[email protected]
منذ صغرنا ونحن نسمع «الدين النصيحة»!
أي واحد تحتد معه في النقاش والحوار يقولك بقولك هالنصيحة؟
واضح أن النصيحة هي «كلمة خير للمنصوح»!
أي افعل هذا ولا تفعل هذا، واترك ما يضرك أو ما تجهله، ولهذا كله سُميت بالنصيحة!
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما سُئل لمن النصيحة؟
قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم!
اليوم علينا أن نتوقف عند هذه النصيحة، أولا لإخلاص الرأي من الغش للمنصوح وإيثار مصلحته وللعوام المودة والهداية والتعليم والسعي في مصالحهم ودفع الأذى عنهم!
قال الإمام النووي: النصيحة فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط عن غيره وهي لازمة على قدر الطاقة!
وهي باختصار النصيحة للناس كافة، ولكن إبداءها يجب ألا يكون إلا سرا!
لا تنصح أحدا ثائرا وسط جماعة فتحرجه، ومن أحب أن يعظ فعليه بالعقلانية خاصة إذا تعددت العيوب!
اليوم في الزمن الكوروني سنة 1441هـ الموافق 2020م الناس بدأت تتعظ وتحذر من النصيحة المباشرة لكثرة النتائج السلبية وعدم تفهم الناس لها ولأهميتها، والعاقل من يمارسها إذا طلب المنصوح النصيحة حتى لا يقع في المحظور!
هناك فرق كبير وشاسع بين النصيحة الخارجة من القلب السليم وقضية «التعيير»!
هناك فرق بين الناصح والفاضح!
هناك فرق بين من يريد الخير في حال النصيحة ومن يتربص بك الدوائر ليُطبق على رقبتك ليُدينك ويتهمك ويشفي غليله!
أقول للقراء في مشارق الأرض ومغاربها.. النصيحة اليوم لله بالقيام بأداء الفروض على أكمل وجه وطاعته وتجنب معصيته وموالاة من أطاعه ومعاداة من عصاه وأغضبه!
ما أحوجنا اليوم إلى العودة الى كتاب الله لتلاوته وتدبره وتعلم ألفاظه ومعانيه والتأدب بآدابه.
والنصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم باقتفاء أثره وطاعته في أمره ونهيه ونصرته ونشر سنته والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة آله وصحبه والتابعين له.
وعلينا واجب معاونة أهل الحق وتأليف القلوب والنصيحة لعامة المسلمين.
٭ ومضة: قال الإمام الشافعي، رحمه الله:
تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في انفِرادي
وَجَنِّبني النّصيحَةَ في الجَماعَه
فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ
مِنَ التّوبيخِ لا أَرضى استِماعَه
تبقى النصيحة الذهبية: إذا نصحت فانصح سرا لا جهرا، أو بتعريض لا تصريح!
٭ آخر الكلام: قلما يرحب المرء بالنصيحة وأكثر الناس حاجة إليها أكثرهم بغضا لها!
٭ زبدة الحچي: من نصائح لقمان لابنه قوله: يا بُني: من حمل ما لا يطيق عجز، ومن أعجب بنفسه هلك، ومن تكبر على الناس ذل، ومن لم يشاور ندم، ومن جالس العلماء علم ومن قل كلامه دامت عافيته!
هناك بيننا من يرفض النصيحة!
دعه ما دام لا يريد الاستماع لأنه لن يتحمل نصيحتك، لأن القضية الآن نقص عقل!
اترك هذا لأصحاب الخبرة والتجربة.. لا تحمل النصيحة وتستبدلها بمصيبة!
.. في أمان الله.