[email protected]
هذه الفترة (خاموش) الصمت أفضل لا أحد يتليقف نرجوكم.
في ظل فساد كبير اجتاح الكويت نحتاج إلى وقفات تصحيحية لأفكار شبابنا خاصة فيما يتعلق بالجد والاجتهاد والعمل الحلال والكسب المشروع، لأن الصور النمطية التي سادت في الفترات القريبة التي نعيشها الآن هي طغيان الانبهار من الكسب الحرام، والذي تبلور على شكل (أُناس) مشاهير سيطروا على الميديا والإعلام وتصدروا المشهد وبعضهم استطاع بطرقه الخبيثة الملتوية أن يتسيد المشهد، فصاروا حديث الناس وقدوات لكثير من الشباب الذي ترك التفكير في مستقبله التعليمي وسيطرت عليه فكرة شيطانية واحدة هي: كيف أغتني؟ كيف أصير نجم «فاشنست»؟ لقد سيطرت مجموعة فاسدة من المتصدرين للمشهد عقول شبابنا وأصبح التفكير: كيف يصير عندي مجموعة سيارات وشاليهات ويخوت وشركات وقسائم سكنية و.. و.. و... إلخ.
ما يكتب في (الميديا) عن حجم شبكة سماسرة (المال الحرام) والفاسدين أمر عظيم، وربما الخافي اعظم.
إن ما تمر به الكويت من فساد ذمم ومال وفتن يستوجب الحذر، ويجب ان تخرج الحقائق من مسؤولي الدولة المخولين بالتصريح عن هذا الموضوع الجلل الذي هز الكويت والكويتيين.
ما أحوجنا جميعا الآن الى (خاموش) الصمت، حتى تنجلي الحقائق وتعرف الكويت والشعب الكويتي حقيقة ما دار بهذا الكم الهائل من الفساد المالي على كل الأصعدة ومن كل الشرائح والمستويات في يوم المحاسبة العظيم.
إن على المصلحين ووزارات تصحيح مفاهيم الناس وقطاعات المجتمع المدني والدعاة والمعلمين والإعلاميين، أن يبدأوا تصحيح مفاهيم مالية رسخت في أذهان الشباب عن الكسب غير المشروع.
كما أن على مثقفي الكويت اليوم دورا إصلاحيا في تصحيح الصورة النمطية بعقول الشباب وتعريفهم أن (مستقبلهم الواعد) يتطلب منهم الاهتمام بدراستهم وتحصيلهم العلمي والمعرفي حتى يكسبوا العلم والخبرة ويكدحوا ويتعبوا حتى يحصلوا أرزاقهم بشرف وأمانة وعزم ونية.
ما شاهدوه في (الميديا) والإعلام الإلكتروني في التواصل الاجتماعي (صور مغلوطة) لا تغني ولا تسمن من جوع لأنها (حرام وسحت ومال قذر).
أيها القارئ الكريم آن الأوان أن نصحو، فما مر بنا هو (فيلم مرعب) يتوجب القصاص فيه من المخرج والممثلين عاجلا غير آجل.
أعزائي الكرام في كل مكان: لا يخلو جيل من الأجيال من الزلل ولكل جواد كبوة الا ان هذا لا يعني انه ما في نجاحات.
إن الأخطاء التي وقعت ونالت من الكويت تستوجب الحساب لأهل الزلل الذين تصرفوا كأن الكويت مستباحة، واليوم الأيدي النظيفة تعتزم محاسبتهم وفق القانون، والقراءة السريعة تجعلنا نحمد الله عزّ وجلّ ان الإجراءات بدأت تطولهم (مجموعة مجموعة) والقانون سيطبق على الجميع.
آن الأوان أن يلتفت مجتمعنا الى التذكير بأهمية الضوابط والمبادئ والأسس لبناء المجتمع الواحد الصالح بالحفاظ اولا على الدين ونبذ أهل الأهواء من فاشنستات رجالا ونساء.
٭ ومضة: أيها التربويون والمصلحون الاجتماعيون والدعاة والمدرسون ما أحوجنا الآن الى «ميثاق شرف» يرجع الشباب إلى دينهم من أجل ترتيب أمور تعليمهم وتعلمهم عن بعد وترسيخ قيم الجد والاجتهاد وضرورة تحصيل العلم من اجل مستقبل واعد لأن (التعليم والتعلم) هو سبيلنا الإستراتيجي والمصيري نحو الكسب الحلال.
كلنا نثق الآن بالتوجهات الاصلاحية التي حجزت اموال هذه (الزمرة الفاسدة) لتبدأ محاكمتها لهم وتجريم ما قاموا به نحو الكويت من فساد وإفساد للأسف.
٭ آخر الكلام: الكويتيون وهم يراقبون المشهد الآن، في تنفيذ آلية محاكمة كل أولئك الذين أساؤوا الى الكويت وشعبها من عمليات غش وتزوير وغسيل، واثقون بأن أولي الأمر سيطبقون العقوبات الشرعية على مستحقيها حيث لا مجال للعواطف في إقامة حدود الله بأرضه، قال تعالى: (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر - النور: 2).
٭ زبدة الحچي: ما أحوجنا الآن وعاجلا غير آجل وبعد ان اتضح لنا ضعف البصيرة بحقيقة الدين وقلة البضاعة في فقه ومعرفة اسراره في الوصول الى مقاصده واستشفاف روحه، ما أحوجنا ان نرجع (الدين) إلى مناهجنا فالدين هو الذي يصنع لنا المواطن الصالح المحب لدينه ووطنه العارف بأمور الحلال والحرام.
آن الأوان أن يلتزم كل مواطن بـ (ميثاق شرف) يحمي الكويت وشعبها من كل فاسد أشر لا يهمه من الكويت إلا ان يغرف ما يستطيع ليهرب بما نهب، بعيدا عن الولاء والبراء، ومطبقا المفاهيم المغلوطة لينال مآربه الفاسدة.. لا أوصله الله!
في أمان الله..