[email protected]
عدت يا عيد.. وبأي حال عدت يا عيد؟
الأوضاع في العالم غير مضبوطة لاجتياح فيروس «كورونا» الكون، مخلفا المصابين والمتعافين والموتى.
كويتنا شهدت (فترة ظلامية) بسبب حجم الفساد الذي ظهر وكاد يغرقنا لولا رحمة من ربنا أنقذتنا بتصدر (رجال الإصلاح) المشهد لتعديل الاعوجاج الذي ساد الفترة السابقة من ضعاف النفوس الخونة الذين خانوا أماناتهم ونكصوا عهودهم للأسف.
في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة وقع بين يدي كتيب صغير عنوانه «لذة المناجاة» كتبه فضيلة الشيخ طايس الجميلي الإمام والخطيب الذي اعتلى منبر مسجد العليان في السبعينيات.
الكتيب طبع على نفقة الأخت المغفور لها بإذن الله فريال عبدالعزيز الهلالي، وجعل هذا العمل المبارك في صحائف أعمالها وميزان حسناتها ونفع الله به القارئين، خاصة في هذا الوقت العصيب من مراحل وباء كورونا.
الرسالة مختصرة ومفيدة وتتكلم عن الكلم الطيب الذي يفتح لك أبواب العمل الصالح ويفيد المخاطب بهذا الكلم الطيب ومن يؤدي العمل في هذه الحياة المتدفقة لتعود عليه حسنات مباركات تهز القلوب وتجذبها نحو ربها.
قال تعالى: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) سورة المؤمنون (1 - 2).
الصلاة كما نعلم عمود الدين، وهي إن صلحت صلح سائر العمل، ومن أضاعها أضاع الدين وخرج عن الملة.
إذا قلنا الصلاة العمود الفقري إذن فلا حركة ولا نشاط ولا استواء لأنها إن ضعفت عند الإنسان تاه في الحياة، فلا خير في عمود معوج لا يمنحك الصلابة والمتانة، فحافظ على صلاتك والزم دعاءك وناج ربك في ظلمات الليل وآناء النهار.
ليست الصلاة والمناجاة والتبتل والدعاء والخشوع حركات تؤدى وألفاظا تردد ورغبة ورهبة فقط وإنما عبادة، وكما فعلها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في معراجه الى أن يبلغ المكان والمكانة وتقبل هدية ربه، ولهذا كان يقول صلى الله عليه وسلم: «أرحنا بها يا بلال».
فيها يجدون لذة لا تعرفها لذات الدنيا حتى ان قائلهم ليقول: لو علم اهل الدنيا ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف.
الكتيب بانوراما إيمانية يأخذك من الوضوء الى استحضار الطهارة والحرص على أوقات الصلاة وضرورة التأكد من استقبال القبلة وأركان الصلاة من: القدرة - النية - تكبيرة الاحرام - قراءة الفاتحة - الركوع والطمأنينة - الاعتدال والطمأنينة - السجود - الاعتدال من السجود والطمأنينة والسجود الثاني والاعتدال من السجود.
٭ آخر الكلام: الله، الله، الله.. ما أجمل صلواتنا فيا قارئي افهم صلاتك فهي لغة الدعاء وهي افعال واقوال مخصوصة في اوقات مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم وهذه الصلاة من يستحقها حقيقة هو الله لا أحد سواه.
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ كان عمار بن ياسر يدعو دائما بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت ان الحياة خيرا لي، وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي، اسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى ولذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زيّنا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين» رواه احمد.
وبعد القراءة والكتابة رسالتي الى شيخي وتاج رأسي ووسام صدري الشيخ طايس الجميلي (أبو احمد): جزاك الله خيرا على هذا الكتيب والشكر موصول الى الشيخ محمد سليمان الاشقر وفي ميزان حسناتكما ايها «الكبيران» مكانة في نفوسنا، فلقد جعلتماني احلّق عاليا في لذة المناجاة في هذا الزمن الكوروني، وآمل ان يجد القارئ لذته وسعادته بقراءة ما كتبت.
اثنان من القادة القمم لا الرمم أفادانا بعلم نستند إليه لفهم لذة المناجاة!
في أمان الله..
٭ آخر الكلام: في الأعياد ما أحوجنا الى مناجاة الراجين والمحبين والتائبين والخائفين والمفتقرين والشاكين والمريدين والمعيدين.
عيدكم مبارك.. وكل عام وأنتم بخير.. وعساكم من عواده.
٭ زبدة الحچي: في عيد الفطر السعيد تتجلى فرحة الصائم بفطره والمداومة على فعل الطاعات وإتيان الصالحات وفعل الخيرات، ومخطئ من ظن ان العيد فقط مرح ولعب وأكل واجتماع، بل هو يوم لمرحلة جديدة في حياتك وعباداتك وسلوكياتك. والعيد مشتق من (العود) وهو الرجوع والمعاودة، وهكذا نحن نستقبل عيد الأضحى المبارك ويوم النحر.. اللهم اجعل قادمات الأيام بعيدة عن وباء كورونا.
دمتم أيها القراء، ويبقى هذا العيد كما سبقه بعيدا عن التلاقي والتسابق والتزاور والتحابب والتوادد.
اللهم ارزقنا السعادة والحبور والطمأنينة والراحة النفسية وحقق لنا الترابط الأسري والوطني وسرورا يدخل في شراييننا وقلوبنا.. في أمان الله.