[email protected]
اللهم لك الحمد والشكر يا ربنا، سلطت علينا وباء «كورونا» فطفح ملف الفساد.
ما أحوجنا الآن كحكومة بعد أن ظهر الفساد في البر والبحر والجو أن نبدأ بكل حزم وقوة وشجاعة واحترام بفتح ملف التحويلات المالية للنواب والملف البنغالي والصندوق الماليزي وفضائح الفانيشستات والتسريبات، وتطبيق أقصى العقوبات على الفاسدين والضالعين في هذه الملفات دون تردد، واسترداد الأموال المنهوبة على الكبير المحمي وأي ضالع في هذا الفساد الذي عمّ الكويت يستهدفنا ويستهدف وجودها وكيانها!.. وستذكر الأجيال الكويتية سنة 1441هـ الموافق 2020م.
اليوم الكويت بحاجة ماسة في حراكها السياسي والاجتماعي والتنموي إلى ضرورة تطبيق معايير جديدة في اختيار الوزراء الأكفاء بمزيد من النزاهة والشفافية ومنع ما جرى العرف عليه من استرضاء أو محاصصة.
علينا اعتماد الاختيار على مبدأ الكفاءة وليس الواسطة وترشيحات البطانات الفاسدة فالكل (عيال الكويت) فلا تقفزوا وتحابوا!
آن الأوان لفصل التنمية عن المسار السياسي وبحيث لا يؤثر الحراك أو الخلاف السياسي على انسيابية التنمية لنستعيد ثقة المواطن الذي هزته الاحداث الاخيرة.
لن اتكلم عن اختيار نواب الأمة فهذه مسؤولية الشعب وأعتقد انهم فهموا الدرس ولم يعد البرلمان يستطيع (تجييش الشارع) لأن الكثير من النواب لم يقوموا بدورهم الوطني كما يجب وخانوا القسم الذي حلفوه ليقوموا بواجباتهم التشريعية للأسف الشديد.
ويبقى أمر عودتهم عند الناخبين!
اليوم الكويت مشغولة بصحة الأمير الوالد الذي نضرع للمولى عزّ وجلّ ان يعافيه ويشفيه، والأخبار مطمئنة إن شاء الله، وكلنا فخر بالصف الأول الذي قاد المواجهة مع وباء كورونا ومن عمل واجتهد فعليه (ألف عافية بنيل المكافأة) لكن لا نريد ان نسمع ان خاملا لم يعمل قط نال المكافأة! وخل ننفّع هذا وذاك.
الشعب الكويتي بعد هذا الكم من الفضائح بات (التوتر والغضب والإحباط) تسيطر على يومه، انه القلق في ان يفلت كل هؤلاء من العقاب المستحق بالضغوط والواسطات والألاعيب والتهريب الى الخارج وإعطائهم الوقت للتصرف بالأموال!
إيماننا كبير بالله عزّ وجلّ ان يقصم ظهور كل أولئك الذين خانوا الكويت وباعوها ولا نريد ان يسيطر على عقولنا للحظة واحدة ان هؤلاء يراهنون على الوقت والتسويف ليهرب كل منهم بما حصل عليه بالخداع والتضليل وغسيل الاموال بالباطل والقذارة.
لن يتسلل إلى قلوبنا إلا الإيمان بأن الله عزّ وجلّ (يمهل ولا يهمل) وسينالون عقابهم في الآخرة، لكننا نريد ان يرى الجميع ان القانون يأخذ الكبير اولا امام المجتمع والشعب، اما الصغير فمقدور عليه كما يقولون!
لن يتسلل الشك إلى قلوبنا لأننا مؤمنون باليقين الإلهي الرباني.
شعوب العالم كلها تناظر الكويت (بلد قائد الإنسانية وعاصمة الخير) وأسرة تحكم البلاد منذ اكثر من 350 عاما من الاستقرار السياسي وتطبيق الدستور منذ 1962 وتأتي (مجموعة فاسدة) لتلوث الكويت وتنشر الفساد!
الكويت ولادة ومعطاءة وسنرى بإذن الله قريبا جدا عقوبات تطبيق القانون على الفاسدين رجالا ونساء لتتطهر الكويت من رجسهم وفسادهم.
