[email protected]
أرجو من قارئي الكريم ألا ينظر موطئ قدمه، وإنما يجول بنظره معي في الافق البعيد..
في آخر يوم من صيام الست من شوال جلست في مسجدي المنزلي حتى شروق الشمس فلقد هيأت لنا جائحة كورونا سنة 1441هـ الموافق 2020م فرصة التأمل واسترجاع الذاكرة من الخمول، وتذكرت مسرحية «الكويت سنة 2000» وكيف كنا نشاهدها ونضحك، وجاءت سنة 2000 بكل ما فيها من تحولات الألفية الثالثة وقول كبار السن عندنا (لا تؤلفان).
أي أن القيامة ستكون في الـ 2000م ومرت المناسبة متجاوزة إشكالية الأرقام ثم أدركنا لعبة (الكبار) الفوضى الخلاقة؟ والدمار العربي، أقصد الربيع العربي!
وتوالى سقوط الرؤساء صدام حسين - ياسر عرفات - معمر القذافي - زين العابدين بن علي وعمر حسن البشير..) ومن قبلهم قاسم وغازي ونوري السعيد وكل من حاول أن يؤذي الكويت.
الإنسان المفكر في لحظة التفكر والصفاء يستذكر أن هذا العالم اليوم يشهد انفجارا سكانيا يكاد يكون محصورا في مساحات معينة في العالم مثل الصين والهند، وكل التقارير العلمية التي اسمعها من هنا وهناك وأتابعها تؤكد على ان العالم سيشهد انقراض كثير من الحيوانات في السنوات القادمة، وهذا معناه أن الإنسان بدأ (يزيل الشجر) والمساحات الخضراء للامتداد العمراني!
نحن، بكل ثقة، نقول إن على (أهل البيئة) المتخصصين ان يبدأوا منذ اللحظة بالتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة للحفاظ على الموارد الطبيعية وهذا الكم من التحولات المقبلين عليها ورأينا اليوم كيف استطاع فيروس كورونا (Covid-19) أن يرسخ له ثقافة عالمية في الاحترازات!.. علينا التفكر بالماء والماء وأخيراً الماء!
وأنا أدخل مرحلة تفكير عميق وهذه مطالبة لحكومتنا الموقرة ومجلس الأمة المقبل لأننا غسلنا يدنا منهم اللهم إلا البعض ولا نزكي على الله أحداً.. وربي يوفق رئيس الوزراء (يد نظيفة) ونريد منه الحزم خاصة في ملفات الفساد والكل الآن يدعون له ويارب توفقه!
السؤال: هل فكر مسؤول حكومي واحد كيف ستكون الكويت سنة 2050؟
اليوم مشهد النفط هو المتصدر؟ والحروب القادمة ستكون من اجل الماء ولا غير الماء!
ماذا أعددنا تجاه المياه ونقصها والحروب القادمة من أجلها؟ واحنا الماء عندنا من تقطير المياه البحرية!
فكرنا بالقوى القادمة التي ستحكم العالم فسنة الله في ارضه التبديل، اين الروم والفرس واليونان والمغول؟ أين الحضارات التي سادت؟ من القوى الآن الصاعدة؟
كيف نستطيع من خلال هذا المثلث الذي يحصر بلدنا ان نتعايش مع الجميع في سلام؟ كيف نحافظ على الكويت وهناك من يطمع بهذا المثلث الذهبي الضاوي بالخيرات؟
نحن في منطقة الخليج العربي (القوة النفطية) التي تسيطر على استقطاب طلاب هذه السلطة؟.. ما البدائل القادمة؟ الطاقة الشمسية؟ هل عملنا حسابنا لهذا الامر الملحّ؟.. دبي اقامت المدينة الشمسية!
هناك قوى ضاغطة على الكويت ستستمر فكيف نحقق التوازن والإقناع في معالجتنا للتحديات وأولها ما يتعلق بالتركيبة السكانية والجغرافيا؟
ما أحوج كويتنا اليوم الى (متخصصين في كل الاتجاهات) للجلوس معا في عصف ذهني لوضع خارطة طريق للكويت كي تحافظ على نفسها وأهلها وصولا الى هذه السنة 2050. هل ستكون مدينة الحريري قد أنجزت؟ هل صارت حدودنا الشمالية محمية دوليا؟
من يبقى؟ ومن يزول؟ ومن يذوب؟ ومن يدمج؟ اسئلة تخوف وتشيب منها الرؤوس المفكرة؟.. احيانا اغمض عيني من هذا التفكير (ربي يحفظك يا كويت).
حتمية الأمر هناك تحولات يا رب تكون للأفضل والأحسن؟ العالم يتطور ويقفز ولن ينتظرنا!
لكن السؤال: من يضمن لنا بقاء الحال كما نحن عليه؟ .. لماذا هذا الكم من الفساد الآن؟ هذا ما يرعبني!
