[email protected]
نسمع في أروقة مجتمعاتنا مفردات مثل «الابتعاث .. والتغابي»!
تعالوا معي في جولة نبحث فيها عن معاني هاتين المفردتين وعلاقتهما بالزمن الكوروني سنة 1441هـ الموافق 2020م.
إذا قلنا «ابتعاث»، على طول نذكر خطة وزارة التربية والتعليم العالي للابتعاث ونذكر ايضا يوم البعث اي يوم القيامة والنشر!
إذن هي ابتعث يبتعث ابتعاثا فهو مبتعث اي شخص أرسل للدراسة.
ايضا هناك ابتعاث امة اي نهوض أمة من الأمم.
وأيضا في الدول هناك ابتعاث حكومي وخارجي وداخلي و.. و..!
وفي السياق نفسه نلقي نظرة على التغابي!
هو بالضبط من يُظهر الغباء والجهل إنما عن حيلة وعيارة وچمبزة!
يقول أبوتمام رحمه الله:
ليس الغبي بسيّدٍ في قومه
لكن سيد قومه المتغابي
ويقصد الشاعر أبوتمام التغافل عن الصغائر، أي لا تعطي الأمور أكثر من حجمها.
يمكن الآن تصوّر ما سأكتبه عن هاتين المفردتين الجميلتين، ولكم أن تتخيلوا ما قد ينضوي تحتهما من معان ورسائل جميلة.
«كورونا» كشفت لنا كعرب خليجيين وغيرنا من كل الأجناس أن فيروس صغيرا مثل (كورونا) فجّر فينا الابتعاث والمبادرات، «كورونا» علمتنا كعلماء أجلاء ومثقفين ونخب وعقلاء وقادة ان نعم الله كثيرة علينا وزاد ايماننا بعد ان جربنا «الحرمان» لبعض الوقت من بعض النعم.
وهذا أسميه بالابتعاث الذاتي والمجتمعي والوطني والأممي.
واضح أن هناك «ثقافة جديدة» قادمة للناس والمجتمعات والحكومات والدول والشعوب!
لكننا نريد أن يكون الابتعاث لشباب الكويت صناع التاريخ والمجد والحضارة والجد، وكما توارثنا (الكويت ولادة).
في المقابل، هناك طامة كبرى ليس على صعيد الكويت ولكن على صعيد البلدان والأوطان والشعوب «شغلة» اسمها الجديد (التغابي). وهذه المفردة عجيبة تستطيع ان تُدخل في قاموسها كل ما يخطر على بالك.
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
نصيحتي للقادة السياسيين والبرلمانيين والمثقفين بألا نمارس (التغابي والاستغباء) في زمن كورونا، فالشباب اليوم يحملون معاني عظيمة من الذكاء والطموح والعطاء والحيوية والصبر نحو التخطيط والتدبير والإقدام من اجل الديرة ولا غرو في ذلك فهم والله عدتها وعتادها وصمام أمانها.
ومضة: «الابتعاث» المرجو هو القائم على الأمل والرجاء والانتظار، لا نريد ابتعاثا لطلابنا في العالم. والسؤال: لماذا لا نبني لهم جامعات تحقق طموحاتهم تصلح لنا ولمن حولنا من بني عمومتنا الخليجيين.
فرصة اكتشفنا أنفسنا في العصر الكوروني ونحن اليوم بأمس الحاجة الى مختلف انواع الجامعات، فلماذا نغرّب ونهجّر شبابنا؟
ان الحكومة قادرة على إعطاء هذا الأمر للقطاع الخاص، المهم انها تتحمل معنا اليوم صناعة الامل لبقاء الطالب المبتعث في وطنه، والمرجو ان يُفتح المجال ايضا لمن لم ينل فرصة التعليم الجامعي ويحظى به بدلا من التشجيع والسكوت عن الشهادات المزورة!
آخر الكلام: حديثي هنا لأصحاب القرار نرجو عدم (التغابي) فالمستور كله انكشف ووصلنا بفضل وجود الفساد والمفسدين الى اصحاب ملفات بنغالية وماليزية وصفقات مشبوهة وإيداعات ومنهوبات و.. و.. و..!
زبدة الحچي: أيها الشباب في الكويت والخليج والوطن العربي والعالم: «كورونا» كشفت كل مستور ودوركم اليوم آت للمشاركة في تنمية بلدانكم واعلموا انكم اليوم فخر لأوطانكم.
وأنتم أيها الساسة لا بد من فتح حوار حول كل قضايا الشباب من التوظيف الى الترقية الى العلاوات، بل فتح ملف الترقيات وإلغاء كثير من القوانين التي قام بها «المستشارون» لإبعاد الكويتي عن نيل الترقي والحوافز في النظم واللوائح.
آن الأوان ان نرى بلدنا والناطقين باسمها من رعاياها:
قم في الأمور حازما فإنه
من لا يذد عن حوضه يهدم
الخير كله في شباب هذا الوطن العزيز ولنعزز هذا الابتعاث الجديد بمزيد من التجاوب لا التغابي والتغافل لمعالجة قضايانا وصناعة الأمل بعيدا عن الألم، نريد كويتا جديدة بعيدة عن كل أشكال الفساد والتغابي.
..في أمان الله.