٭ ومضة: يسألني قارئ على إيميلي: أرى كتاباتك تأخذ منحى نحو (المدينة الفاضلة) والشعب المثالي وهذا لن يحصل في هذا الزمان.
انا يا صديقي لست اتكلم ابدا عن (المدينة الفاضلة) التي اعتبرها افلاطون جمهوريته متخيلا ما ينبغي ان تكون عليه هذه المدينة او الدولة.
انت تعرف والقارئ الكريم ايضا يعرف ان افلاطون من اشهر فلاسفة اليونان وأن تلميذه سقراط الاغريقي الذي اعدم بالسم نظر لهذه الدولة في كتابه (القوانين) وكتاب الجمهورية او (المدينة الفاضلة) وكانت نظريته تدور حول مجموعة آرائه حول اسس هذه المدينة ودور التربية والحكومة المشرفة على تطبيق كل المجالات بمفهومها الشامل من تنظيمات وسياسات وطبقات عاملة ومحاربين فضلاء وفلاسفة وحكماء.
الكويت تجربتها واقعية فهي دولة بكل ما تعنيه الكلمة وهي لم تُدر بعقلية الشركات وإنما دولة لها دستور عريق وتجربة (بيت حكم) مستقر وفي الاختبارات كلها قال الشعب الكويتي كلمته واضحة نعم لأسرة آل الصباح وبرغبة شعبية عارمة.
٭ آخر الكلام: ما أحوجنا الى سلطة (تنفيذية وتشريعية) في قادمات الأيام لوضع اجندة الكويت بعد كورونا للإصلاح والتنمية وتفكيك كل المسائل الخلافية والانتقال بكويتنا الى نقلة نوعية كي نكون سويسرا الجزيرة والخليج!
علينا تأصيل اننا مارسنا الديموقراطية قرابة القرن ولدينا دستور متطور مطبق منذ الستينيات.
أعطني دولة عربية او اسلامية بها ديموقراطية حوالي القرن من الزمان!
٭ زبدة الحچي: بوابة التغيير اراها بتطبيق القانون على الفاسدين جميعا واسترجاع الأموال عاجلا غير آجل وتتبعها لربما وصلت لآخرين سجلت بأسمائهم، وعلينا الا يفلتوا بسحتهم!
مسارات كثيرة في بلدي الكويت بحاجة إلى نقطة البدء، ففي الرياضة اختاروا قيادات غير حزبية وغير منتمية الا للكويت تصلح الرياضة وأبعدوها عن الصراعات.
في السياسة لنبدأ بنقض هذا الملف، فمن يستهدف الكويت يطبق عليه القانون وأرى ان النواب الذين نالتهم التحويلات هم اول من نبدأ بهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر!.. يجب ألا يمر ملف التحويلات، طبقوا من أين لك هذا؟
الكويتيون مدعوون للاختيار الأمثل في الانتخابات البرلمانية وياريت يصبح التصويت لـ 2 من المرشحين فما نحن فيه هو نتيجة الصوت الواحد!
في الثقافة علينا ارجاع الكويت الى المقدمة، اعطوا المسرح حقه وغيروا لجنة اختيار النصوص والتمثيليات، هؤلاء اجازوا كل ما يظهر القبيح في الكويت وهو بهتان كبير.
أرجعوا (قناة العربي) إلى الصدارة وليس كما نراه اليوم في القناة الكويتية برامج معادة. أحيوا التحقيقات الصحافية السابقة فيها فهي سر نجاحها.
بات من الضروري التوعية بأهمية ترشيد استخدام (الميديا) والتواصل الاجتماعي بطريقة صحيحة لأن الكويت من اكثر الدول استخداما لهذا النشاط الإلكتروني.
كلنا نشيد بتوجهات سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء ونعتبره (رجل المرحلة) وأن يواصل خطواته الإصلاحية بلا تردد او مجاملة لأحد ويضرب بيد من حديد حتى نجتاز هذه المرحلة بأقل الأضرار.
يبقى حلم المدينة الفاضلة يراودنا جميعا بوضع اجندة وطنية للإصلاح والتنمية، وأرجو اخيرا الاهتمام بالشباب الكويتي فهم والله عدتنا لاستشراف المستقبل.
في أمان الله..