[email protected]
هذا مقال تشكّلت سطوره من إيميلي الشخصي الذي تسلمته مؤخرا وفيه مناشدة من (أخوات) يطالبنني بالكتابة حول النموذج الأمثل للرد على الشبهات في قضايا المرأة.
يقلن: نتعرض اليوم الى كثير من الشبهات في قضايا عديدة تخص: (القوامة ـ والشهادة في المحاكم والإرث (الميراث) وتعدد الزوجات)، وهذه قضايا موجودة الآن وتدور في البيوت والمنتديات وتحتاج الى إجابات شافية، فهناك من يوجه الاتهامات ويثير الشكوك تلميحا أو تصريحا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وفي أوساط الأقليات وهناك من يطعن المرأة ويتهمها بما هو ليس فيها، وهناك أسئلة تحتاج المرأة اليوم الى إجابة شافية عنها وليس هناك وسيلة اتصال مع جهة موثوقة مثل (خط ساخن يمثل وزارة الأوقاف ويرد على الأسئلة، شيخ دين مؤهل لمثل هذه الأسئلة).
تعلمنا في ديننا الوسطي أن (الفكر إنما يقابل بالفكر)!
هذه الرسالة من الأخوات - والله - جعلتني في حال استثارة أفكر فيما طرحن وأنا أرى كثيرا من الإعلام والميديا والتواصل الاجتماعي والإذاعات والتلفزيونات يتعرض لقضية (تحرير المرأة) والبداية دائما (حريتك تبدأ بلباسك)!
هذه العملية من العصف الذهني المركز أرجعتني الى (منصّر) كبير اسمه (زويمر) كنت أتابع ما يصدر في السبعينيات والثمانينيات من مؤلفات مرئية ومسموعة وتوجيهات وآراء جلها موجه كما وجدته هو محاولة (لتفريغ قلب المسلم من الإيمان)، ومحاولة مستميتة لإدخال المسلم من واقع المحافظة الى الدخول في عالم المتاهات في القول واللباس والتصرفات التي تقوده بالتالي لسلخه من دينه.
أنتجوا مئات الآلاف من الأفلام والتمثيليات والمسلسلات والروايات وأقاموا المحاضرات والمؤتمرات والمنتديات لتشكيك المرأة في لباسها الشرعي ومأكلها ومشربها ووصل الأمر الى الهجوم المباشر على الكتاب والسنة!
نعم.. ما أحوج اليوم الى برنامج ثابت في التلفاز وفي الإذاعة لقضية الإفتاء نحن مع التحضر ومع التمدين ولكن (ديننا) خصوصيتنا فلم هذا الاستقصاد؟
اليوم وباء كورونا فرض نفسه والمرأة محتاجة فعلا الى من تستفتيه في أمور دينها ودنياها فإلى من تلجأ؟
لا بد من جهة موثوقة تكون موجودة في هذا الظرف المكاني والزماني لإشباع حاجة المرأة الى الإجابة عن كل تساؤلاتها.
المرأة في الكويت والخليج العربي والوطن العربي والعالم الإسلامي بل في كل العالم تظل بحاجة الى (مفتٍ) يجيب عن أسئلتها وتساؤلاتها ويرد عنها الشبهات والأراجيف!
أعود وأذكِّر بما جرى للمرأة عبر العصور ومذكور ومدون في صفحات التاريخ وكيف كانت تُضطهد وتهان في الأمم السابقة ولم يكرمها دين مثلما أكرمها الدين الإسلامي. وأعرض عليكم ما تعرضت له المرأة في الأمم السابقة واللاحقة:
ـ المرأة في اليونان (رجس من الشيطان) وهي محرومة من كل حقوقها تباع ولا ترث!
ـ المرأة عند الرومان حبيسة بيت أبيها وإذا انتقلت الى بيت زوجها انتقلت له السلطة.
ـ كان الرومان يسكبون الزيت الحار على أبدان النساء (التعيسات) ويربطونهن في ذيول الخيل ويجرونهن في الميادين بأقصى سرعة.
ـ المرأة في الصين يسمونها (المياه المؤلمة) وكانوا إلى عهد قريب يضعون الأحذية في أقدام البنات حتى لا يكبرن.
ـ علماء رومانيا أفتوا بأن المرأة ليس لها روح!
ـ المرأة في شريعة حمورابي في مملكة بابل هي كالماشية من حيث مركزها الاجتماعي!
ـ المرأة عند الهنود لا تملك شيئا من أمرها وحقوقها حتى انها تُحرق معه إذا مات.
ـ المرأة عند اليهود: لعنة ينبغي التحرز منها والابتعاد عنها وعدم ائتمانها على سر، وجاء في التوراة تحذير منها: المرأة أشد من الموت!
وهي في المحيض نجسة تحبس في البيت فكل ما تلمسه من إنسان أو حيوان او طعام او كساء نجس!
وهي سبب إغواء آدم!
ـ أما عند المسيحيين فهي التي أغوت آدم من أجل ذلك بعث ابنه عيسى (لا حول ولا قوة إلا بالله) كما يقولون ويزعمون فيغسل ذنوب البشرية فهي متهمة وهي عضو من أعضاء الشيطان وكالعقرباء وعدم الزواج منها أفضل، يقول المدعو بولس: من زوج عذراء محسن ومن لم يزوجها أحسن!
