[email protected]
في زمن «كورونا» كل يوم نكتشف حقيقة غائبة عنا..
حبا الله الجسد البشري بالقدرة على إيماءات وإشارات جسدية توصل الفكرة والمعلومة دون - والله - تحريك حتى اللسان.
في زمن كورونا 1441هـ الموافق 2020م شاهدنا كوارث من المذيعين والمذيعات الذين لم يسمعوا أبداً عن لغة الجسد المتفاعلة مع الخبر، الموصلة سريعا بالإيحاءات والرموز ويقولون أخبارهم وهم ثابتون كالجبال الراسيات وكأنهم لم يسمعوا أبدا عما نتحدث عنه الآن (لغة الجسد)!
وهي باختصار إشارات يقوم بها الجسد البشري لتوصيل فكرة أو معلومة بالتحكم في الجسد والصوت وإظهار المشاعر.
اليوم لغة الجسد في المرئي والمسموع من الإعلام صارت ركيزة أساسية وعلما يدرس ويعلّم وهي أكثر استخداما في الإعلام الخاص، كما أصبحت من وسائل كشف الكذب وأصبح لها دارسون ومتابعون ومهتمون وتقام من اجلها المؤتمرات والملتقيات والدورات التدريبية وورش العمل.
كما ان السينما صارت اليوم تعتمد على لغة الجسد، وكلنا نذكر افلام شارلي شابلن في الأفلام الصامتة.
ونحن ندرس في مقاعد الدراسة ألا تذكرون العالم داروين وكيف وضح في كتابه «التعبير عن العواطف» لدى الإنسان والحيوان؟
لغة الجسد هي اليوم (اللغة العالمية) الدالة على تعابير وجهك وحركات يديك وقدميك وملابسك ونظرتك وانفعالات صوتك.
عزيزي القارئ.. أعجب من مذيع يذكر أرقاما فلكية لموتى «كورونا» الآن وهو يبتسم!
أنا - والله - لا أخفي إعجابي بالابن د.عبدالله السند وأعتقد أنه أفضل بكثير من مذيعين شاهدتهم في الأخبار والحوارات..
على الأقل تعابير وجهه تتغير مع الأرقام والأحداث.. برافو د.عبدالله.
إن دلالات الوجه واليدين وغيرها من الحركات تعابير كفيلة بتحسين فعل التواصل بين الناس.. الذين يفهمون اليوم تأثير لغة الجسد على كل اعمالهم المرئية والمسموعة.
إن قراءة الإنسان الذي امامك أو الذي يشاهدك أمر بالغ الأهمية، فلغة الجسد تعجل لكلا الطرفين ما يفكر فيه كل واحد.
انا أرى المذيع في الإذاعة مرتاحا لأنه يرتكز على الصوت والنبرات في الحديث أو الكلام أو الحوار لكن (المذيع التلفزيوني) يحتاج إلى الجسد والوجه والصوت وطريقة الحديث والهندام.
ومضة: اليوم لغة الجسد علم يدرس وشفرة يجب تعلمها لكل من يريد ان يعمل في الاعلام والصحافة!
من خلال قراءاتي ومتابعاتي في هذا الموضوع أستطيع ان أؤكد ان (طاقة الانسان) هي مفتاح التحكم في لغة جسده وفهمه للآخرين.
كما ان الذكاء الإنساني يلعب دورا كبيرا في فهم ذكاء الطرف الآخر.
هناك من يتمتع بالذكاء اللفظي واللغوي والحسابي والتأملي والحركي والحدسي والروحي والمنطقي!
آخر الكلام: في الحياة رجل وامرأة يعملان مع شرائح مختلفة من البشر فأي منهما أقدر على التمتع بالقدرة على فهم لغة الجسد، الرجل أم المرأة؟
سؤال صعب لكنني من خلال القراءة في هذا المجال أستطيع ان اؤكد ان المرأة أعطاها الله (قرون استشعار) أكثر من الرجل وهي اكثر قدرة على فهم لغة الجسد وكشف دلالات يصدرها الرجل، بمعنى أن أكون دقيقا فهي تتمتع بالحدس!
هي أكثر من الرجل في فهم الإيماءات والإشارات والرموز الصادرة من الرجل!
ولهذا المرأة أقدر على فعل اشارات تبعد عنها الرجل غير المرغوب فيه.
زبدة الحچي: المختصون بهذا (العلم الجديد) يؤكدون ان (ست إشارات) تمكنك من فهم الآخرين وهي:
(العين - الحواجب - الأنف والأذنان - جبين الشخص - الأكتاف - الأصابع)، كما ان وجهك دليل شخصيتك وملامحه تدل على نوعية سلوكك، أكان الوجه نحيفا او مستطيلا او دائريا او مربعا مثلما هي (العين) ناطقة!
ووصل الامر الى ان يحللوا انواع الاذن والخد والذقن والرقبة ودلالة كل واحد من هذه الاجزاء ووصل الامر الى المشي.
.. في زمن «كورونا» تعرت أجسادنا وأخلاقياتنا للأسف!
ان العالم يتطور وكثيرون من الناس اليوم بالدراسة والبحث والقراءة استطاعوا معرفة لغة الجسد وأيضا خلال السفر والسياحة ان يتوصلوا الى فهم الآخرين في بعض المواقف من غير إتقان اللغة، أي التفاهم بلغة الجسد.
وتبقى التساؤلات مطروحة في هذه القضية النوعية المنشودة (المرأة والرجل ولغة الجسد) في الإعلام والصحافة والتخاطب الإنساني وهي بالتأكيد (فراسة + دراسة) كي تصل الى فهم لغة الإشارة.. فهل وصلت الرسالة.. أتمنى ذلك؟
انصرفي يا «كورونا» أتعبتينا نطقاً وجسداً وفكراً.. في أمان الله.