[email protected]
من حقك أن تحلم بأن مشروعك الحلال يتحقق على يديك!
«كورونا» وباء عابر، إن شاء الله، فلا تضيع أيامك وأحلامك سدى وباطلا.
قد هيئوك لأمرٍ لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
يجب أن تجلس مع نفسك وتضع لك هدفا وغاية تسعى لتحقيقها، فليست حياتنا عبادات وترفيها فحسب، ولكنه الأمل المرتجى أن يتحقق، مصداقا لقوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين – الأنعام: 162).
الكويتي عليه ألا يتوقف عن العمل والتفكير في الكسب الحلال، وأن يبتعد عن كل ما حرمه الله من مال حرام موجود اليوم من بيع المخدرات والتبييض والغسيل والرشوة وما وراء الأكمة!
عزيزي القارئ الكريم: ما مشروعك في الحلال الذي تعتزم القيام به؟
كيف تختاره؟ وما الأسس التي يقوم عليها مشروعك وحلمك؟
دعني في البداية، أقولها: لا تقضي حياتك «سبهللا» بلا غاية أو هدف أو عمل، ولا تضيع زهرة عمرك وأنت جالس، ويمر الوقت والزمن وأنت لم تنجز شيئا،
فكر منذ انتهاء هذا العيد في مشروع عمرك الذي سيفيدك، واحرص على أن يكون بعيدا عن (الفاشينست).
نريد معا أن (نجول) في عصف ذهني أنا وأنت ونفكر فيما توصلت إليه من التفكير بداية بأي مشروع أو حلم يناسبك؟.
يجب أن تفكر إيجابيا، ماذا فكرت لتطوير ذاتك وزيادة دخلك بالحلال؟
قال الشاعر:
نسب ابن آدم فعله
فانظر لنفسك في النسب
لابد لأي إنسان أن يكون له أثر يتركه من بعده، وعمر الإنسان لا يقاس بالسنين التي يعيشها، فكثير من الناس (عمّر) وطال عمره لكنه خرج من الدنيا خالي الوفاض! ..لا أثر ولا سيرة.
وهناك من عاش قليلا وترك الكثير ومازالت الناس تذكره وتترحم عليه، لذلك لا تتوقف بعد أن تقرأ «المقال»، اجلس مع نفسك وهيئها لبداية عمل مشروع تسعى لتحقيقه، يقول علي بن أبي طالبرضي الله عنه: «قيمة كل امرئ ما يحسنه»
العارفون يقولون: «قيمة كل امرئ ما يطلب»، ولذلك كانت أصدق الأسماء: الحارث وهمام!
قال الشاعر:
وإذا النفوس كنّ كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
العمر مراحل، وعليك منذ اللحظة أن تفكر بمشروعك وحلمك الذي يناسبك، وتتنوع المشاريع فهناك مشاريع صغيرة وأخرى كبيرة وفردية وجماعية وأخرى تجارية ودعوية وعلمية واجتماعية وإعلامية، وتذكر وأنت تبدأ بأن كل ما تراه من مشاريع كبيرة ضخمة كان يوما مشروعا صغيرا على الورق.
انظر، فهناك مولات وشركات ومشروعات مختلفة فقط تريد أن ترى همتك بالحلال كي تقوم بمشروعك وتحقق حلمك!
وتذكر ان داخلك خصال تميز ونقاط قوة، فلتعمل على تنميتها وصقلها لتكون شخصا مبدعا موهوبا يحقق احلامه واهدافه.
ومضة: عزيزي القارئ إذا فكرت في مشروعك وحلمك وهدفك، ففكر في تحديد نوع المشروع المقترح وناقشه مع نفسك، ولا مانع من أن تشاور فيه من يفهم ويشير عليك.
اختيار مشروعك عملية دقيقة لها حسبة رأسمال وخبرة أهل المجال أو القطاع، وتوضع للمشروع ميزانية وخطة عمل، وقد يحدث اثناء المباشرة والتطبيق أن يتأثر المشروع بمؤثرات خارجية واشتراطات التنفيذ من اجهزة الدولة.