في القرن الخامس الميلادي أصدر مجمع (ماكون): هل المرأة مجرد جسم لا روح فيه؟
وقال القديس تونوليان: انها مدخل الشيطان الى نفس الإنسان ناقصة لنواميس الله!
وفي عصر النهضة تشكل مجلس اجتماعي في بريطانيا خصوصا لتعذيب النساء ثم أحرقوا النساء وهن أحياء وكان القانون الإنجليزي المسيحي البروتستانتي حتى عام 1805 يبيح بيع الزوجات!
أرأيتم الثورة الفرنسية التي تفتخر بها أوروبا وتعتبرها منطلقا للتحرير في العصر الحديث؟ اعتبرت المرأة إنسانا قاصرا!
أما المرأة لدى العرب في الجاهلية فهي محرمة لا ترث ويجوز للزوج إرجاعها متى ما رغب وكان الزوج يتزوج بأي عدد من النساء والزوجة تركة للزوج ومن يرثه وكلنا يذكر (وأد البنات) وقد سجل القرآن ذلك في قوله تعالى: (وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت) (التكوير: 8).
وشاع لدى بعض العرب نكاح (الاستبضاع)، وذلك بإرسال الزوج زوجته الى أحد زعماء القبائل المعروفين بالشجاعة لتحمل منه ثم تعود لزوجها!
وشاع أيضا زواج (الشغار) وهو أن يزوج الرجل ابنته من آخر على ان يزوجه ابنته أو أخته!
وجاء الإسلام العظيم ليكرِّم المرأة أعظم تكريم، فهذا القرآن الكريم يعلمنا (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) (النساء: 1).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «النساء شقائق الرجال». رواه أبوداود وأحمد.
٭ ومضة: الله عز وجل أكرم المرأة وأعطاها من المسؤوليات وأباح لها العمل واشترط أن تخرج محتشمة وتعمل في عمل يصونها ولا يهينها، فالأصل تربية أطفالها وإذا اضطرت للعمل فبشروط حتى تصان ولا تهان.
الإسلام أعطى المرأة حق أهلية مباشرة العقود في البيع والشراء وأن تتصرف فيما تملك وأباح لها التوكيل حتى في الزواج.. البكر رضاها صمتها وتقول رأيها عندما تستشار، والقرآن ذكر لنا نماذج نسائية مثل بلقيس وآسيا زوجة فرعون وبنتي شعيب وأخت موسى وامرأة العزيز والسيدة مريم وفاطمة ابنة الرسول وزوجاته صلى الله عليه وسلم، فالمرأة في الإسلام ليست أمة بل هي شقائق الرجال وهي الأم والأخت والزوجة والعمة والخالة وكلهن مكرمات.
٭ آخر الكلام: أرجو من النساء الوقوف والتفكر في معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النساء ناقصات عقل ودين»!
أما معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن، فقيل يا رسول الله: ما نقصان عقلها؟ قال: أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل؟ قيل: يا رسول الله ما نقصان دينها؟ قال: أليست إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم؟
هل هذا النقص ستحاسب عليه؟
لا.. فهذا النقص لا تؤاخذ عليه لأنه لا دخل لها فيه وإنما فطرت هكذا ولو ترك الأمر واعتبرت شهادتها مثل شهادة الرجل وصامت وصلت أثناء الحيض والنفاس لأضرها ذلك أشد الضرر، فمن رحمة الله عز وجل ان جعل شهادتها نصف شهادة الرجل ووضع عنها الصلاة والصيام في أثناء حيضها ونفاسها ثم شرع لها قضاء الصيام فقط دون الصلاة لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات والحيض قد تكثر أيامه فيبلغ سبعة أو أكثر والنفاس أربعون يوما فكان من رحمة الله عز وجل ان أسقط عنها الصلاة أداء وقضاء.
هذه حقائق موجودة وفطرة مخلوقة ولا يجوز أبدا الاستهزاء بقضية (ناقصات عقل ودين) ولا ينسحب على كل شيء وإنما يخص هاتين القضيتين وهناك (نساء تفوقن) على الرجال في العقل والدين ونجحن حيث فشل الذكور.
٭ زبدة الحچي: آن الأوان أن تفكروا يا وزارة (الإعلام ـ الأوقاف ـ التربية) وجمعيات النفع العام في استغلال (محطة فضائية كويتية) لتخصص للنساء وتجيب عن كل أسئلتهم وتنقل كل فعالياتهن وآرائهن ومقترحاتهن، محطة تقودها (حريم) من ألفها إلى يائها.. فماذا نحن فاعلون؟
تحية لأساتذتي
بالأمس ظهرا على الغداء عرض عليّ ابني مهند صورة وقال: أتعرف صاحبها؟ ابتسمت وقلت له: يا بو يوسف هذا المربي الفاضل أستاذي ـ حسن عبدالمجيد (أبوعلاء) أحد نظار المدارس الابتدائية يوم كان الناظر (رجل دولة) وقياديا يحكم مدرسته وطلابه ويحترم مهنته، وأتذكر أيضا زوجته المربية الأستاذة الموجهة شيخة الشاهين، فلهما مني التحية والتقدير والدعاء بالصحة وطول العمر إنهم نماذج من القيادات الكويتية نظيفة اليد والسيرة.. في أمان الله.