[email protected]
هناك خطر من تفشي وباء كورونا، لكنه لا يعادل أبدا الخوف من ضياع الكويت.
سطوري اليوم الى العقلاء من أبناء بلدي الحبيب، فالابتلاء سنة ربانية من الله عزّ وجلّ الى بني البشر ليميز الخبيث من الطيب، ويجريها الله سبحانه وتعالى على عباده ليفرز الصالح من الطالح والصادق من الغشاش، وليكون بعد ذلك ارتكاز الدولة على أصحاء عقلاء أقوياء في الدين والعقيدة والمواطنة.
تذكرون الاحتلال العراقي الصدامي الآثم أظهر معادن الناس في الكويت خاصة المرابطين المقاومين في الداخل الذين صبروا على البلاء والامتحان وكانوا بالفعل أصحاب العصيان المدني والمقاومة الباسلة والتكافل، يعاضدهم إخوانهم في الخارج بتسيير المظاهرات وإعلان الاحتجاجات ورفض الاحتلال والتمسك بالشرعية.
لقد دخل علينا العراق بجيش مليوني صعب مقاومته لكن الله نصرنا ومكننا منه بفضل الله عزّ وجلّ وأحرار العالم من الدول والشعوب، ومثلما دخلوا فروا وانهزموا.
وبرز في هذه المحنة عالم جليل تحمل من اجل قضية الكويت ما لم يتحمله عالم مثله لأنه أفتى بضرورة الاستعانة بالقوات الأجنبية لإخراج المحتل من الكويت، ولقد لقي موجة معارضة عارمة من العلماء المسلمين وظل متمسكا برأيه رافضا العدوان والاحتلال العراقي الصدامي جملة وتفصيلا رغم الحملات الإعلامية التي استهدفته وقللتم من شأنه وكلنا يذكر أن دول الخليج العربية مجتمعة أصابها الاضطراب خاصة مع استيلاء القوات العراقية على الخفجي وتقدمها نحو عمق المملكة العربية السعودية وهنا اتضحت رؤية هذا العالم المجاهد الذي أفتى بكل علم وصراحة بضرورة الاستعانة بالقوات الأجنبية لردع الظالم مع القوات العربية والإسلامية المتواجدة على الأراضي السعودية.
دعوني باسم كل كويتي نترحم على شيخنا الإمام الجليل عبدالعزيز بن باز، رحمة الله عليه، ونحن في العشر الأوائل من ذي الحجة ندعو له بكل محبة من قلوبنا وضمائرنا فلقد نصرنا يوم عز النصير، وتحمل من أجل فتواه ما لم يتحمله أي (عالم يفتي)، وهكذا هم العلماء القمم لا الرمم.
لقد حاول «حاكم ظالم» أن يمحو الكويت من على الخريطة فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر بعد ان استحل الدماء والأموال وانتهك الأعراض وشرد أهل الكويت في كل دول العالم، وكنا فعلا في خطر حقيقي وزال ولله الحمد.
اليوم تتعرض الكويت لمشاهد مرعبة نعيها نحن العقلاء وما أعتبره إنذارا مبكرا لخطر داهم يستوجب الوقوف والمصارحة وإزالة كل هذه الظواهر الفاسدة التي ابتلي بها بلدنا من فئة ظلامية تنخر في كياننا مستهدفة الكويت وشعبها لا بارك الله فيهم ولا بكل مخططاتهم الشيطانية.
كل الدول تمر بمنعطفات فاصلة وأحداث تستهدفها، وهذا يتطلب تصديا حكيما لمجريات الأحداث على وجه السرعة وبتر كل ما هو فاسد وغير صحيح دون تردد لأي سياسات خاطئة وصور ومشاهد فساد للأسف تركت وكبرت واتسعت من دون اي إجراء إصلاحي بدءا من التحويلات المالية إلى رشاوى ايرباص والملف البنغالي والملف الماليزي وظاهرة الفاشنستات إلى غسيل الأموال، وفضيحة صندوق الجيش والأموال القذرة، وهذه الأموال عموما لا يعقل أن تكون لفرد واحد، وإنما لحزب أو دول.. نعم هذا هو الأقرب للمنطق والواقع العقلي.
نحن في خطر وعلينا ان نثق الآن بقيادة أولي الأمر وعلى رأسهم سمو نائب الأمير وولي العهد الأمين في هذه المسألة ورجال أمننا الأشاوس والقضاء العادل في تطبيق القانون ووقف التكسبات المالية والمناقصات ومحاصرة الفساد كله والمنتفعين.
نحن أحوج ما نكون لفتح ملف التركيبة السكانية من جديد دون مجاملات، وعلينا ان نعزز البيئة الوطنية القائمة على ضرورة المزيد من الديموقراطية والرقابة ونبذ كل المظاهر الهدامة للظواهر الغريبة التي تستهدفنا.
إن المواطن الكويتي معتمد على رعاية الدولة له واليوم الأعباء المالية زادت على الوطن والمواطن وهذا يستلزم اعادة النظر في التعليم ثم التعليم ثم التعليم، فما أحوجنا الى مخرجات تحتاجها الكويت حقيقة، أنا محتاج الى الفروع العلمية، لا نريد خريج جغرافيا وتاريخ.
التعليم في الكويت والتعليم العالي (مختطف) لأن من ينفذ ويشرع هو بالأساس (غير كويتي)، وبالتالي كل النظم واللوائح تخدم فئة (غير الكويتي)، وهذه حقيقة تجعلنا نقرع جرس الإنذار (نحن في خطر)!
ومضة: الكويت بحاجة الى نفضة اصلاح تبدأ بالرؤوس الكبيرة ثم ننزل إلى القواعد، نريدها دولة عصرية من دون واسطات وسياسة (هذا ولدنا).
آن الأوان ان ننبذ كل الخلافات لاتخاذ القرار في بيت الحكم لبيان سطوة القانون على الجميع ووقف (الرخاوة) في هيكلة الدولة.
آخر الكلام: بدأت جموع الشعب الكويتي تشعر بالارتياح في ضوء التصريحات والتغريدات الخارجية من أحد أقطاب الأسرة، وهذا يكفل عودة هيبة الدولة وفرض سيادة القانون على المتنفذين وتحقيق سيادة القانون مع الانتباه الى أهمية منع السحوبات في البنوك على المتهمين حتى لا يتم التلاعب بالمبالغ هنا وهناك من خلال حيل شيطانية.
زبدة الحچي: إن تطبيق القانون على الكل بمسطرة واحدة كفيل باستتباب العدل وتكافؤ الفرص ومنع التجاوزات.
ما أحوج بلدي الكويت الى مزيد من الديموقراطية والشفافية لأن ضمانات الحرية وتعزيز الرقابة هذه هي (مقومات البيئة الكويتية) لجريان عملية الإصلاح وإحداث التغيير المرتجى وإلا سنظل نقولها: نحن في خطر، الكويت في خطر.
كل يوم نستشرف فيه المستقبل ندعو الله عزّ وجلّ أن يحفظ لنا هذا الوطن العزيز.. في أمان الله.