هناك جوانب إيمانية لا تهملها مثل الجانب التعبدي، وعليك قبل المشروع ان تضع دراسة جدوى وايضا الامكانيات المتاحة وتذكر المخاطر كما قال الشاعر:
إذا لم تستطع شيئا فدعه
وجاوزه الى ما تستطيع
وعليك عزيزي القارئ ان تعرف جيدا ما يناسبك من المشروعات، وأن يكون المشروع الذي تسعى لتحقيقه مناسبا للزمن الذي قدرته لإنجازه.
وأن يكون هدف المشروع الذي تسعى لتحقيقه هدفا (مشروعا حلالا) فالسعي الى الكسب الحلال (أبرك) كما رأيت ورأينا من تطاول على المال العام بشتى أنواع العمليات القذرة وبأقل جهد.
واعلم ان المال الحلال سعادة لك في الدنيا ونجاة لك في الآخرة، اما المال الحرام القذر فشقاء لك في الدنيا وجحيم وعذاب في الآخرة.
مشروعك الحلال لا ينجح بالغش والتزوير والاحتيال والغسيل.
رزقك الله عزّ وجلّ المال الحلال، وابتعد عن (المال الزقوم) الفاسد وما أكثره الآن.
آخر الكلام: عزيزي القارئ عليك بالخدام الأوفياء لك، وهذه أسماؤهم: ماذا؟ لماذا؟ متى؟ كيف؟ أين؟ من؟
- ماذا تريد من هذا المشروع؟
- لماذا تريد انت هذا المشروع؟
- متى سيبدأ المشروع ومتى سينتهي؟
- كيف الآليات والوسائل لتحقيق المشروع؟
- أين يقام هذا المشروع؟
- من الذين ستحتاجهم وتستعين بخبرتهم؟
هكذا هي الهمة وسعة الاطلاع.. فستوصلك لما تريد.
زبدة الحجي: أيها القارئ الكريم: إذا عزمت وفكرت بحلمك ومشروعك فبادر وإن عزمت فثابر، واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر.
فبادر إذا مادام في العمر فسحة
وعدلك مقبول وهدفك قيّم
جدّ وسارع واغتنم زمن الصّبا
ففي زمن الإمكان تسعى وتغنم
أيها القارئ الكريم: قبل أن أنهي مقالي اذكرك بأن من اسباب فشل أي مشروع ان يصلك اليأس والاستسلام من كثرة العقبات.
لا تتخل عن املك ومشروعك، ولا تستسلم للضغوط والهزيمة، ولا تشتت نفسك في المتاهات.
ومشتت العزمات ينفق عمره
حيرانَ لا ظفر ولا إخفاق
يبقى العجز والكسل يعوقان تحقيق مطلبك والتأجيل والتسويف وإساءة استخدام الوقت وفوضوية العمل والتخطيط إضافة الى ضعف المتابعة والمراقبة والاستشارة والثقة بالنفس والعجلة ودعم التأني وخاصة ان كان بالأساس عدم وجود هدف رئيسي وإحباط ذاتي وعدم جدية وانشغال واستعجال في الوصول الى الثمرة.
من أجمل المناقب والصفات في اهل الكويت انهم اصحاب همم عالية خاصة في التجارة، وقد رأينا تجارا توارثوا تجارتهم كابرا عن كابر، وآخرين دخلوا من ابواب الفساد والدناءة وسينالون في الدنيا والآخرة جزاء ما كسبوا.
جعلنا الله جميعا ممن يسألون الله عزّ وجلّ (المال الحلال) ويبعد عنا المال الحرام القذر الذي سيكوي ظهور اصحابه بما كسبوه، فليست فيه بركة وكله آثام.
اللهم وفقنا للخير والحلال، وباعد بيننا وبين المال الحرام الزقوم.. يارب.
..في أمان الله..