ما أعرفه قارئي الكريم ان منطقتنا (حيوية واستراتيجية) وبحكم قراءتي للتاريخ لا أراها تتحمل حربا عالمية ثالثة فيكفي ما حصل في الأولى والثانية عدا الحروب التي ما بين بلدين. لكن ليس هناك بعيد عن صناع الحروب؟
أول أمر أوجه له النظر «الديموغرافيا» شفنا في سنة 1441هـ الموافق 2020م (مواجهة سكانية) عجيبة لها محرضاتها من الداخل والخارج وهي «عين الخطر» فليس من المعقول ان نتحول الى (اقلية) وسط بلداننا؟ المؤشرات خطرة جدا!
وغير التركيبة السكانية هناك الركود الاقتصادي الذي نعيشه والله يعلم متى الفرج؟ خاصة مع تدهور اسعار النفط! والضغوط السياسية التي تمارس على الكويت للدفع كما هي على بقية دول الخليج العربي.
موضوع النمو السكاني في الكويت بغاية الاهمية فإلى أين يتجه؟
آن الآوان لطي هذا الملف.
انظروا الى معدل الوفيات من اي الفئات؟
تركيبة الكويت سكانيا في خطر لكثرة الاجانب وعلى المختصين والمستشارين الانتباه لهذا الامر مبكرا! يجب موازنة الجنسيات وفتح المجال لجنسيات جديدة، لماذا البيض في سلة محددة؟
من الأمور الخطرة التي مرت علي بالمشهد قضية تحولات المناخ وهذه الحرارة التي تزيد كل عام! وما تأثير هذه الحرارة على بلدنا؟ فالارقام قياسية في الظل.
ومضة: لو كنت املك القرار لقمت اولا بتشكيل فريق من «النخب العلمية» ودون (واسطات وهذا ولدنا) وعملت دراسة حقيقية عن وضع الكويت عام 2050 من حيث القوى المتوقعة والديموغرافيا والموارد والعولمة وتبدلات المناخ، وما هو القادم من التطورات العلمية في المأكل والمشرب والمركب والحياة بشكل عام؟
آخر الكلام: قارئي الكريم: أعلم مسبقا ان (التوقع) امر صعب جدا لكننا اليوم نملك (عقولا بشرية) مخلصة وصادقة ولكن عيبها الوحيد انها نظيفة وبعيدة عن القرار الحكومي لأن التوزير وغيره من المناصب لا يقبل بهما إلا المغامر!
اليوم بكل صراحة الكويت بحاجة إلى لجنة علمية من كل التخصصات (مهمتها) اين ستكون الكويت عام 2050؟
زبدة الحچي: قارئي الكريم هذا المقال صعب وقته مع كورونا، لكن علينا ان نذكر اصحاب القرار اليوم بأهمية وضع خريطة الكويت امامهم ولا وقت للمراهنات، أنا وغيري نرى التنين قادما بقوة والدب وصل الشام وتمدد الى ليبيا والنسر يحوم ويضغط على المنطقة رافضا التحالفات وفق مرئياته وخافياته؟
آن الأوان ان نحرك مشروع درب الحرير في المنطقة الشمالية عاجلا غير آجل وأن نفعل معاهداتنا العسكرية ونطبق التجنيد، فالكويت 70% من سكانها شباب وهذه نعمة وهم الاقدر على حمايتها فماذا اعددنا لعام 2050؟
اعرف ان عام 2050 سيكون هناك تغيير كبير في كل شيء خاصة وسائل الانتقال والتعريف والأجهزة الذكية المصاحبة للإنسان!
والله ان الموضوع مجرد ان تفكر به يصيبك صداع وخوف ولا نملك إلا الدعاء: اللهم يا ربنا احفظ لنا نعمة الكويت من الزوال فكل المرئيات في الأفق تخوف العاقل فاحفظنا بحفظك مما يدور بالخفاء!
غمضوا عيونكم وفكروا في اوطانكم.. أتمنى ان نمارس التفاؤل ان وجدنا اصلاحا ضد الفساد والفاسدين. يا الله.. عام 2050.. لا يعلم بواطنه إلا الله.. نعقلها ونتوكل.. وماكو إلا العافية.. تكفون وقفوا هذه العبارة نحن أمام نكون أو لا نكون! في السابق كان كل كويتي يفكر بالعقار خارج الكويت، لكن بعد كورونا المواطن متوازن وعرف الحقيقة الباقية، الكل مسؤول عن الكويت وتحالفوا مع الشيطان من اجل بقاء الكويت.. ارجو استيعاب درس الاحتلال العراقي!
اللهم احفظ بلدي الكويت وشعبها الوفي.. يارب حفظك.. احنا أمانة العلي القدير.. في امان الله.