في كتابه «لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك» يقول: عامل زوجتك كما لو كنت تراها لآخر مرة!
تخلص من حكايات الربع فيما يخص الخلافات وضع دليل السعادة لبيتك. والرسول صلى الله عليه وسلم علمنا: النساء شقائق الرجال.. وتذكر أنك محتاج لها وهي محتاجة لك، وليس من الرجولة أن تتنمر عليها في هذه الحقبة الزمنية من كورونا.. إما متعة أو شقاء من العمر، فافصل بين أمورك.. هذه هي زوجتك جنتك أو نارك!
هل أنت أسعد زوج كوروني في العالم؟ هذا هو السؤال يا زوجي الحبيب!
.. في أمان الله.