[email protected]
جيلنا المخضرم بُحت حناجره وهو يحث على محاربة الفساد ولم يجد آذانا مصغية!
تعلمت في الحياة فن «الإنصات والاستماع» لشكاوى الناس وأنينهم وفحوى مطالبهم.. أنصت فقط واستمع لأي أُناس يئنون لمطلب أو حاجة من حوائج الدنيا، وتذكر دائما أنهم يلجأون إليك بعد الله عزّ وجلّ لتساعد حتى ولو بكلمة تزيل همومهم.
هذا مدخلك لنيل محبة الناس (الإنصات)، فكثير من الناس يملك المال ولا يملك من ينصت له ويستمع لشكواه وهمه.
الإنصات في الزمن العادي قد يكون عاديا لكن في ظل تفشي وباء كورونا يكون مضاعفا، لأن الناس مشغولة بنفسها وهمها ومتى يزال الحظر والحجر.
إذن الإنصات في الزمن العادي موجود لكن يزيد في الزمن الكوروني في سنة 1441هـ الموافق 2020م.
من أبرز صفات القادة العظام الذين ذكرهم التاريخ حسن الإنصات والاستماع.
في هذا الزمن علا صوت البارود ودوي الانفجارات والضجيج الناتج عن الكوارث وغاب فعلاً (الإنصات) وظهر وعلا الفساد بكل أنواعه للأسف.
اليوم برزت ظاهرة «خذوهم بالصوت».
صاحب الحجة عليه ان يحسن الانصات والرد.
إرخاء الأذن والاستماع أمر إيجابي إذا كنت صاحب شخصية لها استقلالية التفكير فهذا يوصلك للهدف وهنا النصيحة لكم جميعا وأنا أولكم: أليس الإنسان الذي يملك فضيلة الإنصات «ناجحا وفعالا» ويؤثر فيمن حوله؟
من النخب الشبابية الواعدة محمد النغيمش عضو جمعية الإنصات الدولية وصاحب كتاب «أنصت يحبك الناس» والذي أراه نجح في طرحه لمحاولة تحويل فضيلة «الإنصات» المنسية إلى آداة فعالة في تعاملات الحياة اليومية.
أود أن أشكر الابن محمد النغيمش الذي أحيا مهارة الإنصات المنسية في كتابه المرجع لهذه الخصلة الجميلة الغائبة وجعلها عملية سهلة في تعاملات الحياة اليومية.
اليوم ما أحوج حكومتنا الرشيدة إلى الإنصات إلى صوت العقل والحكمة ومحاولة معالجة كل مظاهر الفساد التي ظهرت في جائحة كورونا أكان هذا في التركيبة السكانية أو قضايا الفساد البنغالي او الماليزي.
الإنصات للوطنيين اليوم ضرورة قصوى خاصة ما يقوله المخلصون لهذا الوطن، وقضية التكويت باتت ضرورة قصوى في كثير من القطاعات التي تحتاج من الدولة أن تنصت لصوت الكويتي المخلص لتجاوز كل مثالب المراحل السابقة اي (انصات + تعلم) وإظهار الاهتمام الواجب خاصة في قضايا الفساد، لأن الفساد ان سيطر نخر في البنية التحتية للدولة وهنا يتزايد الخوف من سوء العاقبة.
ومضة: ما أحوجنا الآن الى (فريق عمل منصت) ذكي يعي أبعاد الانصات ويعمل بهدوء وحكمة على معالجة كل مظاهر الفساد والتخلص على وجه السرعة من كل القيادات المدانة وإعطاء الدماء الكويتية الشابة الفرصة للتخلص من العادات السيئة، وأولاها (هذا خط احمر + هذا ولدنا + يحمل (واو) كبيرة + شهادة مزورة او دون الثانوية).
ظل الشعب الكويتي سنوات يوكل أمره الى اعضاء مجلس الامة ويعول عليهم لإحداث النقلة الحضارية التي يتساوى فيها المواطنون من حيث الوظائف ومجالس الادارة والدخول في وزارات السيادة والدواوين الحكومية.. فهل عقب انصراف كورونا نشهد حدوث هذا كله؟
آخر الكلام: الحكومة عبر التاريخ تحب مواطنيها (سمعا وطاعة) وهذا حصل على يد جيلنا المخضرم لكن الحكومة اليوم أمام جيل جديد (شباب واعد) يريدون فرصتهم في الحياة، اطلقتم عليهم (اشاعة) ما يشتغلون، أثبتوا وجودهم في جائحة كورونا، فقط يريدون منكم (الانصات لمطالبهم)، وأولها: لماذا يعين «شخص واحد» في أكثر من مجلس ويتقاضى راتبا هنا وهناك؟ بعضهم يتفاخر انه حاز اكثر من منصب في آن واحد.
لماذا لا يوظف الشاب الكويتي؟ ولماذا لا يعطون من يملكون الخبرة مثل هذه المناصب التي توزع هنا وهناك؟ ما هذا الاحتكار؟ لماذا هذه المحاباة؟ لماذا هناك وظائف تورث من الأب إلى الابن إلى الحفيد؟
هذه حقيقة موجودة في التوزير واعتلاء (المناصب العاجية)!
ما تقومون به من (تعيينات) نظرية عفى عليها الزمن.. لن يقبل بهذا الشباب الجاد.
زبدة الحچي: هناك (قاموس) ارجو ان ينصت لي احد من (حكومتنا) ليزيله وهو: لا تتعب نفسك «عمك أصمخ».. والحكومة أخبر.. هذيله قوم مكاري!
اليوم الدولة أمام قطاع شباب يشكلون أكثر من 70% من قوتها البشرية وهم يطالبون بحقوقهم في التعيين والمناصب حسب الكفاءة لا النظرية القديمة: هذا ولدنا؟
كل المواطنين ابناء الدولة ومن حقهم ان يأخذوا فرصا متكافئة، وكلنا شفنا عيالنا (أولاد وبنات) في الكويت يتصدرون المشهد، لأن هذا وطنهم، وعلى الحكومة الذكية ان تنصت لهم وتحقق مطالبهم بالعدالة والمساواة.
جيلنا تعب، طول عمرنا نستمع للحكومة وبكل الحشيمة تحملنا اخطاءهم الكارثية!
اليوم جاء الدور على الحكومة بارك الله فيكم أنصتوا، وهذا هو صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وهو يستقبل مجلس نزاهة يطالبكم بمحاربة كل انواع الفساد.
هل تحسنون الانصات.. انصتوا لكل نداءات اهل الكويت.. تلاحقوا الديرة قبل فوات الأوان!.. في أمان الله..