[email protected]
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن أبغض الحلال عند الله الطلاق» حديث مختلف في وصله وإرساله، إلا أن معناه أن الطلاق ينبغي تركه، إلا من حاجة.
شرع الله الزواج لحفظ النوع البشري وإعمارا لهذا الكون والأرض، كما هي الفطرة التي جبلنا عليها، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون - الروم: 21).
كل الدول المتحضرة تحرص، من خلال الوزارة المعنية، على الانتباه الى أهمية ما يواجه الزواج من مشكلات وأسباب اجتماعية واقتصادية وتربوية.
ومن أولويات الاهتمام وجود «قطاع» يهتم بالبحوث والإحصاءات لكل مشاكل الزواج، والسعي الى إصلاح البين والمساهمة بما يخفف الآثار النفسية والاجتماعية والسلوكية على كل الأطراف المعنية في الأسرة من الأزواج والأبناء.
إن الدول المتقدمة حضاريا تولي قضايا الزواج والطلاق والانفصال جل اهتمامها وتوفر رأي الاختصاصيين والاستشاريين لخدمة هذه الشريحة من المجتمع وبما يحقق المصلحة العامة للمجتمع والدولة.
لن أخوض في تعريف الزواج ومراحله وشروطه وأنواعه، لكننا كلنا متفقون أن نواة تكوين المجتمع هي الأسرة، وما جاءت التشريعات إلا لتنظم هذه العلاقة وآثارها ومشاكلها، خاصة قضية أبغض الحلال إلى الله (الطلاق).
قضية الطلاق من يتابع أرقامها في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجية والدول العربية يجدها في تصاعد.
والسؤال: لم ازدادت الأرقام في السنوات الأخيرة؟
ماذا عن الطلاق الآن في زمن كورونا سنة 1441هـ الموافق 2020م؟
من يزودنا بالإحصاءات والأرقام ويوضح لنا الحقيقة؟
إنها بيانات ودراسات وأرقام وإحصاءات تملكها وزارة العدل في دولة الكويت وهي أرقام صحيحة وفق إجراءات منهجية ودراسات ميدانية؟
مما لا شك فيه أن التغييرات الاجتماعية والثقافية التي مرت على منطقة الكويت ومنطقة الخليج بعد اكتشاف النفط أدت إلى إحداث عملية تغيير سريع على البناء الاجتماعي وعلى جميع مكوناته ومن أبرز هذه المكونات البناء الأسري نفسه.
إن قضية الطلاق ليست مرتبطة في الكويت، وإنما هي اليوم مشكلة عالمية.
هناك إشكالية حقيقية خاصة من واقع الحال في الإحصاءات، فمن الملاحظ ارتفاعها في المجتمع الكويتي، وقد تناولتها وسائل الإعلام المختلفة من الصحف والمجلات والفضائيات وغيرها، خاصة في ظل انتشار ما يسمى بالزواج المصلحي كالحصول على القرض الحكومي أو حجز الدور في طابور منح السكن للكويتية وغيرها من الامتيازات؟
وهناك الطلاق الصوري؟ ما هو؟
هو نوع من الطلاق ارتبط أيضا بمصالح معينة كأن يتم تسجيل حالات الطلاق في السجلات الحكومية بينما تظل العلاقة الزواجية قائمة، فقد يحدث هذا الطلاق الصوري لتحقيق امتيازات خاصة فيما يسمى بالزواج المختلط (أحد طرفي الزواج غير كويتي)، لأن هناك مزايا تحصل عليها (المطلقة الكويتية) لأبنائها في حالة حدوث طلاق فيلجأ البعض إلى هذا الأسلوب؟ مثلا للحصول على الجنسية؟
على العموم هناك أسباب كثيرة للطلاق مثل عدم دقة التوثيق أو انتشار أنماط زواجية متعددة، مثل ما يسمى المسيار والزواج العرفي وزواج المتعة، وزادوا عليها الآن زواج المسفار، وأقبحها زواج بصمة الدم.
