[email protected]
متفائلون بمستقبل هذا الوطن العزيز، لأن الكويت تستاهل النظافة بكل شيء!
نحتاج في حياتنا دائما إلى الحوار لكن كثيرا منه يتحول الى جدل!
الإنسان بطبعه يحب العلاقات الإنسانية والحوار مع الناس ليقنع الآخرين بما يؤمن هو به!
أحيانا كثيرة نهمل عن قصد وبتعمد ما يعتقده الآخرون، مركزين فقط على ذواتنا واهتماماتنا!
الحوار الهادئ المتحضر أسلوب حياة لكن أيضا قد يخرج عن نطاقه فيجرح المشاعر ويؤذي الأنفس وأحيانا يهدر الكرامات!
ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء وكتابنا المقدس القرآن الكريم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم تدعونا الى التقيد بأساسيات الحوار، ومن يستعرض الآيات القرآنية فسيجد عشرات الأمثلة على الحوار الذي ندعو إليه!
قال تعالى:
-(وجادلهم بالتي هي أحسن ـ النحل 125)
-(فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ـ طه 44)
-(وقولوا للناس حسنا ـ البقرة 83)
ـ (والذين هم عن اللغو معرضون ـ المؤمنون 3)
ـ (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ـ القصص 55)
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم دعانا إلى أن نقول خيرا أو لنصمت، قال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». (متفق عليه).
«وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم».
«يسِّروا ولا تعسِّروا وبشِّروا ولا تنفِّروا» (متفق عليه).
أنتقل معك قارئي الكريم إلى «الجدال» وهو ما يعرف بالضدية!
الجدال ما كان في السابق ظاهرا كحالتنا اليوم في (الميديا) أو التواصل الاجتماعي وإنما يظهر في الإعلام بين فترة وأخرى ليتبادل الخصمان الردود، ويكتفى بهذا الجدال الذي جرى في المرئي او المسموع او كتب في الصحافة الورقية!
اليوم الحال تبدل وتحول الجدال إلى مناقشة يومية لا بل على مدار الساعة على سبيل المخاصمة والعداوة ومقارعة الحجة بالحجة وأيضا أحيانا التطاول وصار عندنا (رجل جدل) و(امرأة جدلة)!
ـ يجتمع الحوار والجدل في انهما حديث او مناقشة بين طرفين لكنهما سرعان ما يفترقان بعد ذلك كلية، فالجدل هو اللدد في الخصومة وما يتصل بذلك ولكن في إطار التخاصم بالكلام والتمسك بالرأي والتعصب له والمجادلة المكتسبة بالخصومة والعناد وأخطر الحوارات الذي يتحول الى «خزة» قاتلة!
أما الحوار فهو الكلام الذي قد يطول لكنه حديث هادئ بين طرفيه دون ان يكون بينهما خصومة ونزعة للهواش والنزاع والتصارع!
في سنة 1441هـ الموافق 2020م ابتلي الناس بظاهرة (الجدل) وهو احتدام الرأي، مرة حوارا وأخرى جدلا بخصومة ظاهرة!
تفرق الناس بين متحاورين وآخرين «متجادلين»؟
الجدل في القرآن جاء مقيدا بلفظ الحسنى، وأبسط لكم المعلومة التي أقصدها في خلاصة القول: ان كل جدل حوار وليس كل حوار جدلا!
الواقع اليوم ان معظم الحوارات تحولت الى جدل وتنفيس وخاصة ما يتعلق بالتركيبة السكانية والفساد والمفسدين، انه باختصار زمن عجيب تحول فيه الحوار والجدل الى مناظرة أدل في الفكر والنظر وما سمي بالحوار المحمود والجدال المذموم!
٭ ومضة: ما أحوج مجتمعاتنا الى التغيير نحو الأفضل للإصلاح، فالإنسان مجبول بطبعه على حب الخير وكره الشر وحب العلاقات الإنسانية، واليوم في جائحة كورونا نعاني من فوضى عظيمة في التنابز والتنافر!
إن صحة أي مجتمع تقاس بتحضره والتزامه مبدأ الحق والعدل دون جور وعليه ندعو الناس جميعا الى وقف التجييش والتحريض، فما أحوج الكويت إلى الهدوء بعد ان أدلى الكل بدلوه!
٭ آخر الكلام: أخي.. أختي.. المواطن.. الوافد: الكويت تجمعنا فأكرمونا بالحوار الهادف ووقف كل جدال عقيم في الميديا ويا ليت أيضا تكرموننا بوقف إرسال كل هذه الفيديوهات المركبة القذرة التي تسيء الى بلدنا الكويت!
ما نحتاج اليه الآن الهدوء والحوار مع الآخر بكل صفاء النية والطوية!
٭ زبدة الحچي: نحتاج من إعلامنا وجمعيات النفع العام وكل مؤسسات المجتمع المدني لأن تتبنى منذ اللحظة قضية توعية الناس بأهمية (الحوار الهادف)!
وبيان خطورة الجدال والخصومة والتشفي من خلال أفرع شبكة الإنترنت العنكبوتية وكل هذه (الميديا) السلبية التي تعطينا كل يوم للأسف طاقة سلبية، عززوا روح التسامح والحوار البناء لنواصل تقدمنا في البناء الحضاري.
٭ تحية تقدير الى كل «عيالنا» في الصف الأول من الأطباء والكوادر الطبية وعسكرنا في الجيش والشرطة والحرس الوطني وكل موظف يقوم بواجبه الوطني في هذه الجائحة التي أفرزت لنا رؤية لاستشراف المستقبل الواعد بعيدا عن الفساد والفاسدين، تفاءلوا القادمات أفضل إن شاء الله.
. . في أمان الله.