اليوم في تفشي وباء كورونا (زاد) لفظ الطلاق في الميديا والتواصل الاجتماعي، وهذه قضية خطيرة تحتاج الى وقفة جادة وتفعيل من الجهات المجتمعية المختصة بالتوعية، وهم بالفعل (نيام) كنومة أهل الكهف!
للطلاق في الكويت وغيرها من الدول اسباب ومسببات وعوامل واتجاهات وتأثيرات، وفي عصر كورونا ربما زادت هذه الظاهرة، فمن يرصدها؟ ومن يتابعها؟ الكل مشغول!
إنني في هذه المساحة أشيد بدور الأخ الدكتور حمود القشعان وبكل جهوده القيمة والمقدرة فيما يخص التوعية، وأرى أن على وزير الإعلام اعطاءه (برنامجا) يتناول فيه خبرته في هذا السياق ويرشد المجتمع وينوره، حيث لدى
د.القشعان أكثر من دراسة في هذا الموضوع، واذا أسند الأمر له فقد أعطي لرجل المرحلة لخبرته وحكمته وحنكته، وليته يقبل إذا عرض عليه الأمر.
والشكر موصول لجهود الشيخ راشد العليمي ابا سعد.. فارس التوعية بالمشاكل الاسرية.
٭ ومضة: وزير العدل هو القيادي اليوم المسؤول عن هذه القضية، وأنا والله شفت قبل اجتياح وباء كورونا جهود وزارة العدل خاصة في قضايا الزواج والطلاق، وهي جهود موفقة وموثقة لإصلاح البين.. لم لا يعرضها تلفزيون الكويت؟
المشكلة اليوم عندك حظر، ازدادت فيه المشاكل الزوجية وليس هناك من يوجه ويرشد ويفتي. نحتاج إلى حملات وطنية شاملة لهذا الأمر الظاهرة.
الكويت تملك كوادر ممتازة قادرة على مناقشة مثل هذه القضايا وتوعية الناس بها والدولة تملك القنوات والكوادر وجمعيات النفع العام يمكنها المشاركة.. لكن السؤال: من يقوم ويجمع كل هذه الجهات معا؟
٭ آخر الكلام: لقد كتبت عشرات المقالات وقابلت المسؤولين في جهات تعنى بهذه الظاهرة، وهم القادرون على الإجابة عن أسئلة الناس وأصحاب العلاقة، وقد وجدت أسباب الطلاق منحصرة فيما يلي:
- عدم وجود توافق بين الزوجين.
- إهانة الرجل زوجته بالضرب واستباحة معاشها.
- عدم اهتمام المرأة بمنزل الزوجية وأمور الزوج لانشغالها.
- البخل الشديد وعدم الإنفاق على الزوجة (طبعا يتبع هذا بخل بالمشاعر).
- عدم طاعة المرأة زوجها وتمردها.
- تعاطي المخدرات أو المسكرات وحبوب الهلوسة وغيرها.
- استقلال المرأة ماديا عن الرجل ووجود أسرة داعمة لها.
- أصدقاء السوء من الطرفين (الصاحب ساحب) خاصة المطلقات.
- تعدد الزواج وما ينتج عنه من اختلافات.
- الأجهزة الذكية الجديدة وانشغال الطرفين بها أو ما ينتج عنها من مشكلات وأكثر قضايا الطلاق نتيجة الهاتف.
٭ زبدة الحچي: أرجو من معالي وزراء العدل والإعلام والأوقاف والتربية الاتفاق على جهة (لجنة - فريق) تعطي هذا الموضوع أهمية وأولوية، وأذكركم بأن «كورونا» ليس (وباء) فقط وإنما (أداة) كشفت الكثير من الأسرار.. ويا خوفي أن تكون أرقام الطلاق خلال «كورونا» فلكية.. فمن يطمئننا؟
اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد.
في أمان الله..